سفراء وقناصل يطلعون على معاناة المدمرة بيوتهم في قلنديا

خلال جولة لقناصل الدول في قلنديا

القدس /سوا/ اطَلع نحو 35 سفيرًا وقنصلًا، اليوم الاثنين، على أوضاع ومعاناة المواطنين التي هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم، في بلدة قلنديا شمال مدينة القدس.

جاء ذلك خلال جولة تفقدية نظمتها العلاقات الدولية لحركة فتح، بالتنسيق مع دائرة شؤون المفاوضات، لعدد من السفراء، والقناصل، وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى فلسطين، وذلك للوقوف على الأوضاع الميدانية في قلنديا، والتطورات الأخيرة التي صاحبت هدم عدد من البيوت هناك.

وأوضح مفوض العلاقات الدولية لـ "فتح" نبيل شعث ، "تهدف الجولة إلى حشد الحملة الدولية ضد الاحتلال، الذي يهدد أطفالنا، فهو يمعن في التدمير، والتوغل الاستيطاني".

وقال "على العالم أن يدرك أن اسرائيل التي تتحدث أمام دول العالم عن المفاوضات، ممارساتها على الأرض مغايرة، فهي تقوم بدون أي مبرر باقتحام البلدة، وإخراج الأطفال، وحرمانهم من ألعابهم، ومقتنياتهم".

وأشار إلى أن السفراء والقناصل تأثروا مما شاهدوه، ومن رواية المتضررين، والتي سينقلونها إلى دولهم، وشعوبهم، وبرلماناتهم"، مؤكدا "أن هذه الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة على الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة، تأتي في ظل غياب أي رد فعل مؤثر ورادع من جانب المجتمع الدولي".

وتابع شعث: كما تأتي هذه الهجمة في ظل تقاعس المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته، في توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، ومساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة".

وحذّر من التعاطي مع الادعاءات الإسرائيلية التجميلية لعمليات الترانسفير الجماعي، والتهجير القسري التي تقوم بها بحق المقدسيين.

واستعرض عدد من اصحاب البيوت المهدومة والمتضررين في بلدة قلنديا أمام الوفد أشكال الحصار الذي تعرضت له البلدة، والمعاناة التي تكبدوها منذ عام 1970، حيث صودر الجزء الأكبر من اراضي البلدة، واستولي على المطار وما حوله، وبناء المدينة الصناعية المسمى "عطروت"، والأبرز كان جدار الفصل العنصري، والذي التهم غالبية الأراضي.

وأعرب أحد المتضررين شريف عوض الله، عن أمله في أن تنقل البعثات الدبلوماسية ما شاهدوه من معاناة إلى شعوبهم.

وأشار إلى أنه لم يكن يتصور أن تهدم قوات الاحتلال البناية التي بناها لأولاده على أرض والده، وتضم خمس شقق، رغم أن أرضه تقع في المنطقة المصنفة "ج"، ولديه أوراق الملكية "الطابو"، مؤكدا أن خسارته المادية وصلت إلى اكثر من 150 الف دولار. 

ودعا وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني دول الاتحاد الأوروبي ومؤسسات حقوق الانسان والعالم الحر إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والانسانية ازاء ما يجري في مدينة القدس، والتحرك العاجل وبلورة سياسة واضحة، وممنهجة للضغط على اسرائيل.

وأوضح أن ذلك يأتي من أجل وقف سياساتها اللاإنسانية، والمخالفة لكافة الاعراف، والقوانين، والتشريعات الدولية، خاصة في مدينة القدس، والتي من شأنها تقويض حل الدولتين وترحيل المقدسيين عن وطنهم وتهويد المدينة المقدسة.

وأكد أن قوات الاحتلال تعمدت في الآونة الاخيرة هدم المنازل في العاصمة المحتلة، وبأعداد كبيرة تحت مبررات غير قانونية، وباطلة، لخدمة خططها المستقبلية، الهادفة الى اقتلاع وطرد أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين، من ديارهم، وأراضيهم، وبناء المزيد من المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية، والبؤر الاستيطانية العشوائية، والطرق الالتفافية، والقواعد العسكرية الاسرائيلية، وذلك من أجل السيطرة على الاراضي ومنع نقلها الى الفلسطينيين الامر الذي يندرج تحت سياسة التطهير العرقي.

وشبّه رئيس مجلس محلي قلنديا يوسف عوض الله ما قامت به سلطات الاحتلال بحق 12 منزلا في بلدته بجرائم العصابات الإسرائيلية إبّان احتلال فلسطين عام 1948، مؤكدا ان هذه الوحشية مهما بلغت ذروتها لن تنال من عزيمة شعب تعلم من دروس الماضي .

يشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت  منذ أسبوعين أكثر من 10 بنايات، تضم 44 شقة سكنية في قلنديا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد