ساسة إسرائيليون يتنصلون من مهاجمة ليبرمان لخطاب أوباما
تل ابيب / سوا / أعرب ساسة إسرائيليّون عن قلقهم من بيان وزارة الأمن الإسرائيليّة اللاذع، الذي صدر يوم الجمعة الأخير، ضدّ خطاب للرئيس الأميركيّ، باراك أوباما، الذي تناول الاتّفاقيّة التي أبرمت بين القوى السّتّ العظمى وإيران.
وقالت مصادر سياسيّة، إنّ 'ردّ فعل وتصريحات وزير الأمن ضدّ حكم أوباما تدلّ على اعتبارات معطوبة وصبيانيّة لا تلائم أهميّة الأقوال. من المتوقّع من وزير الأمن أن يدير الأمور بتؤدة وليس بتهوّر وبعجلة'.
ونقل المراسل السّياسيّ للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيليّ، موأف فاردي، في نشرتها الإخباريّة المسائيّة، اليوم الأحد أنّه 'حينما نتواجد في الدّقيقة التّسعين للتفاوض على اتّفاقيّة من أهّم الاتّفاقيّات التي عرفتها إسرائيل، فمن شأن تصريح من هذا القبيل أن يخاطر بكافّة الطّاقات التي بُذلت في السّنة الأخيرة'.
ويشار إلى أنّ مكتب نتنياهو، تنصّل أمام سفير الولايات المتّحدة في إسرائيل، دان شابيرو، من البيان الذي أصدرته وزارة الأمن، فقد أوردت صحيفة 'هآرتس' في موقعها الإلكترونيّ، اليوم الأحد، أنّ مستشارًا رفيعًا في مكتب نتنياهو اتّصل بالسّفير الأميركيّ وأبلغه أنّ البيان صدر دون علم رئيس الحكومة، وأنّ وزير الأمن لم ينسّق مع نتنياهو بشأن البيان.
وبحسب الصحيفة، قال المستشار للسفير الأميركي إن نتنياهو فوجئ ببيان وزارة الأمن ومحتواه الذي يهاجم الرئيس باراك أوباما، وأنه علم من الصحافة، وحاول المستشار تركيز انتباه السفير على التعقيب الذي أصدره مكتب نتنياهو بعد مدة قصيرة من إصدار البيان.
وكانت وزارة الأمن الإسرائيليّة، قد أصدرت يوم الجمعة الماضي، بيانًا لاذع اللهجة، ردًّا على تصريحات الرّئيس الأميركيّ، أوباما، الذي قال، إنّ 'الجيش والاستخبارات الإسرائيليّة، يعترفان بأنّ إيران لا تمتلك قدرة على التّسلّح النّوويّ'، في إشارة لنجاعة الاتّفاق الذي تناول تسوية السّلاح النّوويّ الإيرانيّ، مع القوى العظمى السّتّ، جاء فيه أنّ 'جهاز الأمن الإسرائيليّ يؤمن بقيمة الاتّفاقيّات، إلّا أنّ ذلك فقط في حالة استنادها على واقع قائم، بينما هي تفتقد إلى أيّ قيمة، في حال خالفت الحقائق على أرض الواقع، بشكل مطلق، الاتّفاقات التي تستند عليها'.
وأضاف البيان شديد النّبرة أنّ 'اتّفاقات ميونخ لم تمنع الحرب العالميّة الثّانية ولا المحرقة، بالضّبط كما آمنوا حينها، أنّ ألمانيا النّازيّة بإمكانها أن تكون شريكة لاتّفاقيّة معيّنة، وكانوا على خطأ، ولأنّ قادة العالم حينها تجاهلوا التّصريحات المباشرة لهتلر وغيره من قادة ألمانيا النّازيّة'.
وأردف بيان وزارة الأمن الإسرائيليّة 'هذه الأمور صحيحة أيضًا بالنّسبة لإيران، والتي تقوم هي أيضًا بالإعلان المباشر والصّريح على الملأ أنّ هدفها هو تدمير دولة إسرائيل، بينما أقرّ تقرير نشرته وزارة الخارجيّة (الأميركيّة) هذا العام، أنّها تتواجد في المكان الأوّل، عالميًّا، كمموّلة للإرهاب العالميّ'.
وواصل البيان 'لذلك، فإنّ جهاز الأمن، ككلّ شعب إسرائيل، وككثر في العالم، يفهم أنّ اتّفاقات من هذا القبيل، الذي وقّع بين القوى العظمى وبين إيران، غير مجدية بل مضرّة للصراع غير المتساوم الذي يجبّ اتّخاذه ضدّ دولة إرهاب مثل إيران'.