معركة الموصل تلقي بظلالها على قمة التحالف الدولي ضد داعش
بغداد / سوا / تجهز الأمم المتحدة لما تصفها بأنها ستكون أكبر عملية إغاثة إنسانية هذا العام حتى الآن مع ابتعاد السكان المذعورين عن طريق تقدم الجيش العراقي وعن المدينة نفسها.
يلتقي العشرات من وزراء الدفاع والخارجية في واشنطن يومي الأربعاء والخميس لبحث الحرب ضد تنظيم داعش وسيكون تركيزهم على الجائزة الكبرى وهي الموصل معقل التنظيم في العراق.
ويقول مسؤولون من العراق والأمم المتحدة والولايات المتحدة إن من المتوقع أن تكون معركة الموصل صعبة لكن ما بعدها قد يكون أصعب. وحتى الآن لا توجد خطط أو أفراد أو أموال لاستعادة الخدمات الأساسية وتوفير الأمن للسكان وما قد يصل إلى 2.4 مليون مشرد.
وسيجتمع وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف ضد التنظيم في قاعدة أندروز قرب واشنطن اليوم الأربعاء ويعقب ذلك جلسة مشتركة لوزراء الخارجية والدفاع يوم الخميس.
وتجهز الأمم المتحدة لما تصفها بأنها ستكون أكبر عملية إغاثة إنسانية هذا العام حتى الآن مع ابتعاد السكان المذعورين عن طريق تقدم الجيش العراقي وعن المدينة نفسها. وسيحتاج هؤلاء للمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي لمدة تتراوح من 3 إلى 12 شهرا بناء على مستوى الدمار المتوقع بالمدينة.
كارثة إنسانية
وقال دبلوماسي كبير يقيم في بغداد طلب عدم ذكر اسمه “يوجد منطق في التحرك بأسرع ما يمكن لكن ثمة مخاطر في أنه إذا لم تكن الاستجابة الإنسانية بالمستوى الذي أعدت له…فقد نشهد كارثة إنسانية ومشكلات محتملة بشأن إدارة الموصل سياسيا بعد تحريرها.”
وسيكون أغلب النازحين من المسلمين السنة الذين يشعر كثير منهم بأن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تحرمهم من حقوقهم ويمثل ذلك ما قد تكون مشكلة أكبر.
وقال مصدر في مجلس الأمن الإقليمي الكردي “إذا لم يتم دعم الهجوم على الموصل بتسويات سياسية حقيقية بين السنة والشيعة فإننا نعتقد أنها ستكون مجرد مسألة وقت قبل أن ينفجر (الوضع) مرة أخرى.”
حاكم عسكري جديد
وتقول مصادر عديدة إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يخطط لتنصيب حاكم عسكري على الموصل بعد طرد التنظيم.
لكن مسؤولا عسكريا أمريكيا طلب عدم ذكر اسمه شكك في قدرة الجيش العراقي على استعادة المدينة دون “مساعدة طويلة وكبيرة” من قوات الأمن الكردية والفصائل الشيعية. وأوضح أن الخليط الطائفي قد يعقد محاولات المصالحة بعد الصراع.
وقال مصدر بقوات الأمن الكردية “إن تنظيم داعش سيخسر بصرف النظر عمن سيتقدم. ليس المهم هزيمة عسكرية ولكن المهم قدرة الحكومة العراقية على الإحاطة بقضايا الإدارة بعد (خروج) التنظيم ومنها الاستياء السني داخل الموصل وحولها. عليهم التعامل مع ذلك قبل الهجوم.”
خليط قابل للاشتعال
الموصل التي سيطر عليها التنظيم من الجيش العراقي في يونيو/ حزيران 2014 هي ثاني أكبر مدن العراق ويعيش فيها خليط قابل للاشتعال من السنة والأكراد والتركمان وغيرهم.
ورغم عدم إعلان المسؤولين العراقيين والأمريكيين عن جدول زمني للتحرك نحو الموصل قال دبلوماسي كبير يقيم في بغداد إن العبادي يرغب في تقديم بدء حملة الموصل إلى أكتوبر/ تشرين الأول بعد السيطرة على الفلوجة من التنظيم في الشهر الماضي.
وقال بريت ماكجورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في القتال ضد داعش الثلاثاء “نتطلع إلى الموصل التي ستكون أكبر تحد حتى الآن.”
وأضاف أن القوات ستشمل مقاتلين من البشمركة الكردية والجيش العراقي و15 ألف مقاتل محلي من ولاية نينوى.
وقال ماكجورك إن هناك ثلاثة تحديات أخرى ستتطرق إليها اجتماعات هذا الأسبوع بالتفصيل وهي: الخطط الخاصة بإغاثة إنسانية فورية واستقرار الموصل على المدى القصير والحكم المحلي.