تلوث الهواء أهم أسباب الشيخوخة المبكرة
لندن / سوا / كشف أحد الأبحاث الحديثة أن التلوث الهوائي يصيب سكان المدن بـ “الشيخوخة” المبكرة وظهور التجاعيد وعلامات التقدم في السن.
ورصد البحث تأثير الأبخرة السامة على الجلد في مدينتين غربيتين مثل لندن ونيويورك، وفي معظم المدن الآسيوية التي يجتاحها التلوث البيئي ويعتقد بأنه السبب الرئيسي لظهور التجاعيد المبكرة، كما تم ربط تأثيره بتفاقم الأمراض الجلدية مثل الأكزيما وأمراض الخلايا.
وتقول الدكتورة ميرفين باترسون طبيبة التجميل في عيادات وودفورد الطبية: “لقد كان يعتقد بأن التلوث الهوائي بسبب حركة المرور الكثيفة هو السبب في المشاكل التي يعاني منها سكان المناطق مع بشرتهم وعليهم الآن اتخاذ خطوات سريعة لحماية جلودهم، وإن لم يفعلوا ذلك فقد تظهر عليهم آثار التقدم في السن بمقدار عشر سنوات، ويجب على الناس أن يأخذوا هذا الأمر بجدية تامة”.
ويؤكد البروفيسور جين كروتمان مدير معهد ليبنيز لأبحاث البيئة في ألمانيا “أن الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس كانت الهدف الأول لحماية الجلد على مدى 20- 30 عاما، ولكن أعتقد بأن التلوث الهوائي سيجعلنا أكثر انشغالاً في أبحاثنا على مدى العقود القادمة”.
إلى ذلك فإن معظم التلوث الهوائي في المناطق المتمدنة عادة ما يكون بسبب حركة المرور وهو يحتوي على عوالق دقيقة سامة إضافة إلى احتوائه على ثاني أكسيد النيتروجين ومواد كيميائية أخرى مثل الهيدروكربونات، ويعتقد البروفيسور كروتمان بأن العوالق هي السبب الرئيسي في مشاكل الجلد لأنها تعمل على ظهور التجاعيد وعلامات تقدم السن.
ويضيف البروفيسور كروتمان بأن هناك عوامل أخرى مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية وطبيعة الغذاء والتدخينقد تساهم في ظهور علامات التقدم بالعمر”
ويؤكد البروفيسور كورتمان “أن فهمنا لكيفية تأثير التلوث الهوائي وأضراره على الجلد هو في بداية مراحله، نحن الآن ما زلنا نبحث في أليات هذه العملية ولكن من المعروف أن العديد من الملوثات تجد طريقها بسهولة داخل بشرتنا وتسبب أضراراً مختلفة، وتعمل على جفاف الجلد وتسبب أشكالاً عديدة من التهيجات والالتهابات وتؤثر على الخلايا الصبغية مما يسبب ظهور التصبغات الجلدية وبقع تقدم السن غير المرغوب بها “.
وأشار “قد تتخذ هذه الملوثات مسارات أخرى وتهاجم الأوعية الدموية متسببة بتهيجها وظهور احمرار في الجلد وهو ما يعرف بالزهرية، وفي حال تعرض الجلد لمثل هذه الأضرار فأنه يقوم بعملية تلقائية للتجدد عن طريق إفراز أنزيمات تعمل على تآكل الكولاجين في البشرة. وعند الإصابة بالالتهابات الحادة فإن هذه الإنزيمات تستهلك المزيد من الكولاجين أكثر من قدرة الجسم على تصنيعها مما ينتج عنه تراخي في خلايا الجلد وهو السبب في ظهور التجاعيد”.
وتقول خبيرة البشرة من نيويورك الدكتورة ديبرا جاليمان إن مرضاها قلقون جداً بسبب التلوث الهوائي وتأثيره على البشرة وتسببه في ظهور البقع الداكنة والبثور الشبيهة بحب الشباب إضافة إلى علامات التقدم في السن “في هذه اللحظة لا يوجد العديد من المنتجات التي تمنع التلوث الهوائي، ولكن قد يحدث هذا قريباً ربما في السنوات القليلة القادمة بسبب ازدياد انتشار هذه المشكلة”.
وفي ذات السياق ما يزال العلماء يعملون على تصنيع منتجات علاجية للوقاية أولاً من التعرض للأضرار الناجمة علن التلوث البيئي. وقام مختبر البروفيسور كروتمان بمساعدة شركة سيمرايز، أكبر الشركات الموردة للخامات التجميلية، بالتحقق من إحدى هذه الخامات والتي يطلق عليها اسم سيم أوربان بالرغم من أن المختبر ليس لديه أي مخزون منها. ويقول البروفيسور: “لقد وجدنا جزءاً ضئيلاً قد يفي بالغرض، وقد تم تسجيله كخامة لتصنيع المواد التجميلية وخلال السنوات القادمة سنتمكن من إيجاد منتج تجميلي يمكنه على وجه التحديد حماية البشرة من الشيخوخة والأضرار الناجمة عن التلوث الهوائي”.
أما الدكتورة باترسون فتقول إن الناس يستطيعون الحصول على بعض الحماية الآن ولا يمكنهم الجلوس واتخاذ موقف سلبي تجاه المشكلة، فبإمكانهم أن يقوموا باتخاذ خطوات سهلة وبسيطة لصنع بعض الاختلاف :”إذا كانت بشرتكم صحية حقاً فهذا حاجز جيد، لأن طبقات البشرة الخارجية تشبه السطح المكون من صفائح القرميد المسطحة تفصلها عن بعضها البعض المواد الدهينة الواقية”.
وتوضح: “إن بعض منتجات العناية بالجلد قد تكون ضارة، ومن أكثر المكونات المحببة في مواد التجميل هي الريتونيدات ولكن لها أثار جانبية سيئة على وظيفة سطح البشرة كحاجز وقائي، وهناك مادة أخرى أيضاً مرغوبة في الصناعات التجميلية وهو حامض الجليكوليك ولكنه ضار جداً لطبقة الجلد الخارجية، إن الناس يعتقدون أن هذه المنتجات جيدة للبشرة فهي تظهرها أكثر نعومة، ولكن على المدى البعيد فهي سيئة جداً للبشرة”.
ويوضح الدكتورة باترسون حول عملية تقشير البشرة “أن الجلد لديه آليات خاصة للقيام بهذه العملية الدفاعية الرائعة ولكن النساء والرجال يقومون بعملية مدمرة معاكسة وهذا شيء غير منطقي. هناك بعض المنتجات التي تساعد على إعادة عملية بناء الجلد عن طريق تزويدها بالزيوت التي تحتاجها الخلايا مفيدة جداً وكذلك المنتجات التي تعمل على علاج الالتهابات”.