البورصة في أسبوع .. خمسة أسباب وراء الحيوية غير المعتادة في بورصة فلسطين
رام الله /سوا/ على غير العادة في رمضان من كل عام، تشهد بورصة فلسطين منذ أسابيع نشاطا ملحوظا رفع معدلات التداول إلى أضعاف المعدل الملاحظ منذ بداية العام، والأعوام السابقة، فيما عزاه مراقبون إلى ارتفاع ملحوظ في السيولة، محلية وخارجية المصدر، ولصفقات تخارج لمستثمرين كبار من شركات والدخول في شركات أخرى، وذلك رغم استمرار الجمود في الأوضاع السياسية والانقسام الداخلي، والتوترات الأمنية.
فقد استفادت بورصة فلسطين من موسم الزيارات الصيفية للمغتربين، الذين يبحث بعضهم، على هامش زيارة البلاد وقضاء إجازته مع الأهل، على فرصة لاستثمار جزء من مدخراته، وكانت الوجهة بالدرجة الأولى لهذه المدخرات نحو قطاع العقارات وسوق الأوراق المالية.
أيضا، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة حركة دخول أموال خارجية إلى البورصة، مصدرها بشكل أساسي منطقة الخليج العربي، وأميركا الشمالية والوسطى، بحسب وسطاء ماليين.
كل هذا، لقي دعما من اقتراب موعد إفصاح الشركات عن نتائج أعمالها للنصف الأول من العام، وسط توقعات بأداء جيد استرشادا بنتائج الربع الأول، والتي أظهرت نموا في أرباح الجزء الأكبر من الشركات المدرجة، كذلك من الإجراءات التي بدأتها وزارة المالية منذ بداية العام لجهة تسديد منتظم للمستحقات الجديدة والمتأخرة لموردي السلع والخدمات من القطاع الخاص بواسطة اذونات الدفع (كمبيالة مستحقة الدفع بعد سبعين يوما)، ما عزز السيولة لدى الشركات، وبالتالي زاد من فرص الاستثمار في الأسهم.
وعلى مدى أسابيع، تشهد البورصة صفقات كبيرة نسبيا شملت أسهم العديد من الشركات، وفي قطاعات مختلفة، خصوصا الاستثمار، والبنوك، والخدمات.
ففي هذا السياق، اظهر صندوق الاستثمار الفلسطيني اهتماما ملحوظا بقطاع السياحة والفنادق، حيث اشترى، عبر ذراعه الاستثمارية في القطاع المالي، حصة شركة فلسطين للاستثمار السياحي، التابعة لـ"باديكو القابضة"، في شركة المؤسسة العربية للفنادق المالكة لفندق "موفنبيك" برام الله، كما قام صندوق الاستثمار بعملية تبادل لجزء من أسهمه في الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار "ايبك" باسهم في "العربية للفنادق" مملوكة لمجموعة "بيرزيت للأدوية" التي يقف على رأسها رجل الأعمال طلال ناصر الدين.
كذلك، تخارجت مجموعة ناصر الدين و"بيرزيت" من شركة التكافل الفلسطينية للتأمين، لصالح البنك الإسلامي الفلسطيني، الذي بات يملك الحصة الأكبر في الشركة ويسيطر تقريبا على مجلس الإدارة، علما أن صندوق الاستثمار يمتلك الحصة الأكبر في البنك الإسلامي الفلسطيني.
وفي قطاع البنوك أيضا، فقد تخارجت شركة "ترست العالمية للتأمين" من ملكية البنك الوطني، لصالح مجموعة مسار العالمية، التابعة لرجل الأعمال بشار المصري، معززة بذلك حصتها في البنك، والتي كانت أصلا الحصة الأكبر.
في المحصلة، فقد حقق المؤشر الرئيسي في البورصة مكاسب ملحوظة الأسبوع الماضي، ليغلق تعاملات الأسبوع على 514.04 نقطة، مرتفعا بمقدار 8.64 نقطة أو بنسبة 1.71% مقارنة مع الأسبوع السابق، مدفوعا بارتفاع مؤشرات قطاعات: الخدمات، والاستثمار، والبنوك والخدمات المالية، وهي قطاعات تضم الشركات الريادية الأكثر تأثيرا في المؤشر الرئيسي، فيما انخفض مؤشرا القطاعين الأقل تأثيرا: الصناعة، والتأمين.
على صعيد النشاط، فقد ارتفع معدل عدد الأسهم المتداولة بنسبة 114% إلى حوالي 800 ألف سهم يوميا من حوالي 370 ألف سهم يوميا في الأسبوع السابق، لكن معدل قيمة التداولات ارتفع بنسبة اقل (29%) إلى حوالي 1.2 مليون دولار يوميا من حوالي 928 الف دولار يوميا في الأسبوع السابق، الأمر الذي يظهر نشاطا ملحوظا في أسهم الشركات المتوسطة.
بالإجمال، فقد شهدت البورصة الأسبوع الماضي 819 صفقة شملت حوالي 3.95 مليون سهم في تداولات بلغت قيمتها حوالي 6 ملايين دولار، مقارنة مع 246 صفقة في الأسبوع السابق شملت حوالي 740 ألف سهم في تداولات بلغت قيمتها حوالي 1.85 مليون دولار، علما ان الأسبوع الماضي شهد 5 جلسات تداول مقابل جلستين فقط في الأسبوع السابق بسبب عطلة عيد الفطر .
ومن بين 28 شركة جرى التداول على أسهمها، فقد أغلقت أسهم 13 شركة تداولات الأسبوع على ارتفاع، واستقرت أسهم 5 شركات، فيما أغلقت أسهم 10 شركات على تراجع.
قطاع الاستثمار
كان مؤشر قطاع الاستثمار الأكثر ناشطا بتداولات بلغت قيمتها حوالي 3.3 مليون دولار شكلت 55% من إجمالي تداولات البورصة، فيما ارتفع مؤشر هذا القطاع بنسبة 1%.
وحازت شركتا "ايبك" و"باديكو" على الغالبية العظمى من التداولات في هذا القطاع، بتداولات بلغت قيمتها 1.84 مليون دولار و1.42 مليون دولار على التوالي، شكلتا مجتمعتين 99% من تعاملات قطاع الاستثمار، و54.5% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وأغلق سهم "ايبك" تداولات الأسبوع على 1.53 دولار مرتفعا بنسبة 4.08%، كما ارتفع سهم "باديكو" بنسبة 0.85% وأغلق على 1.19 دولار.
وفي هذا القطاع أيضا، ارتفع سهم شركة فلسطين للاستثمار العقاري، التابعة لـ"باديكو"، بنسبة 3.92%، فيما انخفض سهما شركتي: فلسطين للاستثمار الصناعي، والاتحاد للاعمار والاستثمار بنسبة 4.19% و5.26% على التوالي.
قطاع الخدمات
ارتفع مؤشر قطاع الخدمات بنسبة 2.59%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 1.77 مليون دولار شكلت 30% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وقاد النشاط في هذا القطاع سهم شركة الاتصالات الفلسطينية، الذي ارتفع بنسبة 2.36% وأغلق تداولات الأسبوع على 5.20 دينار أردني، إثر تداولات بلغت قيمتها حوالي مليون دولار شكلت 59% من تعاملات قطاع الخدمات و17.5% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
كما نشط سهم شركة "الوطنية موبايل"، الذي ارتفع بنسبة 4.88% وأغلق تداولات الأسبوع على 0.86 دولار، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 603 آلاف دولار.
وفي هذا القطاع أيضا، ارتفع سهم الشركة الفلسطينية للكهرباء بنسبة 0.85%، فيما أغلق سهم الشركة الفلسطينية للتوزيع والخدمات اللوجستية "واصل" تداولات الأسبوع دون تغيير.
قطاع البنوك والخدمات المالية
سجل مؤشر قطاع البنوك والخدمات المالية ارتفاعا بنسبة 0.40%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 841 ألف دولار شكلت 28% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وقاد النشاط في هذا القطاع، سهم بنك فلسطين، الذي ارتفع بنسبة 1.20% وأغلق تداولات الأسبوع على 2.53 دولار، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 460 ألف دولار شكلت 55% من تداولات قطاع البنوك و8% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وفي هذا القطاع أيضا، ارتفع سهم البنك الإسلامي الفلسطيني بنسبة 2.27%، فيما انخفضت أسهم بنوك: الإسلامي العربي بنسبة 0.68%، و القدس بنسبة 0.81%، والوطني بنسبة 1.92%.
قطاع الصناعة
سجل مؤشر قطاع الصناعة انخفاضا بنسبة 0.25%، إثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 64 ألف دولار فقط، شكلت 1% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وفي هذا القطاع، ارتفعت أسهم أربع شركات: العربية لصناعة الدهانات بنسبة 2.17%، وبيت جالا لصناعة الأدوية بنسبة 0.42%، وبيرزيت للأدوية بنسبة 0.26%، والوطنية لصناعة الكرتون بنسبة 4.90%، وتراجعت أسهم أربع أخرى: مطاحن القمح بنسبة 4.29%، وسجاير القدس بنسبة 1.43%، والقدس للمستحضرات الطبية بنسبة 1.62%،ة والوطنية لصناعة الألمنيوم بنسبة 3.17%، فيما أغلق سهم شركة دار الشفاء لصناعة الأدوية تداولات الأسبوع دون تغيير.
قطاع التأمين
سجل مؤشر قطاع التأمين انخفاضا بنسبة 0.30%، إثر تداولات ضعيفة للغاية اقتربت من الصفر.
وفي هذا القطاع، جرى التداول على سهمين فقط، فانخفض سهم شركة المجموعة الأهلية للتأمين بنسبة 6.67%، فيما أغلق سهم الشركة العالمية المتحدة للتامين تداولات الأسبوع دون تغيير.