ميلادينوف: عودة الفلسطينيين والإسرائيليين للمفاوضات أقرب إلى أحلام اليقظة

مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف

القدس /سوا/ قال أبرز مسؤولي الأمم المتحدة في الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، إن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني صار أبعد من أي وقت مضى مع خطر الانزلاق في العنف والتشدد لأجيال ما لم يتحرك القادة.

وبعد أيام من صدور تقرير اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط في أول يوليو/ تموز الجاري، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ، إن الموقف يقترب من نقطة اللا عودة.

وفي مقابلة مع رويترز وصف ملادينوف المستوطنات التي تبنيها إسرائيل و"العنف" من جانب الفلسطينيين، بأنهما من بين أكثر العقبات المثيرة للقلق.

وقال "ربما يكون (حل الدولتين) أبعد من أي وقت مضى.. يزداد صعوبة بينما نتحدث الآن."

وأضاف "حان الوقت ليستيقظ المجتمع الدولي وقادة الطرفين.. البديل الوحيد الذي أراه (لحل الدولتين) هو عنف أبدي هنا في إسرائيل وفلسطين، وتداخل هذا الصراع مع مشاكل أوسع نطاقا في المنطقة" مؤكدا أن ذلك سيكون بمثابة تفويض مفتوح للعنف والتشدد" لأجيال تالية.

ولا يخفي بعض أعضاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو رفضهم لفكرة إقامة دولة فلسطينية، ويشيرون لضرورة ضم إسرائيل لما تعرف بالمنطقة (ج) التي تشكل أكثر من 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وبها جميع المستوطنات الإسرائيلية تقريبا.

ويتحدث آخرون بينهم الرئيس الإسرائيلي صراحة عن حل دول واحدة يعيش فيها الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب بحقوق متساوية في بلد واحد، رغم أنه من غير الواضح "كيف لإسرائيل أن تبقى دولة يهودية وديمقراطية في نفس الوقت".

"أقرب لأحلام اليقظة"

قال ملادينوف وزير خارجية بلغاريا سابقا والذي كان فيما مضى رئيسا لبعثة الأمم المتحدة بالعراق، إن مثل هذه الأفكار تعد تشتيتا سيضر بالإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي ظل القلاقل التي يمر بها الشرق الأوسط يجد المجتمع الدولي نفسه مشتتا في اتجاهات عديدة، ويقر ملادينوف بوجود درجة من الإرهاق من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي أنهك الدبلوماسيين على مدى نحو 70 عاما.

لكن المسؤول الدولي قال إن من الضروري التصدي لهذه القضية لتجنب المزيد من التردي في الأوضاع الأمنية بالمنطقة.

وقال "لا يمكن الانفصال عن الصراع لأن التدهور سيستمر وستتورط فيه بقية المنطقة في مرحلة ما بالمستقبل، وهو سيمثل خطورة كبيرة على الجميع."

وأضاف أنه بخلاف "وضع حد لأعمال العنف، سيكون من الضروري الاهتمام بوقف بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي".

لكن الاحتمالات ضئيلة بعد توقف محادثات السلام الأخيرة في 2014. وتسعى مصر وفرنسا واللجنة الرباعية المشكلة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا لجمع طرفي الصراع لكن دون نجاح حتى الآن.

وقال ملادينوف "القول في هذه المرحلة بأنهم سيعودون للمفاوضات غدا سيكون أقرب لأحلام اليقظة.. هناك قدر كبير من انهيار الثقة."

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد