موقع واللا: حماس تخسر بعد المصالحة بين أنقرة وتل ابيب
القدس / سوا / كيف سيؤثر اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة في ظل إلزام أنقرة بالتنسيق لمشاريعها بالقطاع مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية؟ هل هناك ثمة انقسام بين الجناح العسكري للحركة (كتائب عز الدين القسام) والجناح السياسي بشأن الاتفاق؟.
حاول "أمير بوحبوب" المحلل العسكري الإسرائيلي بموقع "WALLA” العبري الإجابة على هذه التساؤلات في مقال بعنوان "ظهر حماس للحائط. انعكاسات اتفاق المصالحة مع تركيا".
إلى نص المقال..
سوف يدفع اتفاق المصالحة بين تل أبيب وأنقرة الذي أعلن عنه أمس الاثنين حماس رغما عنها إلى العزلة، ونتيجة لذلك تتقلص بشكل كبير المسافة بين ظهر التنظيم السني بقطاع غزة والحائط. يحمل هذا الوضع في طياته آفاق ومخاطر- لكن في الغالب فرص.
منذ وقت طويل يحاول الأتراك مغازلة إسرائيل للوصول إلى تفاهمات لكنهم كثيرا ما تراجعوا في اللحظة الأخيرة. حتى عندما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بثقله على المسألة، أجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاعتذار علانية ، وبدا أن الأزمة انتهت- تجاهل أردوغان الاعتذار وتراجع.
هذه المرة يبدو أن جميع الأطراف كانوا بحاجة للاتفاق. تركيا التي تستغيث للتخلص من الضغط السياسي الذي تواجهه منذ سنوات، إسرائيل التي خسرت حليفا إستراتيجيا بالشرق الأوسط تحاول تحفيز اتخاذ خطوات اقتصادية مع أنقرة، والولايات المتحدة التي تدير هجماتها الجوية في سوريا من قاعدة إينجيرليك التركية.
لعبت تركيا في السنوات الماضية لعبة مزدوجة. فمن جهة، حاولت الدخول للاتحاد الأوروبي والتقرب من الغرب، ومن الجهة الثانية واصلت دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية ، واستيعاب محرري صفقة جلعاد شاليط واستضافة قيادة حماس في الخارج برئاسة صلاح العاروري على أرضها. الآن ونظرا لقرار الأطراف توقيع الاتفاق، سيكون الأتراك ملزمين أن يظهروا للإرهاب باب الخروج ويتخذوا إجراءات صارمة ضد حماس.
إضافة إلى ذلك، وفقا للاتفاق، تلتزم تركيا بالتنسيق لكل نشاطاتها بقطاع غزة مع السلطة الفلسطينية على حساب حماس. ستحاول أنقرة بالفعل تبني أكبر عدد ممكن من المشروعات الاقتصادية لإعادة إعمار قطاع غزة، تحمل بفخر البصمات الواضحة لتركيا. من أجل الالتزام بالسياسة الإسرائيلية، سيكون على الأتراك العمل بالتنسيق مع أبو مازن.
يتوقع أن تزيد هذه الخطوة من قوة ونفوذ السلطة الفلسطينية بقطاع غزة. هذا التنسيق سوف يضر بمكانة نظام حماس، رغم أنه سيؤدي لإزدهار اقتصادي وتسريع عملية الإعمار. على سبيل المثال، اليوم هناك أكثر من 100 ألف فلسطيني يعيشون بلا منازل بعد عملية "الجرف الصامد"، يعيشون في أبنية عامة، وفي منازل أقاربهم، وفي المؤسسات التعليمية. الآن وبفضل المساعدات التركية، يتوقع أن يجد هؤلاء منازل تؤويهم.
المخاطر في الاتفاق: عزلة حماس هل تدفعها لكسر القواعد؟
تنظر حماس إلى تركيا نوعا ما وكأنها راع، يمكنه تحويل المال لها وقت الأزمة بشكل ذكي، وتبني مشروعات في غزة، وأن تكون بالنسبة لها بوابة سياسية للغرب. في أعقاب الاتفاق ستبقى حماس معزولة. الخطوة الأولى التي سيحاول الأتراك القيام بها إظهار أن حماس تحت السيطرة أو على الأقل يقلص خطواتها المستفزة تجاه إسرائيل، والسلطة الفلسطينية ومصر.
السؤال الأكثر إلحاحا هو كيف ستتعامل حماس مع هذه الخطوة، لاسيما وأن الحركة في الأيام العادية تشهد توترا بين جناحيها العسكري والسياسي، الذي فرض على مقاتليها التوصل لهدنة بعد 52 يوما من القتال في عملية "الجرف الصامد" دون إنجاز.
في حالة كهذه تقلصت المسافة بين ظهر حماس والحائط بشدة، يمكن أن تحدث فرصة للتغيير على الأرض لكنها بالقطع تحمل معها أيضا إمكانية للانفجار. تبحث حماس منذ وقت طويل على المال من راع جديد ولا تتجه الأنظار إلى تركيا وقطر فحسب، بل أيضا إلى إيران.
على خلفية صراعات السيطرة هذه، يتوقع أن يدخل اتفاق المصالحة مزيدا من التوتر للمنطقة. لذلك، في وضع تشعر فيه حماس أن الوقت لا يلعب لصالحها وأن قوتها في تراجع فمن المتوقع أن تخرج على مراحل للمعركة ضد إسرائيل.
مسألة أخرى لا يجب تجاهلها هي مصر التي تنظر إلى تركيا نفس نظرتها لحماس كعدو لدود. سوف تضطر إسرائيل أن تثبت بالأفعال وليس فقط بالأقوال أن الاتفاق الوليد لن يمس نفوذ القاهرة بالمنطقة بشكل مواز مع تعاظم مكانة أبو مازن.
في الأثناء، يحاولون في منظومة الأمن الإسرائيلية التهدئة ويشيرون إلى قطر كنموذج إيجابي- دولة لوحت بالكثير من الأموال، حاولت ضخها إلى غزة عبر الباب الخلفي واضطرت في النهاية لتنسيق مشروعاتها بقطاع غزة مع مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.
السؤال الآن هو كيف ستتم ترجمة الاتفاق على الأرض: ماذا ستكون تفسيرات البنود الصغيرة والغامضة؟ على ما يبدو يجب أن ينجلي الغبار ليكون بالإمكان فهم الصورة الكاملة.