قلق إسرائيلي بعد استفتاء بريطانيا
القدس / سوا / ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد أن التعاون بين تل أبيب ولندن سيبقى قائما، رغم نتائج الاستفتاء البريطاني للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر نتنياهو أن رئيس الوزراء البريطاني المستقيلديفد كاميرون "صديق حقيقي لإسرائيل والشعب اليهودي"، حيث شهدت العلاقات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية بينهما تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وهناك أسس كبيرة لاستمرار التعاون بين الجانبين.
ويرى موقع "ويللا" أن إسرائيل لم تجر نقاشا لدراسة النتائج المتوقعة على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رغم أن هذا الموضوع طرح على أجندة الحكومة الإسرائيلية قبل عشرة أيام، لكنها لم تعقد اجتماعا خاصا لبحث التبعات المترتبة على الخطوة البريطانية، خاصة في المجال الاقتصادي.
وأضاف أن إسرائيل وجدت نفسها صباح أمس الجمعة في مواجهة تطور سريع عقب الاستفتاء البريطاني، لأن هذا الأمر سيترك تأثيره المباشر على إسرائيل، خاصة وأن أوروبا تعتبر الشريك التجاري الأهم لها، ومن المتوقع أن تعقد الحكومة الإسرائيلية الأحد القادم نقاشا خاصا حول هذا الموضوع، لأن الخشية الإسرائيلية تكمن في أن تكون للأمر آثار اقتصادية على إسرائيل.
تأثير سياسي
وقال موقع ويللا إن هناك تأثيرا للقرار البريطاني سيشهده المجال السياسي، فإسرائيل تعتبر كاميرون صديقا جيدا لها، إذ أعلن أكثر من مرة خلال ترويجه بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أنها تريد البقاء فيه لمساعدة إسرائيل والحؤول دون اتخاذ خطوات متطرفة ضدها في مؤسسات الاتحاد، وهو ما أكدته الأوساط السياسية في تل أبيب.
وأضاف الموقع أنه من دون بريطانيا فإن إسرائيل تخسر دولة صديقة لها، وهناك تقدير إسرائيلي بأنه في أعقاب انسحاب بريطانيا من الاتحاد فمن المتوقع أن تنفصل أسكتلندا -وهي الدولة المتعاطفة جدا مع الفلسطينيين- عن بريطانيا، وتنضم إلى الاتحاد كدولة مستقلة.
ويؤكد الاقتصادي الإسرائيلي يغآل نويمان وجود تأثيرات دراماتيكية على الاقتصاد الإسرائيلي، إذ إن ما نسبته 44% من التجارة الخارجية الإسرائيلية مع الاتحاد، مما يتطلب من إسرائيل الاستعداد لأي سيناريوهات قد تكون مفاجئة بسبب هذا الحدث البريطاني، لأن الارتدادات المتوقعة لهذا الحديث ستشهده الأسابيع القريبة القادمة، علماً بأنه في المدى القريب قد لا يكون الأمر جيدا لإسرائيل، لأن وضع عدم الاستقرار الناجم عن هذا القرار البريطاني سيسفر عن معطيات اقتصادية مقلقة ومزعجة.
وختم تقرير ويللا بالقول إن الهزة التي أنتجها الاستفتاء البريطاني يتوقع لها أن تسفر عن مخاطر وصعوبات على إسرائيل في المدى القصير، أما على المديين المتوسط والبعيد فيبدو صعبا توقع هذه التبعات، لأن ذلك يمكن أن يستدرج العالم إلى أزمة اقتصادية تمس إسرائيل، مع أن ضعف الاتحاد الأوروبي يمكن له أن يخفف من الضغوط السياسية التي يمارسها على حكومة نتنياهو.
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن السفير البريطاني في إسرائيل ديفد كويري قوله إن العلاقات مع تل أبيب لن تتضرر بعد الاستفتاء، وسيبقى الجانبان في طور الصداقة، فالتجارة والاستثمارات الثنائية في ذروتها، وهناك صلات وثيقة في المجالات العلمية والتعاون الأمني، ولا أرى أن ذلك سيتضرر بفعل الاستفتاء.