غزة محط للأنظار في ظل المتغيرات الاقليمية

شاطئ بحر غزة

غزة / خاص سوا/ لم يعد قطاع غزة مجرد بقعة صغيرة كما يعتقد البعض، بل أنه بات يشكل محوراً مهماً بين دول الإقليم، لاسيما في ظل الصراعات الداخلية والخارجية في غالبية دول العالم.

فلا يكاد يمر يوم إلا ويكون لغزة الجزء الأكبر لاسيما في الصحافة الاسرائيلية والدولية وغيرها وهو ما يؤكد أهميتها بالنسبة لدول الجوار والاقليم.

وما يدلل على ذلك كثرة تهديدات قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين بشن حرب جديدة على قطاع غزة، وعودة حملة الاغتيالات لقادة حماس ، في الآونة الأخيرة.

وارتفعت وتيرة التهديدات بعد تعيين وزير الأمن الجديد أفيغدور ليبرمان، الذي يعد أكثر تطرفاً وعداءً لقطاع غزة.

وفي سياق آخر، تشهد هذه الآونة مفاوضات تركية- اسرائيلية لعودة تطبيع العلاقات بينهما، والتي تشترط فيها تركيا ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، وهو ما ترفضه الأخيرة.

ولا تزال المحادثات التركية الاسرائيلية مستمرة، فيما تشكّل غزة جوهر التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة العلاقات بينهما.

ولا بد الإشارة إلى وجود الصراع الفلسطيني الداخلي، والمتمثل باستمرار الانقسام بين شطري الوطن، وعدم تحقيق المصالحة الفلسطينية ، التي أصبحت تشغل حيزاً في كثير من الدول العربية.

تلك بعض المتغيرات الدولية والاقليمية التي جعلت من غزة محط للأنظار ومحوراً للصراعات الدولية، بالإضافة إلى عدة متغيرات أخرى.

المحلل السياسي طلال عوكل، رأى أن تربع حركة حماس على سدة حكم قطاع غزة، منذ تسع سنوات، جعلتها تتصدر المشهد السياسي المحلي والدولي والاقليمي أيضاً.

وأوضح عوكل في حديثه لوكالة "سوا"، أن مرور قطاع غزة بثلاثة حروب أيضاً جعلها تشغل الاقليم، باعتبار ان القضية الفلسطينية مركز اهتمامه.

كما أشار إلى وجود محاولات جارية ومستمرة من أجل دمج حركة حماس في التسوية، وهو ما يجعل غزة تأخذ حيزاً كبيراً في الوقت الراهن.

وبحسب عوكل، فإنه من الواضح وجود مشكلات واستعصاءات وخلط للأوراق في المنطقة كلها، وهو ما يجعل حماس كبيرة في المنطقة خاصة أنها تُصر على برنامجها المقاوم، في ظل ما يُسمى "الإرهاب الإسلامي".

وذكر أن هذا الأمر جعل لحماس موقعاً بين الجماعات التي تتبنى فكر  الإسلام السياسي.

بدوره، رأى المحلل السياسي تيسير محيسن، أن غزة تكتسب أهميتها من خلال تمسك حركة حماس الحاكمة بموقف يتعارض مع توجها المنطقة، مشيراً إلى أنها الوحيدة في العالم التي لا تزال تقف موقف معارض لهذه التوجهات.

وقال محيسن في حديث لوكالة "سوا"، " حماس وغزة لازالت في موقف أقل ما يقال فيها أنها عكس تيار التوجهات الدولية"، مضيفاً " أصبحت غزة محط للأنظار بعد تولي حماس الحكم فيه، وجعل العالم ينشد بأناشيد مختلفة للتعامل معها".

ونوه إلى أن هناك بعض الدول تحاول اغراء غزة بالمال لكي يطوع من سياستها وسلوكها السياسي، حتى يتوافق مع توجهاتها الدولية، ومنهم من يستخدم القوة والبطش والحصار، من أجل إرغام حماس على الاستسلام وقبول ما هو مطروح من رؤى سياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية "هذا هو ما يجعل لغزة أهمية في دول الاقليم والعالم"، وفق محيسن.

وبالمجمل، فإن غزة باتت تستمد أهميتها بعد تولي حركة حماس الحكم فيها، ووجود عدة ضغوطات دولية وإقليمية عليها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد