افتتاحية هآرتس: اسرائيل لا يمكن لها التخلي عن غزة القابلة للانفجار بأي وقت
القدس / سوا / قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الاتفاق المنوي توقيعه بين اسرائيل وتركيا لا يبعد خطر غزة ولا يعفيها من مسؤولية انقاذ حياة 1.8 مليون شخص عالقين في الحصار منذ عقد، خصوصاً على خلفية احتمال فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا.
وطالبت هآرتس في افتتاحيتها اليوم الخميس اسرائيل بفتح صفحة جديدة أيضا في علاقتها مع قطاع غزة ، بدلاً من جولة حرب اخرى مهلكة ولا داعي لها ، وعليها رفع الحصار من تلقاء نفسها.
وأوضحت ان اتفاق المصالحة الذي يتم صياغته بين تركيا واسرائيل قائم ، وعلى وشك التوقيع النهائي، كما من المتوقع ان يمرر ممثلي كلا البلدين مشروع الاتفاق للإعلان عن موافقة كاملة على بنوده ، وبعد عدة اسابيع سيتم التوقيع بشكل رسمي.
وتابعت هآرتس:" بذلك سيكون الاتفاق بمثابة انهاء لست سنوات من الانفصال السياسي والعسكري بين كلا البلدين اللتين حتى سنة 2010 كانتا مقربتين سواء على المستوى السيسي او على المستوى المدني.
وأكدت ان الانفصال بين اسرائيل وتركيا كان لا لزوم له وتسبب بضرر كبير لكلا البلدين، وبدأ بقضية الاسطول البحري بغزة الذي اوقفته اسرائيل بالقوة وخلال مواجهة مع المشاركين في الاسطول كانوا على متن سفينة (ما في مرمرة) قتل 9 مواطنين اتراك.
وبينت هآرتس ان اسرائيل اصرت على انها عادلة وانها رأت في الاسطول محاولة للإضرار بسيادتها ، وتركيا التي أعطت دعمًا للأسطول لا يمكنها تمرير مقتل 9 من مواطنيها بصمت، وكل طرف تمسك بموقفه، وبذلك تفككت تدريجيًا كل العلاقات بين البلدين، حتى تم اعتبار كل جانب منهما كعدو للآخر.
وقالت ان أحد نقاط الخلاف الاهم في مفاوضات المصالحة بين الطرفين هو مصير قطاع غزة ، المنطقة الواقعة تحت الحصار الاسرائيلي ، والذي تعتبر أكبر السجون في العالم .
وأوضحت ان البند الأخير الذي تم وضعه كحل خلال النقاشات لا يرفع الحصار عن القطاع بشكل فعلي - حسب طلب تركيا - لا برًا ولا بحرًا، لكنه يسمح لتركيا بنقل مساعدات لغزة بلا قيود عن طريق ميناء اسدود وإقامة محطة طاقة ومستشفى في غزة.
وأكدت هآرتس أنه وبالرغم من الانجازات في هذه النقطة ، الا ان غزة ما زالت تشكل تهديداً حقيقاً ينتظر الانفجار ، مشيرة الي ان تقرير الامم المتحدة الذي تم نشره قبل عام يحذر من أنه في حال استمر الوضع الاقتصادي الحالي على ما هو عليه فإن قطاع غزة سيتحول إلى وضع يعلن فيه عن قطاع غزة خلال 5 سنوات كمنطقة غير صالحة للعيش، اضافة الى تقرير لجنة التجارة والتنمية للأمم المتحدة الذي تطرقت للمعطيات المتعلقة بالثماني سنوات التي مُنع فيها التطور الاقتصادي في قطاع غزة وأشار للآثار المدمرة للحروب الثلاثة التي خاضتها مع إسرائيل خلال الست سنوات الأخيرة.