خبيران إسرائيليان: الانتفاضة مرشحة للتصعيد والفصائل تشجع المقاومة الفردية

عملية اطلاق نار في تل ابيب

القدس / سوا / حذر خبيران إسرائيليان من أن الانتفاضة الفلسطينية الحالية مرشحة للتصعيد، ففي حين رأى أحدهما أن الظروف المحيطة بالفلسطينيين تدفعهم للإحباط واللجوء للعمليات الفردية، طالب الآخر باستخدام أساليب رادعة.

واعتبر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة يوني بن مناحيم أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مقربة من حالة تصعيد، في ضوء تطورين قد يكون لهما تأثير على الوضع الأمني وشحذ الانتفاضة الفلسطينية.

وأضاف أن التطور الأول يتعلق بما وصفه بالإنجاز الإسرائيلي غير المسبوق في الأمم المتحدة المتمثل في ترؤس إسرائيل اللجنة القانونية في المنظمة الدولية، وهي إحدى أهم ست لجان مركزية فيها، وهذا الإنجاز الإسرائيلي سيدفع الفلسطينيين إلى مزيد من الإحباط بسبب فشل دبلوماسيتهم بمنع إسرائيل من الحصول على هذا الموقع المرموق.

وأشار بن مناحيم -وهو الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)- إلى أن التطور الثاني يرتبط بإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية  بنيامين نتنياهو  بشأن موقفه السلبي من المبادرة العربية للسلام، مما يجعل الفلسطينيين أمام خيار واحد يتمثل في دفع المبادرة الفرنسية قدما.

وأوضح أن دخول شهر رمضان من شأنه ضخ مزيد من التحريض على الانتفاضة، بالتزامن مع الجمود السياسي، والصراع في الحلبة الدولية ضد إسرائيل، لفرض المبادرة الفرنسية عليها، كل ذلك يشجع فرص عودة موجة العمليات.

وأكد الكاتب الإسرائيلي أن عملية تل أبيب الأخيرة شكلت في نظر الفلسطينيين نجاحا وضربة للاحتلال، مما يهيئ الأجواء لمزيد من التصعيد، لأن المنظمات الفلسطينية تشجع ما وصفها بـ"الذئاب المنفردة أو المقاومة الفردية"، وإسرائيل تجد صعوبة في مواجهة هذه العمليات.

وقال بن مناحيم إن هناك صعوبات استخبارية للعثور على منفذي العمليات الفردية أو من يعملون في مجموعات ثنائية وخلايا صغيرة، فهؤلاء لا يتبعون تنظيما ويختارون أهدافهم بصورة شخصية وسرية، مما يمكنهم من اختيارها بعناية ودقة وتكون مفاجئة لإسرائيل.

حلول رادعة


من جهته قال الكاتب الإسرائيلي بموقع نيوز ون أبراهام فيختر إن اندلاع الانتفاضة الثالثة تتطلب من إسرائيل وضع حلول رادعة، ومن ذلك إطلاق النار مباشرة على المهاجمين، وشن حملات اعتقالات واسعة، وهدم المنازل، وصولا إلى إبعاد العائلات الفلسطينية.

وتساءل فيختر -وهو قانوني إسرائيلي عمل سابقا مستشارا قضائيا في الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة الغربية وقطاع  غزة - عما يدفع فتيانا فلسطينيين بينهم من أتى من عائلات كبيرة، بمن في ذلك الطلاب، للخروج وهم يحملون السكاكين لقتل اليهود والموت، متوقعا أن يكون ذلك بسبب اليأس وخيبة الأمل والإحباط.

وأشار إلى عمليات غسيل الدماغ التي تقوم بها وسائل الإعلام الفلسطينية والمدارس ورياض الأطفال وصولا إلى الجامعات.

واعتبر أن موجة الهجمات الفلسطينية التي بدأت منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تبدو عمليات فردية نتيجة للتحريض المستمر في المناطق الفلسطينية والمساجد وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي كل الوسائل الحديثة التي يتم تبادل المعلومات من خلالها بما فيها الهواتف الذكية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد