نتنياهو لم يبلغ وزرائه بالتهدئة وحملة انتقادات بالكابينيت

76-TRIAL- القدس / سوا / اتهم وزراء أعضاء في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، بعدم إجراء مداولات جدية حول المفاوضات مع حماس في القاهرة حول وقف إطلاق النار، وأنه كان يستبعدهم من دائرة اتخاذ القرار.
وقال هؤلاء الوزراء أن أداء نتنياهو تكرر عندما جرى التوصل إلى تهدئة لمدة 72 ساعة الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع، وأن القرارات كان يتخذها نتنياهو ووزير الأمن، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش، بيني غانتس .
ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، عن أحد الوزراء الذي فضل عدم ذكر اسمه، قوله إنه خلال اجتماع الكابينيت الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي تمحور حول مديح نتنياهو ويعلون لأنفسهم وحول "انجازات" العدوان على قطاع غزة .
وقال وزراء إنهم تبلغوا بالتوصل إلى اتفاق التهدئة، الأسبوع الماضي، عبر اتصال هاتفي من قبل أحد مستشاري نتنياهو، قبل دقائق من الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام، فيما علم وزراء آخرون بذلك من وسائل الإعلام.
ووفقا للصحيفة، فإن مستشار نتنياهو للأمن القومي، يوسي كوهين، اتصل بوزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، وقال له إنه جرى التوصل لاتفاق تهدئة، فيما سارع بينيت إلى القول إنه يعارض الاتفاق، لكنه فوجئ بأن مستشار نتنياهو لا يسأل عن رأيه وإنما يبلغه بالقرار وحسب.
كذلك فوجئت وزيرة القضاء، تسيبي ليفني، عندما جرى إبلاغها بالتوصل إلى اتفاق تهدئة الأسبوع الماضي، علما أنه قبل ذلك بثلاثة أيام قرر الكابينيت عدم إجراء مفاوضات مع حماس، ولذلك راحت تصرح ليل نهار في وسائل الإعلام بأن إسرائيل لن تفاوض حماس، ولم يتم تبليغها بقرار التوصل إلى تهدئة إلا قبل بدء سريانها بدقائق.
ودفع هذا الحال وزراء في الكابينيت إلى مطالبة نتنياهو بإجراء مداولات منظمة حول مواقف إسرائيل وقبل إيفاد المبعوثين الإسرائيليين إلى محادثات القاهرة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على غرار المداولات التي جرت خلال حرب لبنان الثانية، في العام 2006، فإنه خلال هذه الحرب أيضا، لم يطرح الجيش الإسرائيلي خططا عسكرية بديلة، وهو أمر انتقدته "لجنة فينوغراد"، التي حققت في إخفاقات إسرائيل في تلك الحرب، بشدة وطالبت بتصحيح هذا الإخفاق.
ونسبت الصحيفة لأحد الوزراء قوله إنه تم استبعاد وزارة الخارجية الإسرائيلية عن المداولات ومركز صناعة القرار، وأن لم يُمنح مدير عام الوزارة، نيسيم بن شيطريت، أية فرصة لطرح مقترحات بديلة لخطوات سياسية، رغم مشاركته في جميع اجتماعات الكابينيت.
ووفقا للصحيفة فإن موقف وزارة الخارجية، الذي أعده مركز الأبحاث في الوزارة، الذي يعتبر أحد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أن حماس لا تريد وقف إطلاق النار، في حينه، وهو موقف مناقض لموقفي شعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك.
ويذكر أن نتنياهو تعرض لانتقادات داخلية لأنه كان يبرز سعيه إلى وقف إطلاق نار، الأمر الذي نظر إليه المنتقدون، وخاصة من اليمين المتطرف، أنه يظهر ضعفا إسرائيليا.
ويبدو أن انتقادات الوزراء تأتي الآن بهدف محاولتهم حماية أنفسهم في حال تقرر تشكيل لجنة تحقيق في أداء الحكومة والجيش في نهاية العدوان الحالي. 
68
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد