مركز حقوقي:الاحتلال استخدم المدنيين كدروع بشرية خلال العدوان على غزة

131-TRIAL- غزة / سوا / يتذكر الفلسطيني رمضان قديح لحظات رعب غير مسبوقة عاشها وعائلته لدى اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في بلدة خزاعة شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة خلال العدوان المتواصل على القطاع.
ويروى قديح كيف أنه ظل يقرأ الشهادة مرارا متيقنا بأنه لن ينجو بحياته بعد أن استخدمه الجيش الإسرائيلي وعددا من أفراد عائلته كدروع بشرية خلال اشتباكات مع المقاومة استمرت عدة ساعات في البلدة.
وتوغل الجيش الإسرائيلي في بلدة خزاعة الحدودية لعدة أيام في الفترة من 22 إلى 26 من الشهر الماضي ضمن العدوان الذي يتواصل على قطاع غزة منذ 34 يوما.
وقتل أكثر من ألف و900 فلسطيني فيما جرح أكثر من 9 ألاف و800 آخرين جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة وتضامنت هجمات برية لنحو أسبوعين على أطراف القطاع.
ويقول قديح إن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم بشكل مفاجئ يوم الجمعة 25 من الشهر الماضي وفور دخولها أعدمت والده المسن (65 عاما) بإطلاق الرصاص الحي عليه.
قال والدي للجنود إنهم مواطنون مدنيون ويحبون السلام، وكررها مراراً بالعبرية والعربية، ثم تقدم خطوة باتجاه الجنود، ليُفاجأ بقيام أحد الجنود بإطلاق رصاصتين إلى قلبه مباشرة، على بعد أمتار منه فقط، ما أدى إلى استشهاده على الفور أمام العائلة .
ويوضح قديح أنه كان يجلس مع عائلته داخل بيتهم، وعددهم 27 شخصاً، منهم 19 امرأة وطفلاً، حين اقتحمت قوات الاحتلال المنزل بعد تدمير مداخله، ونادوا عليهم للتجمع عند نقطة معينة داخل البيت.
ويضيف قديح "بعد ذلك طلبوا منا أن نرفع ملابسنا ونكشف عن أجسامنا، ثم قاموا بتقييد أيدينا، وأخذونا إلى إحدى غرف البيت واستعملونا كسواتر، حيث جعلونا نقف على نوافذ البيت بحيث نظهر وكأننا ننظر إلى الخارج ؛ أنا على نافذة و3 من أبناء عائلتي على النوافذ الأخرى، فيما بدأ الجنود بإطلاق النار من جانبنا ومن النوافذ الأخرى".
ويشرح قديح "بقينا على هذه الحال ونحن واقفون أمام النوافذ والرصاص يتطاير من حولنا لمدة تزيد على 8 ساعات، ولم يسمحوا لنا بتناول الطعام أو الشراب، لقد كانوا ينقلوننا من غرفة إلى غرفة ومن نافذة إلى نافذة .. كان أمراً مرعباً، لا نعرف كيف نجونا".
وخلال التوغل الإسرائيلي في بلدة خزاعة حذرت منظمات حقوقية من تعمد الجيش الإسرائيلي اقتحام منازل سكنية لاتخاذها كنقاط للمراقبة وانطلاق العمليات العسكرية بعد احتجاز السكان في إحدى غرف المنزل.
ويروى الطفل أحمد أبو ريدة (17عاماً) من سكان نفس البلدة، أن جنود الاحتلال قاموا بتقييده ظهر يوم 23 من الشهر الماضي، بعد أن هددوه بالقتل، وطلبوا منه أن يخلع جميع ملابسه، ثم قاموا بالتحقيق معه بقسوة، مع شتمه وضربه.
ويقول أبو ريدة بنبرات متقطعة يغلبها الفزع، إن الجنود الإسرائيليين طلبوا منه أن يتقدمهم في عمليات اقتحام المنازل وأماكن أخرى بينها آبار للمياه، فكان الجنود ينتقلون به من منزل إلى منزل تحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية التي كانت ترافقهم.
ويوضح أنه في بعض الأحيان كان الجنود الإسرائيليين يطلبون منه القيام بالحفر في أماكن يشتبهون بوجود أنفاق فيها.
وحسب الطفل أبو ريدة الذي يقول إنه استمر وجوده مع القوات الإسرائيلية على هذا الحال لمدة خمسة أيام متواصلة؛ كان الجنود عند دخولهم لأحد المنازل يطلبون منه الوقوف في الأماكن التي من الممكن أن تتعرض لإطلاق النيران، وخاصة بجانب النوافذ، وفي أحيان أخرى يتم تقييده ورميه على الأرض.
وفي المساء كان جنود الاحتلال يحضرون الطفل أبو ريدة إلى المنزل الذي ينوون التمركز فيه، ويضعونه في إحدى زوايا المنزل على الأرض وهو مقيد.
ويقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في غزة رامي عبده في تصريح مكتوب، إن استخدام المدنيين دروعاً بشرية "سياسة إسرائيلية قديمة جديدة" تكررت في قطاع غزة والضفة الغربية مرات عديدة.
ويشدد عبده على أن القانون الدولي الإنساني "حظر استخدام المدنيين كدروع بشرية، أو استغلالهم لجعل بعض النقط أو المناطق بمنأى عن العمليات الحربية، وألزم القوات المحاربة ببذل كل جهد لحماية المدنيين الذين لا يشاركون في القتال، وإبعادهم عن أي خطر".
وسبق أن أدانت إحدى المحاكم العسكرية في إسرائيل اثنين من جنودها باستخدام طفل فلسطيني كدرع بشري خلال عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 1400 من سكان القطاع. 226
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد