هآرتس:الصندوق الخاص بنتنياهو مول نشاطاً سياسياً

نتنياهو

تل أبيب/سوا/ موّل الصّندوق العموميّ التّابع لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو ، مطلع العقد السّابق، نشاطًا سياسيًّا تمثّل بإجراء استطلاعات سياسيّة، حينما استعدّ نتنياهو للعودة إلى السّاحة السّياسيّة، بخلاف تصريحاته التي نفت تلقّي أيّ تمويل لأغراض سياسيّة، الأمر الذي يشكّل مخالفة قانونيّة في حال ثبوت صحّته، وهو الأمر الذي اضطرّ نتنياهو التّطرّق للقضيّة من العاصمة الرّوسيّة، موسكو، لينفي كلّ الشّبهات المنسوبة له، واصفًا إيّاها بالملاحقة السّياسيّة.

وخلافًا لما كان قد صرّح به نتنياهو بشأن أموال صندوقه التي قال 'إنّها استخدمت لظهور في الإعلام ولنشاطات إعلاميّة دوليّة لصالح إسرائيل'. وغيّر الملياردير ميمران من روايته بشأن تبرّعه، أمس الثّلاثاء، مخالفًا ما رواه قبل ذلك بيوم، وملائمًا روايته بناءً على إفادة نتنياهو للإعلام، إذ قال ميمران للقناة الثّانية للتلفزيون الإسرائيليّ 'كلّ ما يقوله بيبي صحيح. هذا كان قبل وقت طويل، لربّما أخطأت في المبلغ'. ويقول ميمران إنّه تبرّع بمبلغ 150 ألف يورو (مليون فرانك، كما قال) لنتنياهو، بما فيه تمويل عطل له ولعائلته، إلّا أنّ مكتب رئيس الحكومة يصرّ على أنّ مبلغ التّبرّع الذي تلقّاه نتنياهو هو 40 ألف يورو فقط.

وخلال زيارته للعاصمة الرّوسيّة، موسكو، واجتماعه بالرّئيس الرّوسيّ، فلاديمير بوتين، تطرّق أمس الثّلاثاء، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحافيّ، إلى قضيّة تمويلات ميمران، قائلًا 'تمخّض الجبل عن فأر'.

وكان نتنياهو قد أنكر، بدايةً، تلقّي أموالًا من ميمران، ليتراجع لاحقًا ويعقّب خلال تحقيق صحافيّ لصحيفة 'هآرتس' الإسرائيليّة وموقع 'ميديابارت' الفرنسيّ، قائلًا إنّ ميمران حوّل أموالًا لصندوقه العموميّ الذي أنشأه، وهو عبارة عن شركة للصالح العامّ أنشأها نتنياهو فور فشله في الانتخابات الحكوميّة لعام 1999، واعتزاله المؤقّت للسياسة. وأصرّ نتنياهو على أنّ الأموال التي حُوّلت لصندقه جاءت لأغراض 'ظهور إعلاميّ ونشاط دعائيّ دوليّ لصالح دولة إسرائيل'.

إلّا أن فحصًا لنشاط نتنياهو، مطلع العقد السّابق، يثبت عدم صحّة أقوال وإفادات نتنياهو بشأن نشاطاته والتّمويلات التي تلّقاها من الثّريّ الفرنسيّ المتّهم باحتيال وغشّ في فرنسا؛ إذ أنّه مع نهاية عام 2000، وتزامنًا مع سقوط حكومة إيهود باراك، أعلن نتنياهو نيّة عودته للساحة السّياسيّة. وفي الأشهر التّالية، تلقّى صندوق بنيامين نتنياهو أموالًا من ميمران. وعام 2002، انضمّ نتنياهو لحكومة أريئيل شارون، وزيرًا لخارجيّة إسرائيل، ليتلقّى عبْر صندوقه الخاصّ المزيد من تبرّعات ميمران، بعد 10 أشهر، على تحويل سابق نفّذه الملياردير الفرنسيّ.

وكان الصّحافيّ في 'هآرتس'، غيدي فايس، قد كشف أنّ الصّندوق الخاصّ (المعرّف على أنّه لخدمة الصّالح العامّ) موّل استطلاعات خاصّة لبنيامين نتنياهو، ليعّقب الأخير بتصريح رسميّ 'الصّندوق تتناول مجمل النّشاط الجماهيريّ للسيّد نتنياهو'.

وتطرّق نتنياهو، أمس الثّلاثاء، من العاصمة الرّوسيّة، موسكو، وخلال التقائه بالرّئيس الرّوسيّ، بنيامين نتنياهو، إلى قضيّة التّمويلات، إذ أنكر الشّبهات المنسوبة له، بقوله 'لا مليون يورو، لا حملة انتخابيّة، لا 2009، يدور الحديث عن تبرّع قانونيّ، تحت الرّقابة، لصندوق أنشأته لنشاط جماهيريّ لصالح دولة إسرائيل، حينما كنت مواطنًا خاصًّا. حتّى من هذا البالون، سيخرج كلّ الهواء'.

وأضاف نتنياهو 'ما لم ينجحوا بفعله عبر الانتخابات، يحاولون القيام به عبر تهم باطلة وبنفخ إعلاميّ هائل. ولهذا الغرض فإنّهم لا يتورّعون استخدام أيّ وسيلة'، وأضاف نتنياهو تعليقًا خاصًّا بشأن الشّبهات المنسوبة لزوجته، سارة نتنياهو، بتلقّيها غرضًا خلافًا للقانون 'يدوسون صورة زوجتي، ويحوّلونها إلى غبار إنسان. عمّ يدور الحديث هنا؟ عن بنت عالجت أباها الذي كان يحتضر، يبلغ من العمر 96 عامًا، ودفعت للمعالِجة من المال الخاصّ بعائلتنا. لن تتمخّض هذه الأمور كلّها عن أيّ شيء. هل تعلمون لماذا؟ لأنّه لا يوجد أيّ شيء'.

من جهة أخرى، كشف الصّحافيّ رفيف دروكر، عبر مدوّنته على الإنترنت، ومن خلال نشره تفصيلًا لسفريّات عائلة نتنياهو وتمويلاتها بين الأعوام 1999-2001 (وهي السّفريّات التي تقف في مركز قضيّة ميمران) أنّ مئير حبيب، الصّائغ الثّريّ الذي يمثّل اليهود في الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة في البرلمان الفرنسيّ. وقد موّل حبيب رحلة لعائلة نتنياهو عام 2000، باسم شركة 'فاندوم غروب'، وهي شركة المجوهرات الخاصّة بحبيب. ووفق موادّ القرائن في قضيّة ميمران، فإنّ الشّاهد الرّئيسيّ وشريك ميمران، المواطن الإسرائيليّ، سامي سويد، 'قد قُتل في باريس حينما التقى مع ميمران، الذي منحه هديّة عبارة عن صيغة من صناعة شركته: خاتم ذهبيّ برزت عليه جمجمة'. وفي حال ثبوت صحّة تمويل شركة حبيب للمجوهرات، سفريّة نتنياهو، فإنّ الأمر سيعتبر مخالفة خطيرة وفق قانون الشّركات الفرنسيّ. وأنكر حبيب ما نسب له من شبهات بتمويل رحلات خاصّة لنتنياهو، وقال إنّه لا يذكر أنّه منح نتنياهو أيّ هدية، وإن قام بالأمر ولا يذكره، فبالتأكيد، الأمر تمّ من حسابه الشّخصيّ، كما قال.

وكان أرنو ميمران، المتّهم بسرقة 283 مليون يورو من الخزينة الفرنسيّة، قال مؤخّرًا إنّه منح بنيامين نتنياهو مبلغ 170 ألف يورو أودعها في حسابه الشّخصيّ، مكذّبًا بذلك ادّعاء رئيس الحكومة الذي أعلن أنّه تلقّى منه مبلغ 40 ألف دولار فقط، كتبرّع ودعم لنشاطات نتنياهو الرّامية إلى تحسين صورة إسرائيل في الخارج.

وبثّت القناة الإسرائيلية العاشرة، الإثنين، محادثة هاتفيّة يقول فيها ميمران إنّه حوّل هذا المبلغ إلى حساب نتنياهو الشّخصيّ عام 2001، وليس لأيّ جمعية أو صندوق جماهيريّ، وقال إنّها لم تستعمل من أجل حملة نتنياهو الانتخابيّة. وقال ميمران في المحادثة إنّ علاقة صداقة تربطه بنتنياهو وأنّهما سافرا معًا، وأنّه كان مصدر تمويل العديد من عطل نتنياهو التي قضاها خارج البلاد، وقال إنّ نتنياهو 'لم يحاول إخفاء أيّ شيء، لم أقل أبدًا أنّني تبرّعت له بمليون يورو، بل قلت مليونًا، وكان هذا عام 2001، والمبلغ هو مليون فرنك فرنسيّ، أي ما يعادل 170 ألف يورو'.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد