المالكي: فرنسا تعاملت بنفس العقلية التي كان يتعامل بها نتنياهو

رياض المالكي

 

القاهرة / سوا / قال وزير الخارجية رياض المالكي ، ان رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبادرة الفرنسية ومحاربته لها "يؤكد رفضه للوصول الى أي اتفاق سلام، حيث أن فرنسا أخرجت من يده تلك الهيمنة والاستغلال للعملية التفاوضية طوال الفترة الماضية".

وأضاف المالكي في تصريح لـوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية"وفا" قبيل مغادرته القاهرة عقب مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في مقر الجامعة العربية، السبت الماضي بحضور الرئيس محمود عباس ، "نحن نعلم بأن الموقف الاسرائيلي موقف سلبي بخصوص هذه المبادرة وأي مبادرة أخرى ولكن الذي يميز هذه المبادرة هي القضية الفلسطينية".

وبين، ان دعم وزراء الخارجية العرب للمبادرة الفرنسية هو بمثابة "رسالة هامة للعالم لحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، حيث أن هناك دولا لم تعترف بدولة فلسطين، بحجة إعطاء فرصة للوصول الى نتائج عن اتفاق فلسطيني - إسرائيلي وكون انه لا يوجد أفق لانجاح عملية السلام الفلسطيني الاسرائيلي على مدار 24 عاما من المفاوضات السابقة وحتى تاريخه".

وشدد المالكي، على ان رفض نتنياهو للوصول الى أي اتفاق سلام، "يعني بالنسبة له الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان يعتقد أن التلاعب مع الوقت والزمن من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض، ولعدم وجود أي اتفاقية سلام، فهذا كان يضمن له عدم اعتراف من جميع الدول التي رهنت اعترافها باتفاقية السلام".

وأكد أن المبادرة الفرنسية "تعكس الأمور رأسا على عقب، حيث ان فرنسا ربطت فشل مبادرتها بالاعتراف بدولة فلسطين، وبالتالي أخرجت فرنسا من يد نتنياهو تلك الهيمنة والاستغلال للعملية التفاوضية طوال تلك الفترة، حيث قالت له فرنسا "انك اذا تماديت في نفس موقفك وقمت بتعطيل تلك المبادرة سوف تجبرنا نحن كفرنسا للاعتراف بدولة فلسطين"".

وقال وزير الخارجية، إن "فرنسا تعاملت بنفس العقلية التي كان يتعامل بها رئيس الوزراء الاسرائيلي، ولهذا كانت ردة فعله عنيفة منذ اليوم الاول للمبادرة لأنه الوحيد الذي استطاع ان يقرأ تلك المبادرة بالشكل الصحيح ويفهم تماما مغزى تلك المبادرة وربطها بموضوع الاعتراف بهذا الإطار".

واوضح المالكي، ان "إصرار نتنياهو على موقفه برفضه للمبادرة  ومطالبته بلقاء الرئيس محمود عباس من جهة أخرى، ليس جديدا لأنه يحاول التهرب من الاستحقاقات الخاصة بالعملية التفاوضية من خلال رمي الكرة في ملعب الجانب الفلسطيني وتحديدا في ملعب الرئيس بأنه جاهز للتفاوض والجلوس في أي مكان حتى لو كان في باريس".

وشدد على انه "لابد لنتنياهو أن يفهم ان المبادرة الفرنسية تغلق الباب كليا على مفهوم المفاوضات المباشرة الثنائية الفلسطينية - الاسرائيلية وت فتح الباب لمفاوضات متعددة يكون فيها لمجموع الدول دور أساس في مواكبة العملية التفاوضية وفي التأثير عليها، والمساهمة في الوصول الى اتفاق ونتيجة للمفاوضات السابقة التي استمرت 24 عاما، لذلك جاءت فرنسا لتقول جئنا بأفكار مباشرة وآلية مختلفة جديدة متعددة تواكب العملية التفاوضية بطريقة مختلفة".

وقال: لدى نتنياهو مشكلتان، هما عملية الاعتراف، وآلية التفاوض، وهذه هي المشاكل الحقيقية التي تنسف الموقف الاسرائيلي ولهذا كل محاولاته هي بمثابة آخر لحظة من اجل إمكانية إقناع او محاولة إظهار انه جاهز للعودة للمفاوضات في حال لو كانت هناك مفاوضات أصلا.

واكد المالكي، ان الرئيس محمود عباس لن يلتفت الى تلك الادعاءات لأننا على قناعة تامة بأن الأفكار الفرنسية تتناقض تماما مع ما يقوله رئيس الوزراء الاسرائيلي هذه الأيام بخصوص تلك المفاوضات التي أثبتت عقمها لأسباب بسيطة لانه لا يوجد مواكبة لطرف ثالث، ولا يوجد تحديد للأهداف الاساسية من المفاوضات، ولا يوجد سقف زمني لها ولا يوجد مرجعية لها وبالتالي وجدنا لا جدوى منها ووجدت فرنسا ايضا لا جدوى للعودة للمفاوضات وعليه اقترحت الأفكار الجديدة المرتبطة بالآلية المتعددة المحددة لذلك".

واضاف،  إن وزير خارجية فرنسا أكد في تصريحات له عقب زيارته لإسرائيل ولقائه رئيس الوزراء  "نحن مستمرون في جهودنا بعقد الاجتماع بباريس، بغض النظر عن التصريحات الصادرة عن 'نتنياهو" بهذا الشأن، مؤكدا ان محاولات نتنياهو "لم تفلح في إقناع الفرنسيين في تغيير موقفهم، او تعطيله او تأجيله، بل بالعكس أصبحوا أكثر تشددا وإلحاحا في عقده خاصة بعد ما سمعوه من نتنياهو حول حقيقة موقفه الرافض لأي مفاوضات تحت اي ظروف، والاجتماع سيعقد في موعده الشهر المقبل حيث رغبت فرنسا بعدم حضور الفلسطينيين والاسرائيليين، معربا عن آمله ان ينجح لأن انعقاده هو نجاح".

وأكد وزير الخارجية، ان عدد الدول التي ستشارك في اجتماع باريس 26 دولة منها 4 دول عربية (مصر والأردن والسعودية والمغرب بالاضافة الى الأمانة العامة للجامعة العربية)، وسوف يحددون في اجتماعهم الآليات المرتبطة في تشكيل زخم للتحضير للمؤتمر الدولي.

وقال، "نحن بانتظار مخرجات وما سيحدث في هذا الاجتماع، وهناك اهتمام كبير من العديد من الدول بالمشاركة وهذا يدل على أن الدول جميعها ترغب بالمشاركة، كما يعني ضمان لنجاح المؤتمر، وسنتابع  انعقاده ومن ثم سنطلب بعد عقده ان نجتمع مع الدول العربية والجامعة العربية للاستماع منها عن تقييمها للاجتماع ومخرجاته".

وقال وزير الخارجية المالكي، "نحن على قناعة ان فرنسا تريد ان يساهم هذا الاجتماع في بلورة رؤية وآلية، وبلورة عملية مستدامة مرتبطة في تفعيل العملية السياسية الفلسطينية- الاسرائيلية من أجل التوصل الى صيغة توصلنا من  الانتقال من الوضع الذي نحن فيه وهو "اللاوضع" الى وضع يسمح بفتح آفاق من اجل التوصل الى اتفاق ينهي الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد