منذ ان رفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر راية القومية العربية في مصر والبلدان العربية   ايمانا منه بان الشعوب العربية  اهدافها  ومبادئها واحدة وتجمعهم الثقافة والتاريخ والجغرافيا التي تبدا من المحيط الى الخليج  وان البلدان العربية وشعوبها واحدة نادى بتوحيد البلدان العربية تحت مسمى القومية العربية , وهذا ما ثار غضب البلدان الاستعمارية الاوربية  الطامعة في سرقة خيرات الوطن العربي ونهب نفطه وثرواته وسلب العادات والتقاليد منه واحلال مبادئ ومعتقدات جديدة على الشعوب العربية ونسج افكار في ذهون الشعوب العربية  تنسيهم دينهم ومبادئهم , حمل العرب لرسالة الإسلام أعظم حدث مر في تاريخ العروبة، وهو ما جعلهم أمة متحدة ذات توجه واحد وكيان سياسي موحد بعد أن كانوا قبائل تقتتل فيما بينها وتدين بالولاء لإمبراطوريات تسيطر على الأجزاء الشمالية من الوطن العربي آنذاك، وهما الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية.

يؤمن القوميين العرب بان العروبة متأصلة ناتجة عن تاريخ مشترك من اللغة والثقافة  اضافة الى مبدأ حرية الأديان بين الجميع , انطلقت القومية العربية في حقبة الستينات وحتى الثمانينات. , وشهدت توحد واضح بين مصر وسوريا وعرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمي للوحدة بين مصر وسوريا والتي كانت بداية لتوحيد الدول العربية التي كانت إحدى أحلام الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر, أعلنت الوحدة بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر, اختير عبد الناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة.

وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا, أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق ، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.

الوطن العربي محط انظار واطماع للويات المتحدة الامريكية وايران الفارسية وتركيا العثمانية

بحلول عام 1943 كان النفط الأمريكي يمثل أكثر من 70% من موارد الطاقة المستخدمة في الحرب ضد دول المحور، ونظرًا لاستحالة استمرار إنتاج النفطِ الأمريكي بهذه المعدلات، فقد تطلعت الولايات المتحدة إلى الدول  الغنية بهذه الموارد، ولا سيما في الخليجِ العربي وشبهِ الجزيرة. ولهذا أعلن الرئيس الأمريكي روزفلت ، أن السعودية أصبحت من الآن فصاعدًا ذات ضرورة حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة، مما أدى لزيادة الاحتكاك مع المصالح البريطانية، خاصة مع بداية مشروع مدِ خط أنابيب "التابلاين"، الممول أمريكيا.

وكانت نتيجة هذا التنافس انحسار المد الاستعماري البريطاني، وتقدم المد الأمريكي، الذي بدأَ يتأهب لوراثة القوى الاستعمارية التقليدية في المنطقة، بأسلوب الزحف المتواصل وخطب ود الشعوب بادعاء تشجيع الاستقلال الوطني.

القيادة التركية الحالية عثمانيون جدد، ينسقون مع أطراف وجهات معادية للامة العربية للسيطرة على هذه الأمة، وتتقاسم مع تلك الجهات مناطق النفوذ والثروات بوسائل عديدة، مستخدمة الارهاب والتقتيل والفوضى والتخريب.

تركيا سواء كانت علمانية او متلفعة بالاسلام، تبقى كالفرس، سواء في زمن الشاه او زمن ملالي طهران، لهما اطماع في الوطن العربي، يتحالفان بشكل او بآخر مع الكيان الصهيوني تحت المظلة الامريكية، فاذا كان ملالي الفرس قد مارسا العدوان مبكراً، استمراراً لسياسة الشاهنشاهية العدوانية، التي اغتصبت الاهواز، ثم جاءت على احتلال الجزر العربية الثلاث، فان ملالي المجوس قد باشروا العدوان منذ اليوم، الذي استلم فيه حبرهم الاعظم الخميني العدوان على العراق، ولم يقبل بوقف اطلاق النار الا بعد ان تجرع كأس سم الهزيمة، ومع دعوات العراق للمصالحة والتصالح و فتح صفحة جديدة من العلاقات، فقد غدروا في العراق مرة بانشغاله في صد العدوان الثلاثيني في ارسال جموع الحرامية على محافظاته الجنوبية، واخرى في التنكر لطائراته التي اودعها لديهم، خوفا من تدميرها من قبل العدوان الثلاثيني، حتى جاءت مشاركتهم المباشرة في عملية الغزو والاحتلال، وهاهم يشاركون الامريكان احتلال العراق.

وتركيا التي اغتصبت لواء الاسكندرون من سوريا ، قد بدأت سياسة ناعمة مع العرب وخاصة مع سوريا، بعد ان يئست من عملية انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، وحافظت على علاقات حميمة مع الكيان الصهيوني، ولكنها حاولت كمن يحمل بطيختين بيد واحدة، تقيم علاقات حميمة واستراتيجية مع الكيان الصهيوني، وتبدو انها مع غزة المحاصرة ومع الصومال الجائع، علها تكسب موطئ قدم لها في الوطن العربي، وبانت سياسة المطامع بعد الاحداث السورية، اذ قامت ببناء مخيم للاجئين السوريين حتى قبل ان ينتقل سوري واحد الى الجانب التركي، متذرعة بتقديم خدمات انسانية للشعب السوري .

ايران لديها رغبة في اعادة المجد الفارسي ولديها اطماع في الوطن العربي , إن اطماع ايران في الوطن العربي لم تختصر على احتلال عربستان أو الاهواز وجزر الخليج الثلاثة بل جاءت لتحتل العراق , التوسع الإيراني في المنطقة العربية، وتمكن طهران من بسط نفوذها وتأثيرها على العديد من الدول، بدءاً من العراق مروراً بسوريا ولبنان وليس أخيراً اليمن، يبدو أن البحرين باتت نصب أعين طهران كمقدمة لمحاولات اختراق دول مجلس التعاون الخليجي , وعلى الرغم من النفي الإيراني المستمر بعدم وجود أطماع لديها في البحرين، إلا أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تنبئ عن نوايا لا تبعث على الطمأنينة لدى دول الجوار في المنطقة العربية.

وكثيراً ما نددت الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي بالتصريحات الإيرانية تجاه البحرين، مطالبين إيران بضرورة التنصل منها وإيقافها، معتبرين أنها تتضمن تزييفاً للحقائق التاريخية الثابتة، وتشكّل تعدياً سافراً على دولة ذات سيادة مستقلة وعلى هويتها وعروبتها .

وبعد زوال العراق كدولة منافسة ومعادلة استراتيجياً، وتحوله إلى رصيد استراتيجي يضاف لحسابات القوة الاستراتيجية الإيرانية بعد ان بسطت نفوذها عليه ونهبت خيراته ، لم تعد هناك دولة إقليمية قادرة على الوقوف في وجه الأطماع الإيرانية غير السعودية , لذلك ايران تمد الحوثيين في اليمن بالعتاد والسلاح والمال من أجل انهاك السعودية وبسط نفوذها على اليمن ومن ثم السعودية وبذلك تكون حققت مرادها في الخليج العربي وبسطت نفوذها في البلدان العربية والتحكم في مصيرهم ونهب خيراتهم.

الذين وضعوا انفسهم في خدمة اهداف اعداء الامة، لن يكون في مقدورهم حماية انفسهم من اي عدوان ، لانهم فاقدوا الهمة والارادة، ولا يملكون من امرهم شيئاً، لانهم مجرد دمى تحركهم اصابع الاسياد في واشنطن وتل ابيب، خاصة وانهم قد طبقوا الوظيفة التي اوكلت لهم بكل حذافيرها ، ولم يعد  في مقدورهم تقديم خدمات اخرى لاسيادهم، فهم كالبغال عند هرمها في الخدمة يتم اعدامها، وعندها لن ينفعهم الندم، او البكاء على اطلال ملك فقدوه، لانهم لم يستوعبوا درس عبد الله الصغير في الاندلس.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد