ندوة سياسية بعنوان " كشف المستور حول النكبة " لحزب الشعب

جانب من الندوة

غزة / سوا / عقدت منظمة المهنيين وقدامى الحزب في محافظة غزة, ندوة سياسية ثقافية بعنوان "كشف المستور حول النكبة "، تحدث بها اللواء الركن "عمر عاشور" والاستاذ المربي "محمد حسن النجار"  وذلك مساء يوم الاحد 22/5/2016, في مؤسسة سعيد المسحال الثقافية غرب مدينة غزة.

وقد تطرق اللواء عمر عاشور الى غياب الوعي لدى القيادة الفلسطينية التقليدية, بشأن مخططات الصهيونية في اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه, والاستيلاء عليها, وتغيير هويتها, وتزييف تاريخها, وعدم ادراك هذه القيادة لحجم الخطر الذي يتهدد وجود الشعب العربي الفلسطيني, وعدم قدرتها على ادارة الاختلافات والتجاذبات داخل المجتمع الفلسطيني من ناحية, وعدم القدرة على ادارة الصراع مع الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية من ناحية اخرى, اضافةً الى عدم قدرتها على الابداع في قيادة المجتمع الفلسطيني, واستبعاد الجماهير وتغييبها عن المشاركة في اليات صنع القرار, ومواجهة الخطر المحدق بها, والمراهنة على الانظمة العربية والموقف البريطاني بالرغم من انحيازه الكامل بل ودعمه واحتضانه للمشروع الصهيوني .

كما نوه لدور الانظمة العربية الرجعية في الحرب الاسرائيلية العربية الاولى عام 1948م, بالالتفاف على بعض  الانتصارات التي حققتها الجيوش العربية في بداية الحرب, والقبول بالهدنة, ثم القبول باستيلاء اسرائيل على اراضي مخصصة للدولة العربية في قرار التقسيم, الامر الذي ادى الى اجهاض قيام دولة عربية .

وحذر عاشور من نكبة جديدة تلوح في الافق, من خلال توسيع قطاع غزة في الاراضي المصرية, بعد فصله بالكامل عن الاراضي الفلسطينية الاخرى, واقامة كيان هزيل منقوص السيادة لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين, والالتفاف على حقهم بالعودة الى اراضيهم, واجهاض قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة .

وشدد على ان مواجهة استمرار وتواصل النكبة الفلسطينية, واحباط المشاريع الهادفة لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني, يبدأ بوحدة قدرات وامكانيات ومقدرات الشعب العربي الفلسطيني, وان الوحدة الوطنية هي الابجدية الرئيسية لاي حركة تحرر وطني, الامر الذي يتطلب الانهاء الفوري للانقسام, وتبني استراتيجية فلسطينية موحدة, وبرنامج سياسي واحد للشعب الفلسطيني .

ومن ناحيته تطرق الاستاذ محمد حسن النجار الى صمود الشعب الفلسطيني قبل دخول الجيوش العربية في ايار عام 1948م بالرغم من عدم وجود قيادة رشيدة تنظم صفوفه وتستثمر تضحياته وارادته في الدفاع عن ارضه, واتباع اسلوب الفزعة في الدفاع عن المدن والقرى الفلسطينية .

واشار ايضا على ان الجيوش العربية, قد قدمت الى فلسطين بتعليمات واضحة من قياداتها السياسية, بعدم تجاوز حدود الدولة اليهودية التي اقرها قرار التقسيم, في عملية خداع ونصب على الشعوب العربية, التي جرى تعبئتها وشحنها على رفض هذا القرار, بل وتخوين من دعوا للموافقة عليه .

وبهذه النقطة اشاد الاستاذ محمد حسن النجار بالواقعية السياسية التي تمتع بها الشيوعيون الفلسطينيون, وتنظيمهم " عصبة التحرر الوطني " , وادراكهم للخطر المتجسد امام الشعب الفلسطيني, من خلال دعوتهم للموافقة على قرار التقسيم, بعد ان اتضح ان الخيارات امام الشعب الفلسطيني, ليست اما التقسيم واما فلسطين كاملة,  بل اما التقسيم واما التشريد والتطهير العرقي, وضياع الكيان العربي الفلسطيني المستقل, وقد زكت الحياة فيما بعد الرؤية الواقعية لعصبة التحرر الوطني .

واكد على ان التمسك بحق العودة هو الخبز اليومي للانسان الفلسطيني, وصمود الشعب الفلسطيني على الارض هو حجر الزاوية في نضال الشعب الفلسطيني, وهذا يتطلب من السلطة الفلسطينية اتباع سياسات اقتصادية واجتماعية تدعم هذا الصمود, وتمنع تنامي ظاهرة الهجرة الى الخارج, لدى قطعات الشعب الفلسطيني وخاصة الشباب منهم في اطار البحث عن مصادر الرزق .

وشارك العديد من الحضور في النقاش عبر المداخلات والاستفسارات, والتي صبت جميعها في اتجاه ضرورة استخلاص العبر من اخطاء القيادات الفلسطينية والعربية المتعاقبة في مواجهة المشروع الصهيوني, وضرورة بناء استراتيجية فلسطينية جديدة, والاصطفاف في مشروع وطني موحد, يتركز على الابداع في ادارة الخلافات والتجاذبات داخل الصف الفلسطيني, والابداع في ادارة الصراع مع العدو الصهيوني, واستثمار جل طاقات ومقدرات وامكانيات الشعب العربي الفلسطيني, والاستفادة من تجارب حركات التحرر الوطني الاخرى .

هذا وقد ادار الندوة الرفيق خالد ابو شرخ بالتعاون مع هيئة مكتب منظمة المهنيين وقدامى اعضاء الحزب في محافظة غزة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد