انطلاق فعاليات معرض الصناعات والمنتجات الأردنية في نابلس
نابلس /سوا/ انطلقت فعاليات معرض الصناعات والمنتجات الأردنية الثاني في مدينة نابلس، اليوم الاثنين، بمبادرة من غرفة تجارة عمان بالشراكة مع غرفة تجارة وصناعة نابلس، تحت رعاية وزيرة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني.
وجرى بعد ظهر اليوم قص شريط المعرض بحضور وزيرة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية مها العلي، ووزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، وعدد من الشخصيات والوفود الأردنية والمؤسسات والفعاليات الرسمية.
وأكد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان قاسم أبو صالحة، "أن إقامة المعرض يعد تحديا تم تحقيقه بفضل الإصرار على النجاح وتحقيق الهدف السامي من ورائه، كونه تتويجا لقصة نجاح مواطن فلسطيني هاجر من نابلس إلى عمان، وأصبح رجل أعمال معروف بل عضوا مفصليا في غرفتي صناعة عمان والأردن ومجلس الضمان الاجتماعي".
وقال أبو صالحة: "القصة لم تكن وليدة الصدفة أو لمحة عابرة، بل ترسخت بفضل العمل الجاد والتفاني والجد والنشاط حتى أثمرت بالوصول إلى منبر اقتصادي رفيع، وهي عنوان لكل نجاح في المجالين التجاري والصناعي".
وتابع: "لقد جئناكم لنقول إن الصناعات الأردنية قبلت التحدي وها هي بالفعل تقيم هذا المعرض، لتكون رسالة أن الهدف قد تحقق، ولا يمكن التراجع عنه، لأنه يحقق الكثير للشعبين الأردني والفلسطيني فكلاهما توأم للآخر، وسيكون هذا المعرض بداية لسلسلة أنشطة وفعاليات تنطلق من نابلس (دمشق الصغرى) والعاصمة الاقتصادية لفلسطين لتحط رحالها في كل بقاع أرض فلسطين الحبيبة".
وأضاف: "قد يقول البعض إن الهجرة من أرض المنشأ جاءت اضطرارية ولكن العودة إليها بهذا الزخم الاقتصادي له مدلولات جمة، أبرزها أن تحديد الهدف وبلورته بشكل جيد ومتمكن يؤدي إلى نجاح باهر، كما أن تضافر الجهود والعمل المشترك خاصة في المجالات الاقتصادية يعد مقوما هاما في تقوية العلاقات المشتركة".
وأشار أبو صالحة إلى "أن الصناعات الأردنية حققت نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة وأضحت تضاهي الكثير من البلدان وبالتالي لم تعد محصورة داخل المملكة بل اخترقت الأسواق العربية وغيرها، بفضل الجهود التي تبذلها غرفتا صناعة عمان والأردن والدعم الرسمي، ما جعلها أنموذجا للنجاحات في دول العالم الثالث".
وشدد على وحدة المصير المشترك بين الشعبين الأردني والفلسطيني في كل المسارات السياسية والاقتصادية والثقافية.
كما أكد استمرار عقد الفعاليات المشتركة خاصة في المجالين الصناعي والتجاري، والعمل على نقل الخبرات الاقتصادية في كافة المجالات، بالإضافة إلى عقد مؤتمرات أكاديمية وورشات عمل وندوات لبحث الواقع الاقتصادي وسبل التطوير المشترك.
بدورها، أكدت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة، أن هذا المعرض يعتبر حدثا كبيرا، كما أن إقامته تشكل انفتاحا على الأسواق العربية.
واعتبرت أن المعرض يشكل أهمية كبيرة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها نابلس على مدار سنوات بفعل ممارسات الاحتلال بحقها، وهو فرصة لالتقاء الصناعيين من فلسطين والأردن وتبادل الخبرات وتحقيق مزيد من الانفتاح على المنتجات الأردنية.
وقالت الأتيرة "إننا سعداء لرؤية هذا الحدث يقام بنابلس بعد سنوات من الإغلاق والحصار والتدمير، وكون المعرض سي فتح الطريق للحصول على وكالات أردنية وتعزيز العلاقات وزيادة عمل بعض الهيئات الاقتصادية على هامش المعرض".
من جانبه، شكر رئيس لجنة بلدية نابلس سميح طبيلة الضيوف من المملكة الأردنية الهاشمية على كافة الجهود التي بذلت لإنجاح المعرض، متمنيا تحقيق المزيد من التقدم والنجاح في هذا المجال.
من جهتها، قالت الوزيرة عودة، إن العلاقة بين الأردن وفلسطين تميزت بوجود رؤية اقتصادية مشتركة تهدف إلى توسيع قاعدة المصالح والمنافع المشتركة في مختلف المجالات بين البلدين.
وأضافت أن هذا المعرض يعتبر وسيلة ترويجية هامة لتعريف المستهلك والتاجر والمصنع الفلسطيني بآخر ما وصلت إليه المنتجات الأردنية، مؤكدة أن هذا سيقود لزيادة حجم الواردات الأردنية إلى فلسطين، وتمكن المنتجات الأردنية من أخذ حصة مناسبة لها في السوق الفلسطيني.
وتابعت عودة: "نحن على ثقة تامة بأن هذا المعرض سيوفر البيئة والدعم المناسبين لتمكين التجار والموردين من كلا البلدين من الاتفاق والتوقيع على العديد من الصفقات التجارية، لما لذلك من منفعة اقتصادية مشتركة للبلدين.
بدوره، أكد نائب رئيس غرفة صناعة عمان عدنان غيث قوة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط المملكة الأردنية وفلسطين، ولم تتأثر كثيرا بظروف الاحتلال، وإن تأثرت العلاقة التجارية بسبب سيطرة إسرائيل على المعابر والحدود الفلسطينية وتحكمها بشكل شبه تام في حركة الاستيراد والتصدير عبر فرضها شروطا مباشرة ومجحفة بحق الصادرات والواردات.
وقال "إن هذه العقبات لن تثنينا عن السعي لتعزيز التواصل مع الأشقاء في فلسطين، حيث تحرص غرفة صناعة عمان على التواصل مع القطاع الخاص الفلسطيني عن طريق تنظيم معارض صناعية أردنية في عدد من المدن الفلسطينية، وسيكون هذا المعرض باكورة المعارض"، آملا أن تسهم هذه المعارض في تنمية التكامل الصناعي وأواصر التعاون الاقتصادي.
من جهته، شدد رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم على أن الشراكة بين الغرفتين في تنظيم المعرض هي تعبير عن العلاقة الأخوية التي تربط الغرفتين لخدمة أبناء القطاع الخاص الفلسطيني والأردني، بما يعمل على توطيد العلاقات الاقتصادية وترسيخها، والنهوض بها سعيا وراء تعزيزها، وبما يقوي التبادل التجاري المشترك.
وأضاف: "نتطلع قدما إلى نجاح هذا المعرض، ونأمل أن يسفر عما نتمناه نحن أبناء القطاع الخاص في البلدين باعتبار التنمية الاقتصادية والاجتماعية تأتي نتاج جهد مشترك في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية، على أن يتم رفع منسوب التبادل التجاري من خلال بناء شراكات اقتصادية".
ويذكر أن معرض الصناعات والمنتجات الأردنية جاء بمشاركة 59 شركة عارضة، وتستمر فعالياته حتى الثامن عشر من الشهر الجاري.
وتشارك الشركات في معرض المنتجات الأردنية لتعريف السوق الفلسطيني بمنتجاتها لتنمية العلاقات التجارية المتبادلة، فضلا عن تعريف المستهلك الفلسطيني بالمنتجات العربية ذات الجودة العالية التي تضاهي جودة المنتجات الأوروبية وغيرها، وفي ذلك تكامل اقتصادي بين البلدين الشقيقين.