معاريف تكشف تفاصيل وكواليس انقاذ الدبلوماسيين الإسرائيليين بالقاهرة

اقتحام السفارة الاسرائيلية بالقاهرة

القدس / سوا / كشف " بن كاسبيت" الصحفي والمحلل الإسرائيلي للشئون العربية ما قال إنها حقيقة ما دار في كواليس أزمة اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في نوفمبر 2011.

وانتقد في مقال بصحيفة "معاريف" تصريحات رئيس الوزاراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  الأخيرة بهذا الصدد، وقال إن من شأنها الإضرار بمكانة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأضاف أن تصريحات نتنياهو التي زعم فيها أنه هدد بعملية عسكرية في القاهرة لإنقاذ الموظفين الإسرائيليين المحاصريين في السفارة بالجيزة عام 2011، "تساعد من يريدون الاستمرار في زعزعة نظام السيسي، ويمكن أن تؤدي لأزمة خطيرة بين البلدين، والإضرار بالكرامة المصرية وإظهار مصر كأنها بلا قيمة. لكن الأساس أن يخرج نتنياهو بطلا، بالزعم أنه هدد باحتلال القاهرة، فأطلق المصريون سراح الدبلوماسيين".

وصرح نتنياهو الثلاثاء الماضي خلال الاحتفال بذكرى قتلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قائلا:”قبل عدة سنوات تعرض رجالنا في السفارة المصرية بالقاهرة لحصار خانق. استخدمنا في ذلك المساء كل الأدوات المتاحة لدينا، بما في ذلك التهديد بعملية إنقاذ ينفذها الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي رجح الكفة ودفع القوات المصرية التي كانت آنذاك تحت حكم الإخوان المسلمين لإنهاء الحادث بنجاح".

بعدها بساعات معدودة نشر مكتب نتنياهو بيانا للتوضيح جاء فيه :”في الواقعة التي نحن بصددها كانت النية تنقيذ عملية منسقة وليست بشكل منفرد. نحن سعداء أنه لم تكن هناك حاجة لذلك، ونشكر الجيش المصري الذي تعامل مع الأزمة بشكل مسئول وحل المشكلة. يقدر رئيس الوزراء جيدا العلاقات مع مصر التي تعد معاهدة السلام معها عنصرا هاما في استقرار المنطقة".

وشكك “بن كاسبيت” في تصريحات نتنياهو مضيفا “هذه عملية كانت لتمنى بالفشل. لدى مصر سلاح طيران عظيم، ودفاعات جوية كثيفة، لا يدور الحديث عن جنوب لبنان أو قطاع غزة . عملية كهذه كانت لتمس السيادة المصرية، وتنتهك معاهدة السلام، وكانت قادرة على إشعال المنطقة برمتها”.

لكن أين الحقيقة فيما حدث؟ يقول المحلل الإسرائيلي :”ما حدث بالفعل أن نتنياهو طلب الحديث مع أوباما، استخدم الأمريكان نفوذهم، ووضعوا على أهبة الاستعداد مدمرات وقطعا بحرية بالبحر المتوسط، لكن بشكل مواز رفع يورام كوهين (رئيس جهاز الشاباك" الأمن العام الإسرائيلي" آنذاك) سماعة الهاتف وتحدث مع واحد من أهم الجنرالات في القاهرة، ومارس عليه ضغطا شديدا”.

ومضى يقول :”تعهد الجنرال المصري بإنقاذ حياة الدبلوماسيين بسلام. أخبر كوهين بذلك رئيس الوزراء وباقي متخذي القرار. كان الوضع صعبا للغاية، وفي كل لحظة كان يمكن حدوث مذبحة. كان كوهين على الخط مع الجانب المصري في بث مباشر. أخرجوهم بناقلات الجنود المدرعة، حسبما أفيد. كان هناك من أبدى قلقه من قيام الجماهير بالهجوم على المدرعات والسيطرة عليها".

رئيس جهاز "الشاباك" قال للإسرائيليين وقتها إن هذا السيناريو لن يحدث، وإنه تلقى وعدا من الجنرال المصري الذي لم يكشف اسمه بإنهاء الأزمة.

وأضاف "بن كاسبيت":المصري على الجانب الآخر من الهاتف وفى بوعده. وصلت قوة مدرعة مصرية إلى موقع السفارة وأدخل الحراس والدبلوماسيون ونقلوا من هناك بسلام. في هذا الوقت كانت أسرهم في الطريق للمطار واتجهوا جميعا إلى إسرائيل".

وختم بقوله :”هذه هي القصة الحقيقية.  ما قاله نتنياهو في مراسم تأبين شهداء الخارجية، ادعاء بطولة كاذب، يحرف ما حدث هناك في الحقيقة، كالعادة".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد