2015-2016.. موسم الجدل والأزمات في ريال مدريد

كريستيانو رونالدو

مدريد / سوا / تمكن نادي ريال مدريد الإسباني من إنهاء الليجا في المركز الثاني بفارق نقطة وحيدة عن برشلونة الذي توج باللقب، في موسم كان مليئا بالأخطاء والأزمات الإدارية واللحظات المثيرة للجدل داخل جدران النادي الملكي.

وأنهى ريال مدريد الليجا في الوصافة بـ90 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن برشلونة بعد عودة قوية في الدور الثاني مع البطولة على صعيد الأداء والنتائج والامتاع مع الفرنسي زين الدين زيدان الذي جاء خلفا للإسباني رافائيل بنيتيز.

ويمكن القول إن ريال مدريد "مات واقفا في الليجا"، فعلى الرغم من خسارته إلا أن نجاحه في تعويض الجانب الأكبر من فارق 13 نقطة مع برشلونة وإجبار الأخير، الذي تعرض لأكثر من سقوط تسبب في حصوله على نقطة واحدة من أصل 12 في أربع مباريات متتالية، على الوصول للجولة الأخيرة في حاجة ملحة للفوز لضمان اللقب.
وتعد نهاية الليجا بهذه الطريقة والتأهل لنهائي دوري الأبطال لمواجهة أتلتيكو مدريد في 28 من الشهر الجاري، هو أبرز ما حققه النادي الملكي هذا الموسم حتى الآن، حيث أن التتويج باللقب الأوروبي الحادي عشر إن حدث سيكون خير ختام للموسم الذي لعب فيه الريال بوجهين مغايرين، أحدهما مع بنيتيز بدون روح أو جماليات، والآخر مع زيدان، الذي أعادهما إلى الفريق.

وكان الموسم مليئا بالأخطاء الإدارية التي ربما تكون حرمت ريال مدريد من المنافسة بصورة أكبر أو أثرت على صورة النادي الملكي بجانب أوقات أخرى مثيرة للجدل.

خطيئة بنيتيز

"من المحتمل أن يكون مدرب ريال مدريد القادم يتحدث الإسبانية".. هكذا صرح رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بعد إقالة مدرب الفريق بالموسم الماضي، الإيطالي كارلو انشيلوتي، وعلى الفور بدأت الصحف الإسبانية تتحدث عن الأسماء المحتملة مثل زين الدين زيدان وأوناي إيمري وباكو خيميز بل وحتى يورجن كلوب الذي يتعلم الإسبانية، ولكن بعض مرور الوقت تم تأكيد الأمر إنه رافا بنيتيز.

بعد ساعات قليلة من الإعلان عن تعيين بنيتيز مدربا للريال، نشرت جريدة (ماركا) الإسبانية مقالا بعنوان (رافا؟ هل تمازحني؟) وهاجمت فيه قرار فلورنتينو معتبرة أن الرجل غير المناسب في المكان المناسب وكان من ضمن ما كتبته عن المدرب الإسباني "إنه رجل فاز بثاني وآخر لقب دوري له حينما كان عمر خاميس 13 عامًا واستمر أربعة أشهر فقط مع الإنتر".



عددت الصحيفة الأسباب بأسلوب ساخر لمهاجمة بنيتيز، ولكن كانت هناك أسباب أخرى أهم تثبت أن قرار فلورنتينو وإدارة الريال باللجوء للـ"رجل الإسباني" كان خاطئا؛ أولها هو أن لاعبي الفريق لم يكونوا يرغبون في رحيل أنشيلوتي وظهر هذا الأمر جليا في تصريحاتهم بعد انتهاء الموسم السابق، وثانيها طبيعة الرجل الخالية من العواطف والتقارب مع اللاعبين واهتزاز الشخصية.

طوال الفترة التي قضاها بنيتيز من الثالث من يونيو/ حزيران 2015 حتى الرابع من يناير/ كانون ثان 2016 لم يتمكن المدرب من اقناع اللاعبين والجماهير والإعلام بأنه الرجل المناسب؛ لا على صعيد الأداء أو النتائج أو الشخصية، بل وشهدت حقبته كارثة الخسارة برباعية نظيفة من برشلونة على ملعب سانتياجو برنابيو وحالة عدم انسجام تامة داخل الفريق حتى جاء قرار الاقالة.

رحل بنيتيز بعد التعادل مع فالنسيا بهدفين لمثلهما تاركا الريال في المركز الثالث بعد فشله في أكثر من مرة في تقليص الفارق مع البرسا والأتلتي.

فضيحة تشيريشيف

لا ترتبط فضيحة الروسي دينيس تشيريشيف فقط بكأس الملك، بل أنها كان لها أثرها على موسم الريال ككل، ولكن الأمر هنا يرتبط مرة أخرى بخطأ إداري، سواء كان بنيتيز أم مندوب الفريق ميجل تشيندو فهو في النهائي كارثة إدارية لا يمكن أن تحدث مع فريق بحجم ريال مدريد.

تتعلق هذه الكارثة بإشراك تشيريشيف أمام قادش في ذهاب دور الـ32 بكأس الملك على الرغم من عدم قانونية هذا الأمر لأن اللاعب الروسي كان في الأساس موقوفا منذ نسخة العام الماضي بسبب تراكم البطاقات مع فياريال الذي كان يلعب له معارا في موسم 2014-2015.
وأثناء سير المباراة، وليس قبل بدايتها حينما كان التشكيل متاحا، نشرت الصحف المدريدية قبل الكتالونية عدم قانونية إشراك اللاعب الروسي، وحاول بنيتيز تدارك الأمر بصورة بائسة بإخراجه عقب تسجيل هدف ولكن هذه الأمور لم تفلح، حيث تقدم قادش بشكوى ليتعرض الريال للاقصاء الإداري من المسابقة ويودعها مبكرا، بل وأن حتى مبررات الطعن التي قدمها النادي من أجل العودة للمنافسة لم تكن مقنعة بالمرة.

دي خيا

على الرغم من أن هذه الأزمة لم تؤثر في نتائج الفريق بصورة مباشرة أو فرصة فوزه بالألقاب، بسبب تألق الكوستاريكي كيلور نافاس في كل المباريات التي شارك بها، إلا أن الفشل الغريب في التعاقد مع حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي، الإسباني ديفيد دي خيا يظهر أن اللقب المناسب لهذا الموسم، حتى ولو توج الفريق الملكي في النهاية بدوري الأبطال، هو "موسم الأزمات الإدارية".

كان الظن السائد بل وشبه المؤكد أثناء سوق الانتقالات الصيفية الأخير أن دي خيا سيشد الرحال لريال مدريد، لمواصلة منهج "الأسبنة" الذي كان فلورنتينو بيريز يرغب في اتباعه وليعوض رحيل المخضرم إيكر كاسياس لبورتو.

وقبل انتهاء سوق الانتقالات الصيفية، كانت كل الصحف كتبت أن الأمر أصبح شبه رسمي ولم يتبق سوى الإعلان؛ يمر الوقت ولا يحدث أي شيء حتى يتم إغلاق نافذة الانتقالات لتتضح تفاصيل الكارثة الإدارية.

ريال مدريد توصل لاتفاق رسمي بالفعل مع مانشستر يونايتد ولكن وثائق الصفقة تم ارسالها في وقت متأخر عقب إغلاق النافذة بشكل رسمي، قيل أن الفارق كان دقيقة مرة و28 دقيقة مرة أخرى، ولكن الأمر كان حدث بالفعل وكانت هذه باكورة الأخطاء الإدارية هذا الموسم التي لا تنتظر حكما مثل التعاقد مع بنيتيز أو يمكن قبول مبررات فيها مثل واقعة تشيرشيف.

كريستيانو رونالدو المتذبذب

بعيدا عن الأزمات الادارية، يظهر كريستيانو رونالدو كأحد أبرز عناصر الجدل في هذا الموسم بالنسبة لريال مدريد، فهو لم يتمكن من الحفاظ على الاستمرارية، خاصة في النصف الأول من الموسم على عكس الثاني، حيث ظهر أنه كان يلعب بدون أي رغبة في حقبة بنيتيز.

بجانب كل هذا طوال الموسم لم يتوقف كريستيانو عن إصدار هذا التصريح أكثر من مرة بخصوص مستقبله "لا أعرف ما الذي سيحدث"، وهو الأمر الذي اعتبره البعض أن نهاية حقبة البرتغالي مع ريال مدريد قد اقتربت.



وزادت حدة الأمر بعد الحوار الذي دار بينه ومدرب باريس سان جيرمان لوران بلان عقب مواجهة الفريقين في دوري الأبطال، والذي فسرته وسائل الاعلام بأنه يعني أن البرتغالي سيذهب للنادي الباريسي.

أكد كريستيانو بعد وقت متأخر للغاية إنه سيكمل عقده مع ريال مدريد، وبالمثل استعاد جزءا من بريقه وسجل في برشلونة وقاد العودة أمام فولفسبورج في ربع نهائي دوري الأبطال.

وبنهاية الموسم خسر كريستيانو سباق لقب هداف الليجا الذي ذهب إلى الأوروجوائي لويس سواريز لاعب برشلونة الذي أيضا توج حسابيا بلقب الحذاء الذهبي، ولم يتبق له هذا الموسم سوى لقب هداف الـ"تشامبيونز" والصراع من أجل الفوز بالبطولة نفسها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد