تيسير خالد: قصّرنا في تقديم روايتنا للنكبة كما حصلت
غزة /سوا/ دعا رئيس دائرة شؤون المغتربين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، الى ضرورة التصدي للرواية الصهيونية والإسرائيلية للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني ومواجهة ودحض الرواية الصهيونية وذلك بان نروي روايتنا نحن لهذه النكبة كما حصلت.
وقال خالد في حديث مع وسائل الاعلام بمناسبة الذكرى ال68 للنكبة الفلسطينية اليوم السبت:" للنكبة روايتان، واحدة إسرائيلية صهيونية اعتمدت الكذب وتزوير الحقائق منهجاً. والثانية فلسطينية قصرنا للأسف الشديد في تقديمها كما جرت احداثها فعلا ، مقدماتها وتداعيتها للرأي العام العالمي".
وأضاف : يجب التصدي للرواية الإسرائيلية لأنها مبنية على الأكاديب وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين وعندما نتصدى للرواية الإسرائيلية يجب ان نقدم روايتنا الفلسطينية كما حدثت منذ وعد بلفور وصك الإنتداب ومشاريع التطهير العرقي، وحتى ما بعد قيام دولة اسرائيل والمجازر التي ارتكبتها، وكلها جرائم لا تموت بالتقادم وكان مخططاً لها ان تنفذ من قبل الوكالة اليودية والصهيونية لكي تسهل قيام اسرائيل".
واشار خالد الى "الخطة دالت" التي اقرتها الوكالة الصهيونية في بداية العام 48 وأوكلت تنفيذها للهجاناه بتوجيهات تفصيلية مثل القتل ودب الرعب ومحاصرة المدن والقرى الفلسطينية وحرق البيوت والممتلكات وزرع الألغام وسط الأنقاض لمنع الأهالي من العودة الى بيوتهم .فقد ارتكبت الهاجناه وغيرها من منظمات الارهاب الصهيوني في ضوء تلك الخطة 28 مجزرة كان اشدها هولا في دير ياسين وتم تنفيذ هدم 531 بلدة وقرية وتهجير 800 الف فلسطيني وتحويلهم الى لاجئين ولاجئين في وطنهم سواء كانوا في داخل اراضي ال 48 أم في الضفة أو غزة."
وفي هذا الصدد قال خالد يجب ان نطرح هذه الرواية ويجب ان نقدم معها ما قاله بيغن وشامير عن دير ياسين وكلاهما أصبحا في ما بعد رؤساء لحكومات اسرائيلية. فقد قال بيغن انه بدون دير ياسين ما كان ممكناً لإسرائيل ان تظهر للوجود. ووصف اسحق شامير المجزرة بأنها كانت واجباً انسانياً..هذه الرواية اذا ما قدمناها نقدم للعالم الدليل القاطع على ما خططت له الصهيونية من جرائم تم ارتكابها ..والرواية الأخرى يجب ان تشمل المقدمات التي أدت للنكبة فهذه الرواية الفلسطينية التي في نظرنا اننا قصرنا في تقديمها لذلك أخذ العالم لفترة غير قصيرة بالرواية الإسرائيلية التي ادعت ان سكان فلسطين غادروا منازلهم استجابة لنداءات من الخارج . وقد تأخر العالم في سماع روايتنا بقدر ما تأخرنا نحن في طرح رؤيتنا وروايتنا.
وثمن تيسير خالد التحول الكبير الذي لا يزال يحدث في الرأي العام العالمي لقبول روايتنا فاليوم الوضع بدأ يتغير أولاً نتيجة صمود أهلنا في مناطق الـ 48 في وجه العدوان ومحاولة الأسرلة الدائمة ومواجهتهم للمشروع الصهيوني كأقلية قومية حافظت على قضيتها وعلى وجودها وكذلك حافظت على قضية اللاجئين حية وعلى حقهم في العودة.كذلك نتيجة الصمود والضحايا في معاركنا كشعب سواء في الخارج او في الداخل والتمسك بالحق في العودة وانه لا يمكن ان يموت هذا الحق بالتقادم ، نتيجة لسياسة التهجير والتطهير العرقي التي انتهجتها إسرائيل بحق شعبنا وليس كما تدعي اسرائيل بأن اللاجئين تركوا وطنهم وبيوتهم استجابة لنداءات من الخارج .
وتابع بأن حق اللاجئين في العودة الى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها هو حق لا يموت بالتقادم وهي حق وطني وفردي وجماعي ويجب التمسك بهذا الحق وبالإجماع حول هذا الموقف الوطني بصرف النظر عن اية اعتبارات قد يراها البعض في سياق اية عمليات سياسية او تفاوضية
وتحدث خالد عن مسيرات العودة، مشيراً الى ان الأجيال الشابة اثبثت انها أكثر تمسكاً بحق العودة من غيرها وهذا ينفي الآمال التي علقها قادة الصهاينة على ان الكبار يموتون والأجيال الشابة القادمة تنسى.
وأردف : "ما نراه ونلم يه يؤكد انه لم ولن تقع الأجيال الشابة في اخطاء تدفعها للتنازل عن حق العودة مهما طال الزمن، وهي اكثر تمسكاً بالحقوق الوطنية والقومية المشروعة وعلى رأسها حق اللاجئين في العودة .واصبح واضحاً اليوم ان لا إسرائيل ولا الرأي العام يستطيع ان يفرض حلاً على الفلسطينيين فيه تنازل عن حق العودة فحتى المبادرة العربية تتحدث عن حل يضمن توافق الفلسطينيين بالنسبة لقضية اللاجئين أي بدون ان يوافق الفلسطينيون لا حل".
وتطرق خالد، الى ما ينقل عن المبادرة الفرنسية فقال : نحن نثمن الجهود الفرنسية لكن هذه الأفكار ومع أنها خرجت عن إطار اسياسة الأمريكية التي دمرت بانحيازها الفظ لسياسة مكان تل أبيب ، إلا أنها في عدد من بنودها الرئيسية غير مقبولة ولا تلبي المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية".
واعتبر أنها تدعو الى حل دولتين على حدود ال 67 مع تبادل للأراضي ، وهذه صيغة تنطوي على مخاطر كبيرة ومتاهات وتدعو الى اعتبار القدس عاصمة لدولتين، وهذه ايضا صيغة تنطوي على مخاطر ومتاهات وتتجاهل ان القدس الشرقية مدينة محتلة وهي دون غيرها عاصمة دولة فلسطين.
وأضاف خالد : "فكرة تبادل الأرض فكرة خطرة وفير مقبولة لأن من شأن ذلك أن يضفي شرعية على وجود المستوطنات في أراضي الضفة".
وتابع : "ما يسمى بالمبادرة الفرنسية غير واضحة ولم تتبلور في صيغة محددة حتى الآن ولهذا يجري الحديث عن افكار فرنسية، وهي لا تدعو الى حل اللاجئين على اساس قرارت الشرعية بل قد نجدها في صيغتها المتبلوة تدعو الى حل يتوافق مع أمن وسلامة اسرائيل مثلا . وهذا غير مقبول أبداً .المقبول فلسطينياً هو حق اللاجئين بالعودة الى بيوتهم وقراهم التي هُجروا منها وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
ورغم تقليله من فرص نجاح المبادرة الفرنسية واستبعاده فرص التقدم نحو تسوية سياسية في المستقبل المنظور مع حكومة اسرائيل ، فقد أكد خالد على ان أي إتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، ان وقّع ، يجب ان يحذر الفلسطينيون بموجبه من الوقوع في أخطاء سياسية تمس حق العودة كما نصت على ذلك قرارات الشرعية الدولية ، أي عدم التوقيع على أي اتفاق أو تسوية من بين بنودها بند ينص على إنهاء المطالب دون حل لقضية اللاجئين أو التوقيع على يهودية الدولة كما تطالب حكومة اسرائيل أو من بين بنودها بند يدعو الى حل وكالة غوث اللاجئين - الأونروا قبل التوصل الى الحل العادل لقضية اللاجئين.