تصادف غدا الذكرى الـ68 للنكبة الفلسطينية التي شهدت إقامة إسرائيل في 15 مايو عام 1948مايو” 67، نعتز أننا كشعب واحد موحد، واجهنا الكارثة بالبطولة، وواجهنا الصعوبات بالصبر، وواجهنا المستحيل بالإبداع الخارق، وكنا نقول مع المنشدين، زادت غربتنا يوماً، اقتربت عودتنا يوما، وكنا على الطريق سائرين، ومن يستمر على الطريق فلابد أن يصل.تعتبر ف النكبة الفلسطينية من أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها التاريخ الحديث، إذ تسبب الاحتلال وحلفاؤه في مقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني تنوّعوا بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وقد ارتكبت جماعات الإرهاب الصهيونية بحقهم 50 مجزرة ومذبحة عام 1948، إلى جانب ذلك كانت هذه الجماعات مسئولة عن هدم قرى وبلدات كاملة وتدميرها وتهجير أهلها أو قتلهم، واستطاعت بذلك الاستيلاء على ما يقارب من 78% من مساحة فلسطين التاريخية.في عام النكبة تم تهجير ما يقارب الـ800 ألف فلسطيني، ليتوزعوا على الدول المجاورة مثل الأردن ومصر ولبنان وسوريا، ولبنان  هناك مخيمات للجوئهم الذي اعتبروه مؤقتًا، لكنه أصبح دائماً، وبحسب الإحصائيات فإن عدد القرى والمدن الفلسطينية المهجّر أهلها في عام النكبة بلغ 531 قرية ومدينة، طهّرت عرقيًا ودُمرت كليًا، إلى جانب ذلك، هُجّر آلاف الفلسطينيين داخلياً في عام النكبة أي أجبروا على النزوح لبلدات ومدن فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبقى ما يقارب الـ150 ألف فلسطيني في قراهم ومدنهم، ويعرفون اليوم باسم فلسطينيي الداخل المحتل . تأتي الذكرى في ظل تشبث الشعب الفلسطيني بحق العودة، ورفضه كافة المحاولات الهادفة إلى النيل من ثوابته.

يحيى شعبنا هذه الذكرى في مرحلة سياسية دقيقة ومعقدة وخطيرة ، وفي ظروف استثنائية يعيشها شعبنا الفلسطيني وإسرائيل باتت اليوم تعزز مشروعها الاستعماري والتي وصلت إلى حد تحدي كافة المواثيق والأعراف الدولية والضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الإنسانية حيث تعيث بالأرض فسادا وتقوم بكافة أشكال القتل والتنكيل والاعتقالات وتخريب وتدمير الأراضي ونهب ثرواتها والعمل على تدنيس مقدساتنا والاستيلاء عليها وتغيير معالم القدس الشريف . كما أن إسرائيل لا زالت تصر على إذعانها في ممارسة كافة أشكال العنف والقتل ضد مخيماتنا الفلسطينية في الوطن والشتات والاحتلال يمارس مختلف أعمال القرصنة وكل أشكال المؤامرة التي يتعرض لها مخيمات الشتات وخاصة في سوريا ولبنان وبشكل خاص ما يتعرض له مخيم اليرموك من أعمال قتل وتخريب وإرهاب منظم تمر هذه الذكرى وشعبنا الفلسطيني يرزح تحت نيرا لاحتلال، ويواجه بشجاعة وعناد العدوان المتواصل والجرائم الوحشية التي تحصد أرواح النساء والشيوخ والأطفال، و يسطّر أسمى صور المقاومة والصمود والتضحية في مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني، وهو يدافع عن نفسه وعن حقوقه المشروعة وعن كرامة الأمَّة العربية والإسلامية، ويقدّم الشهداء والجرحى، الذين ستبقى دماؤهم وقوداً للثورة والتحرير والعودة. و في ظل استمرار تجزئة الوطن وتقطيع أوصاله عبر مئات الحواجز العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الفلسطينية الممزقة بحواجز الاحتلال وقطاع غزة الذي يئن تحت وطأة الحصار. وتسارع وتيرة الاستيطان المحمومة ونهب الأراضي، وتهويد القدس، وبناء جدار الفصل العنصري نترحّم على شهداء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس، ونؤكّد أنَّ دماءهم لن تذهب هدراً، وستطال يد العدالة القتلة المجرمين، ونسأل الله تعالى الشفاء للجرحى والمواساة لعائلات الشهداء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد