رام الله.. الحمد الله يطّلع على احتياجات أهالي خربة طانا

رامي الحمد الله

رام الله /سوا/ تفقد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، اليوم الخميس، خربة طانا، شرق نابلس ، واطّلع على احتياجات اهلها، مؤكدا أن الحكومة تعمل على إيصال الخدمات الحكومية إليهم، لتعزيز بقائهم وثباتهم على أرضهم، في وجه سياسة الهدم والاقتلاع الإسرائيلية، مشددا على أنها ستلبي كافة احتياجاتهم، وأنها ستقوم خلال الفترة القادمة بتوفير معلمين للمدرسة في الخربة، وتعبيد طريقها، وتزويدها بخلايا الطاقة الشمسية.

ورافق الحمد الله، خلال جولته ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين رالف تراف، ومديرة برنامج الغذاء العالمي في فلسطين دانييلا اوين، ووزير المواصلات سميح طبيلة، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، وعدد من القناصل والسفراء والدبلوماسيين، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وقال رئيس الوزراء: "نتواجد اليوم في "خربة طانا" التي تتعايش على أرضها صور المعاناة والألم والظلم مع نماذج الصمود والأمل والحياة، فأبناء شعبنا في طانا آثروا أن يعيشوا هنا في مرمى النيران الإسرائيلية، وبين ركام منازلهم ومنشآتهم، في الكهوف والمغر والخيام، على أن يتركوا أرضهم وحقهم التاريخي في العيش في رحابها. فقد ولدت أجيال في رحم هذه المعاناة وتوارثت إرث البقاء والتشبث بالأرض".

وأضاف: "نصطحب معنا اليوم، عددا من الأصدقاء الدبلوماسيين والشركاء من المنظمات الدولية والدول الصديقة، لنطلع عن قرب على واقع المعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يحياها حراس الأرض في "خربة طانا"، الذين يحاصرهم الاحتلال الإسرائيلي ويضيق الخناق عليهم، ويحول أرضهم إلى منطقة تدريب عسكرية، ويدمر منازلهم ومنشآتهم، ويجردها من مقومات الحياة في محاولة لتهجيرهم وترحيلهم عنها. أشكر المتضامنين الدوليين على حضورهم بيننا، والذي يدل على وقفة الضمير الإنساني إلى جانب قضية شعبنا العادلة، وانحيازهم لقيم الحق والعدل. كما ونثمن عاليا قيام شركائنا الدوليين الأسبوع الماضي بتقديم قافلة إغاثة لدعم صمود طانا، في إطار من الشراكة والعمل الدؤوب بين الحكومة والمانحين لنجدة أهلنا فيها وتوفير الحماية لهم والوصول بالخدمات إليها".

وتابع رئيس الوزراء: "ها نحن اليوم، نقف على أطلال وركام المدرسة الوحيدة في طانا، التي أعاد الاتحاد الأوروبي بنائها حديثا بعدما هدمها الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مرات متتالية عام 2011، ولم يتوانى عن هدمها مرة جديدة، ما دفع أبناؤها للتعلم في مسجدها وفي مدارس بيت فوريك، ولم يهجروا التعليم ولا طانا. نيابة عن الرئيس محمود عباس ، أحيي حراس الأرض في كل شبر من أرضنا، وهم يؤكدون كل يوم، بأن قضية شعبنا لن تموت، وأن إرادة الحياة ستتغلب حتما على إرادة الهدم والتدمير والموت الإسرائيلية".

واستطرد الحمد الله: "إن المعاناة والظلم الذي تشاهدونه اليوم في طانا، إنما شاهدناه أمس في مسافر يطا، ونلمسه في سوسيا وأم النير والتواني والمغير وقراوة بني حسان والحديدية والجفتلك وغيرها، فطانا هي قصة صمود أسطوري يعيشها نحو ثلاثمائة ألف فلسطيني في أكثر من خمسمائة تجمع في المناطق المسماة (ج). فمعركة التحرر وصون هوية وتاريخ المكان، تنطلق أساسا من هذه المناطق التي هي امتداد طبيعي للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ولن تكون إلا في صلب دولتنا".

وأردف: "إن كل جزء من "طانا" إنما ينبض بالألم كما بالأمل، وهي شاهد على الظلم والقهر والعدوان الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، منذ ثمانية وستين عاما، هي عمر النكبة والتغريبة الفلسطينية، التي نرى هنا الكثير من ملامح الألم والمعاناة والتشرد الذي خلفته. فقد هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في طانا وحدها منذ مطلع العام الحالي، سبعة وسبعين منشأة ومنزلا، من بينها منشآت ممولة دوليا، وذلك خلال أربع عمليات هدم متتالية. فهنا تمعن الحكومة الإسرائيلية في ممارساتها العنصرية وتستهدف أصحاب الأرض، ليس لشيء سوى أنهم فلسطينيون متمسكون بحقهم التاريخي والمشروع في العيش فيها".

وناشد رئيس الوزراء المجتمع الدولي، بكافة دوله ومنظماته الفاعلة، لتوفير الحماية الدولية الكاملة لأبناء الشعب الفلسطيني، في الخليل و القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، وإلزام الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن تحويل الأرض الفلسطينية إلى مسرح لتدريباتها العسكرية التي ترهب بها الأطفال والعائلات، ووقف هدم وتدمير البيوت والمنشآت، لا سيما الممولة من الدول المانحة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن إسرائيل هدمت خلال هذا العام حوالي ستمائة منشأة، منها أكثر من مئة وستين منشأة ممولة دوليا.  

واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "إن شعب فلسطين الذي حمل ألمه ونكبته من تحت الموت والحطام والركام، وأوصل قضيتنا الوطنية إلى أبعد مكان على هذه الأرض، ورسخ حقوقنا في محافل دولية كثيرة، لن ينكسر، بل سيبقى صامدا متجذرا في أرض وطنه، وستظل طانا، بفضل صمودكم وثباتكم، دوما على الخارطة، وفي قلب دولتنا، ولن تقتلع إسرائيل أبنائنا منها، أو تلغي حقنا التاريخي في العيش برحابها.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد