أحياناً يحتاج المرء الى شعور داخلي بأن هنالك شخص أو أكثر يساندونه بالحياة ويقفون بجانبه، شعور يمده بالإطمئنان وعدم الخوف من مواجهة ظروف الحياة، شعور نابع من حاجة الفرد الى الجماعة وعدم القدرة على العيش بشكل منفرد على كافة الصُعد، وللوصول لمرحلة الحاجة هذه، لا بد أن يكون الانسان قد مر بعدة مواقف أثبتت له بشكل قاطع حاجته للأخرين، ليس ليقاتلوا معه على سبيل المثال، لا بل، وجودهم نفسه فيه نوع من الراحة وعدم التشتت والخوف، وبالتالي هذا يزيد من شجاعة الشخص في أي عمل يقوم به، وهذا ما يفسره قول رسولنا الكريم: "الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا".

وبالطبع ينطبق هذا على الجميع ويمتد من الدائرة الضيقة الى الأوسع فالأوسع حتى الوصول الى مستوى الوطن ككل، أي لا بد من اتحاد الشعوب وتقاربهم من بعضهم البعض حتى يهابهم الأخرون، وبنفس الوقت بالوحدة والتآخي تكثر الإنجازات وتتعدد النجاحات، وهذا بحد ذاته يشكل نجاح للمجموعة ككل، مثل الاتحاد الأوروبي حالياً، ولا شك بأن هنالك الكثير من التحالفات والروابط بين العديد من الدول والتي تجمعها أهداف ومصالح مشتركة، بعضها يشكل نجاح لتلك الدول، وبعضها الآخر لا فرق بين وجودها من عدمه.

وفلسطين ورغم ما حل بها منذ عقود من احتلالات متوالية، إنتداب بريطاني وإحتلال إسرائيلي، كانت وما زالت الأحوج للعالم بشكل عام والعرب والمسلمين بشكل خاص الى الوقوف بجانبها ومساندتها، ولا شك بأن هنالك وعلى مر الزمان تعاطف عالمي ومساندة عربية كانت وما زالت، لكن ونتيجة لما تشهده الساحة الدولية وبالأخص بعض الدول العربية، فإن هذا الدعم ربما قل أو تباطىء على نحو ما، ولهذا التباطؤ أسبابه والتي منها كما ذكرنا أزمات بعض الدول العربية، ولكن السبب الأهم في هذا التباطؤ هو الإنقسام الحاصل بين الأخوة أنفسهم، فكيف لنا أن نطلب دعم ومساندة الأخرين لنا في حين نحن أنفسنا بحاجة الى دعم ومساندة بعضنا البعض، أليس هذه الحاجة من المفترض ان تمتد من الدائرة الأولى للثانية الى والى والى، أليس الأجدر بنا وفي هذه الظروف أن نوحد طُرقُنا وأن نرسم أهدافنا المشتركة ونحيي مصالحنا الوطنية، حتى الخلاص من الاحتلال وبراثنه، لا شك بأنها كثيرة هي التساؤلات حول هذا الوضع، لكن أن أردت الخلاص من أمر ما فلا بد من تجاهل الماضي والنظر للمستقبل. نعم إذا أردت دعم ومساندة الآخرين لك، لا بد أولاً من أن تساند وتدعم نفسك وأخاك ومن ثم أبناء عمومتك حتى يدعمك الآخرين. ةأ

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد