الرئيس عباس: نقطتان اساسيتان لاستعادة الوحدة الوطنية

الرئيس محمود عباس

باريس / سوا / استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم السبت، عددا من الكتاب والصحفيين ورؤساء تحرير لوسائل إعلام فرنسية.

وتحدث الرئيس خلال اللقاء، عن مجمل التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وآخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، كما أطلعهم على هدف زيارته لفرنسا، ونتائج مباحثاته مع الرئيس فرانسوا هولاند.

وقال، "سأبدأ بنقطة هامة جدا وهي أننا نؤكد تضامننا مع الشعب الفرنسي في محاربته للإرهاب ونحن نقف بشكل حازم ضد كل الإرهاب والإرهابيين في العالم من داعش والنصرة والقاعدة وغيرها، كذلك نقدر الوضع الذي تعيشه فرنسا في موضوع اللاجئين، لكن علينا أن نعرف الأسباب التي أدت باللاجئين من سوريا وغيرها للقدوم إلى فرنسا وغيرها من دول العالم".

وتابع الرئيس، "بالأمس تشرفت بلقاء الرئيس هولاند ومعه رئيس الوزراء ووزير الخارجية وغيرهم من مسؤولي فرنسا وتبادلنا الحديث حول أبرز القضايا التي نواجهها هذه الأيام، وبهذه المناسبة رئيس الوزراء مع عدد من وزراء فرنسا سيزورون فلسطين الشهر المقبل في إطار اللقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني ورئيس الوزراء الفرنسي، وبهذه المناسبة نقدر الدعم الذي تقدمه فرنسا على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي، سواء بشكل ثنائي أو من خلال الاتحاد الأوروبي".

وأضاف الرئيس عباس، "من هنا انطلق في الحديث عن المبادرة الفرنسية التي أطلقها وزير الخارجية السابق فابيوس حول موضوع الشرق الأوسط، وهذه المبادرة بالنسبة لنا مهمة جدا ونحن بدأنا بتسويقها في مختلف الدول العربية ودول العالم، من أجل أن يكتب لها النجاح، وتعرفون أن مؤتمرا دوليا مثيلا عقد في أنابوليس في أميركا قبل عدة سنوات، وهذا المؤتمر الذي سيعقد، ونرجو أن يعقد في باريس، سيكون على غرار المؤتمر الذي عقد في أنابوليس".

وأشار الرئيس إلى أن "ما نريده من هذا المؤتمر أن تحضر العديد من دول العالم جميعها، من القارات الخمس، من أجل أن نخرج بميكانيكية تستطيع أن تتعامل مع القضية الفلسطينية، والأساس السياسي لهذا المؤتمر سيكون الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، ورؤية الدولتين التي أطلقت في كل العالم وتؤيدها فرنسا وكل دول العالم، دولة إسرائيل إلى جانبها تعيش دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، وتضع هذه الميكانيكية برنامجا زمنيا لها من أجل تطبيقه في المستقبل لأن القضية الفلسطينية تأخرت كثيرا، ونعتقد أن من أبرز المشاكل التي تواجهنا في القضية الفلسطينية هي قضية استشراء الاستيطان في الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، ومعروف أن الاستيطان أدانته كل دول أوروبا دون استثناء في الاتحاد الأوروبي، يضاف إلى ذلك أن دول أوروبا وضعت شروطا بشأن المنتجات التي تنتجها المستوطنات لتبيعها في الدول الأوروبية".

وقال الرئيس: "نحن نعتقد أن حل المشكلة الفلسطينية الآن وليس متأخرا، وليس في أي وقت بالمستقبل، هو الذي يحل كل القضايا المحيطة بنا وينهي التطرف الموجود في منطقة الشرق الأوسط، في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من دول الشرق الأوسط، ومعروف أن المتطرفين الذين يعملون الآن في مختلف مناطق الشرق الأوسط وأيضا هنا في أوروبا حجهتم القضية الفلسطينية، ولذلك يجب أن ننزع هذه الذريعة من أيديهم، إذا حلت القضية الفلسطينية نحن متأكدون تماما أن باقي مناطق الاشتعال الموجودة في الشرق الأوسط ستنتهي".

وتابع الرئيس: "نحن كفلسطينيين نعتقد أن حل المشاكل الموجودة الآن في سوريا والعراق واليمن أو في ليبيا وغيرها يجب أن تتم من خلال الطرق الدبلوماسية والحوار السياسي وليس من خلال الحروب، ولذلك نعتقد أن الحوار الذي يجري الآن في  جنيف أو الحوار الذي يجري في الكويت، أو الحكومة التي أسست من خلال مؤتمر صخيرات في ليبيا، هو الطريق الوحيد للحلول في كل هذه المناطق وليست الحرب، نحن منذ بداية الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط ضد استخدام العنف والقوة، وكنا ندعو دائما وأبدا إلى أنه لا بد من الحوار بين الأطراف المعنية للوصول إلى سلام وليس الحرب".

وقال الرئيس: "بالنسبة للمصالحة الفلسطينية، نحن نجري حوارا بيننا وبين حماس من أجل استعادة الوحدة على أساس نقطتين، الأولى تشكيل حكومة وحدة وطنية والثانية الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، إذا وافقت حماس على هذا، ونحن الآن في مفاوضات بيننا وبينهم، فنحن نتمنى أن نستعيد الوحدة الوطنية بين الضفة وقطاع غزة ".

وتابع الرئيس، "مرة أخرى نقول إننا معكم في محاربتكم الإرهاب، ومستعدون لأي تعاون من أجل وقف الإرهاب في كل مكان وبالذات عندكم، لأن هذا الإرهاب مسيء لنا جميعا ولا نريده ولا يجب أن يستمر إطلاقا تحت أي ظرف، عندما حصلت الأعمال الإرهابية ضد الجريدة الفرنسية هنا في باريس كنت أول من حضر في المسيرة الدولية من أجل الاحتجاج على الإرهاب وتبيان موقفنا من الإرهاب والعنف، ومن أجل التضامن مع فرنسا، وأقول فرنسا الصديقة ونحن فعلا نشعر أننا أصدقاء معكم".

وتابع الرئيس، "نحن لدينا مساع من أجل الذهاب إلى مجلس الأمن للحصول على قرار لإدانة الاستيطان في الأرض الفلسطينية، وهذه المساعي مستمرة، ونحن ننسق مواقفنا كدول عربية وننسق مع أصدقائنا وبالذات فرنسا".

وحضر اللقاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ، ووزير الخارجية رياض المالكي ، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس السفير مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي.

وكان الرئيس وصل باريس، بعد ظهر أمس الجمعة، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد