دعوات للقيام بدراسات توثيقية لممتلكات اللاجئين للمطالبة بها قانونيا
طولكرم / سوا / افتتحت جامعة القدس المفتوحة منطقة طولكرم، اليوم السبت، بالتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين لمنظمة التحرير الفلسطينية، يوما دراسيا بعنوان "حق العودة الواقع والتداعيات".
وحضر اليوم الدراسي عدد من المسؤولين في المؤسسات الرسمية والأهلية، وقائد منطقة طولكرم، ومديرو الأجهزة الأمنية، وممثلو البلديات في محافظة طولكرم، وعضو مجلس أمناء الجامعة د. سليمان خليل، وأمين سر حركة فتح في إقليم طولكرم مؤيد شعبان، وعضو المجلس التشريعي سهام ثابت، ورئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي، وممثلون عن مجلس الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية في فرع طولكرم.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا، إن إقامة هذا اليوم الدراسي في شهر نيسان يأتي تزامنا مع إحياء شعبنا لذكرى استشهاد عدد من القادة العظام بدءا من استشهاد القائد عبد القادر الحسيني مرورا بالقادة محمد يوسف النجار، وكمال ناصر، وكمال العدوان، وأمير الشهداء خليل الوزير "أبو جهاد".
وأضاف أن قضية الأسرى على سلم أولويات شعبنا وقيادته، وأن القضية الفلسطينية إحدى القضايا المهمة المطروحة على الساحة الدولية، منوها إلى أن أهميتها تكمن في كونها قضية شعب بأكمله هُجر قسرا بقوة السلاح والإرهاب.
وأشار إلى أن القرار (194) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة من أهم الوثائق الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني، كونه يقر وبكل وضوح عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضهم التي هجروا منها، قائلا: "الأمم المتحدة اشترطت الاعتراف بإسرائيل مقابل التعهد بتنفيذ القرار، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل حتى اليوم".
وأكد أن أهمية القرار تكمن في كونه مرجعية دولية لحل قضية الفلسطينيين، وهو قرار أممي، وجرى التأكيد عليه أكثر من (135) مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن حق العودة من أهم الثوابت الفلسطينية، وأن شعبنا في أماكن وجوده كافة متمسك به، وهو غير قابل للتصرف ولا يمكن التنازل عنه.
بدوره، قال محافظ طولكرم عصام أبو بكر إن شعبنا وبعد مرور (68 عاما) على النكبة ورغم كل ما مارسه الاحتلال من جرائم فإنه ما زال يقاوم من أجل تحقيق أهدافه الوطنية وعلى رأسها حق العودة.
وأشار إلى أن شعبنا ما زال متشبثا بأرضه وحقوقه رغم قسوة المشروع الاستيطاني وكل ما يلقاه من دعم دولي، مواجها كل أساليب الإجرام، وهذا يدل على أننا مزروعون في هذه الأرض، داعيا إلى الوحدة الوطنية وتكاتف الجهود لتحقيق أهداف شعبنا.
من ناحيته، أشار رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو إلى أن موضوع اليوم الدراسي مهم لشعبنا، خاصة في فترة يحاول الاحتلال وأعوانه شطب حق ما زال شعبنا يناضل من أجل تحقيقه، وهو حق العودة.
واستعرض الواقع التاريخي للقضية الفلسطينية والمؤامرة لاحتلال أرض فلسطين، مشيرا إلى أن الأرض تقاتل مع أصحابها، داعيا كل من يملك شبرا واحدا من الأرض التمسك به وتربية الأبناء على التمسك به ومقاومة المخططات الاستيطانية بالمقاومة الشعبية السلمية.
وأشار أ. د. عمرو إلى أن الجامعة أكملت حديثا وسائل التعليم الإلكتروني التي عملت على مدار سنوات لتطويرها، وذلك بإطلاق فضائية "القدس التعليمية" التي تشكل إضافة نوعية في ميدان الإعلام الفلسطيني والعربي.
وأكد أن جامعة القدس المفتوحة تولي أهمية لإنجاز مشاريع أبنية خاصة بها تستغني فيها عن المباني المستأجرة، منوها إلى أنها نجحت في هذه المهمة بالكامل في قطاع غزة ، بينما أنجزت نحو (70%) من مشاريع الأبنية في الضفة الغربية، وهي تعمل لإنجاز ما تبقى من أبنية خلال فترة قريبة.
من جانبه، أشار رئيس اللجنة التحضيرية زياد الطنة إلى أن جامعة القدس المفتوحة ليست مؤسسة أكاديمية فحسب، بل لديها واجب وطني، لذا نظمت كلية التربية و"فرع طولكرم"، بالتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين، هذا اليوم الدراسي لتؤكد أن حق العودة حق ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني، يستند إلى قرار (194) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونوه إلى أن اليوم الدراسي سيتناول حق العودة من الناحيتين السياسية والقانونية، وما يترتب على عدم تنفيذ هذا الحق من تداعيات، مبينًا أن اليوم يتضمن أوراقاً بحثية من داخل الجامعة وخارجها.
وأوصى المشاركون في اليوم الدراسي بإعطاء مزيد من الاهتمام بقضية اللاجئين داخل أراضي 1948، الذين هجروا من قراهم وبيوتهم ولم يسمح لهم بالعودة إليها، رغم أنهم يحملون الهوية الإسرائيلية، مؤكدين ضرورة العمل على نشر الدراسات التاريخية والقانونية عن اللاجئين وحق العودة باللغات العالمية الحيّة لاستقطاب الدعم العالمي لهذا الحق.
ودعا المشاركون إلى القيام بدراسات توثيقية لممتلكات اللاجئين من أجل المطالبة بها بشكل قانوني في المحافل الدولية على الوجه الفردي أو الجماعي، وأهمية إدراج قضية اللاجئين في المنهاج المدرسي الفلسطيني من أجل إبقائها حيّة في أذهان الأجيال المتعاقبة، داعين إلى تكريس ثقافة حق العودة ونشرها لدى الشباب، تعبيرا عن التمسك بالثوابت الفلسطينية التي تتمسك بها منظمة التحرير الفلسطينية.
وأكدوا أن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حق وطني وإنساني وقانوني نصّت عليه المواثيق الدولية ولا يمكن التنازل عنه، مطالبين المؤسسات العلمية والهيئات الوطنية إلى عقد المزيد من الفعاليات الخاصة بالقضية الفلسطينية حتى تبقى فلسطين حية تتفاعل في وجدان الشباب الفلسطيني، وضرورة شحذ همم العلماء والمفكرين في نهضة الأمة وكشف الحقائق وفضح أكاذيب الاحتلال وجرائمه التي مارسها خلال النكبة وبعدها.
وأشار المتحدثون إلى أن التمسك بحق العودة يشكل تاريخاً ورافعة للنضال الوطني الفلسطيني الذي هو عنوان القضية الفلسطينية، داعين إلى الدعم والمشاركة في جميع المبادرات والأنشطة الهادفة إلى إبراز وتأكيد حقوق اللاجئين محلياً وإقليميا ودوليا.