شعراء يناقشون المجموعة الشعرية للشاعرة حنان الحاج أحمد
غزة / سوا / ناقش عدد من الشعراء والنقاد المجموعة الشعرية للشاعرة حنان الحاج أحمد، ضمن "مبادرة تحت الطبع"، بتنظيم من مركز غزة للثقافة والفنون، والتجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتيوبيا".
وجاء اللقاء بدعم من مؤسسة "عبد المحسن القطان"، بحضور عدد من النقاد، والكتّاب، والمهتمين، وبمشاركة عازفة العود الفنانة ريم عنبر.
وأجمع الشعراء والنقاد على أهمية الإبداع، مشيرين إلى أن الكتابة على الورق دون مشاركة الجمهور وسماع الآخرين يضعف التجربة الشابة، ولا ينضجها على الرغم من تجاوز عدد كبير من الشعراء لحالة الخوف.
وقّدم اللقاء الشاعر هشام أبو عساكر بتعريف موجز بالشاعرة الشابة، التي تبلغ من العمر 18 عاما، وقال: إن حنان ذات تجربة شعرية حديثة، ورغم أنها لا تمتلك سيرة أدبية كبيرة، إلا أنها تُبشر بمستقبل شاعرة واعدة، لديها مستقبل جيد ومشرق.
وتحدثت الشاعرة أحمد في كلمتها، عن تجربتها الأولى، التي كانت في بداياتها من خلال إعجاب معلماتها في المدراس الابتدائية والاعدادية بمواضيع التعبير التي كانت تكتبها، ثم تجربة انخراطها في فريق "يراعات الأدبي" التابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، موضحة أن هذه التجربة أتاحت لها فرصة الاحتكاك، والقراءة، والاندماج في مناخ أدبي.
واعتبرت أولى مشاركتها كانت مع مركز غزة للثقافة والفنون، خلال مبادرة "مساءات ابداعية".
وتطرّق عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب الكاتب محمد نصار في مداخلته، إلى المجموعة الشعرية المُقدمة من قبل الكاتبة، موضحا "أن من يقرأ النص يُمكنه ملاحظة الجانب المعرفي والفلسفي الذي يدل بطبيعة الحال على ثقافة واطلاع جيدين لدى الكاتبة الشابة".
وأكد نصار ضرورة الانتباه إلى اللغة، في الإشارة إلى الأخطاء النحوية والإملائية الموجودة داخل مجموعتها الشعرية، مؤكدا ضرورة الانتباه إليها، ومعالجتها بشكل سريع، والعمل على تفاديها.
وتم فتح المجال أمام الحضور للمداخلة، وتقديم الرؤى النقدية والانطباعات، والآراء المختلفة حول المجموعة الشعرية "أحجية الخلق".
وقال الشاعر رزق البياري، "إننا أمام موهبة يمكن القول إنها واعدة، وينتظرها الكثير، ومع استمرار حالة الحراك الثقافي والأدبي ستستمر غزة بالإبداع، وغزارة الإنتاج الفني والثقافي".
بدوره، أضاف الشاعر علاء الغول، "إن لدى الكاتبة استعراضا واضحا في تكثيف عدد ورق مجموعتها الشعرية، وكان بإمكانها العمل على اختصار هذه المجموعة".
في حين رد الفنان المسرحي علي أبو ياسين على تعقيب الغول، بقوله: تكمن أهمية الإبداع في قوة النص الشعري، وليس بعدد الصفحات، وكثرة الورق، وإن تجارب الشباب تحتاج لرعاية كبيرة وان مشاركتهم في مثل هذه الامسيات تعطيهم الدافع للاستمرار وتطوير قدراتهم.
الفنان والكاتب محمود عفانة اعتبر "وقوع الشباب في خطأ إلقاء القصائد من دون أخطاء نحوية وارد"، ولكنه يحتاج إلى تمرين، واستمرار في معالجة النص، لأن وجود أي خطأ يضعف النص".
من ناحيته، أكد رئيس فرع الاتحاد العام للكتاب والأدباء الروائي غريب عسقلاني، ضرورة الربط بين النص الأدبي والحيز الزمني للكاتبة نفسها، التي على الرغم من حداثة سنها، إلا "أنها تُقدم نتاجا أدبيا جيدا، وناضجا إلى حد كبير".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس إدارة مركز غزة الإعلامي أشرف سحويل إتاحة الفرصة لمشاركة الشباب "بمثابة تدريب على فنون الإلقاء، وتجنب الوقوع في خطأ التجربة الأولى، وتجاوز لعثرات ربما تبقى نتيجة عدم مواجهة الجمهور".
وأشار سحويل إلى أن الكتابة على الورق دون مشاركة الجمهور وسماع الآخرين يضعف التجربة الشابة، ولا ينضجها، على الرغم من تجاوز عدد كبير من الشعراء لحالة الخوف من مقابلة الجمهور، والاستماع لنقده، موضحا أن حالة الشاعرة أحمد تأكيد على "أننا امام تجارب شابة تبشر بجيل من الأدباء يمتلكون تجارب مبكرة".
وأكد "أن مثل هذه اللقاءات ستتواصل بجهود مركز غزة، و"يوتيوبيا"، حفاظا على مشهد أدبي قادر على النهوض والمواصلة، معربا عن تقديره لمشاركة الضيوف من الكتّاب والأدباء في فعاليات "مبادرة تحت الطبع" في دورتها الثالثة خلال ثلاثة أعوام، مثمنا دور برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة "عبد المحسن القطان" على دعمهم للمبادرة.
وفي ختام اللقاء، قدم مركز غزة و"يوتيوبيا" درعا تكريميا للشاعرة أحمد.