الطوابير الطويلة على المخابز تعكس تدني العمل الاغاثي في القطاع

219-TRIAL- غزة /سوا/  عيسى محمد/ يتزاحم عشرات الالف المواطنين النازحين وغيرهم في طوابير طويلة أمام المخابز المنتشرة في كافة محافظات القطاع الخمس أملاً في حصولهم على الحد الأدنى من قوت يومهم.
وتعكس هذه الطوابير التي يتعدى طول الواحد منها عشرات الأمتار سوء وتراجع العمل الاغاثي في القطاع الذي يشهد كارثة محققة تتعمق بتعمق العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ اكثر من 23 يوماً.
وكما يعكس التدافع والازدحام المخاوف والقلق الشديد الذي يعتري المواطنين لعدم توفر الحد الادنى من الأمن الغذائي المتوفر لهم بشكل ذاتي ومن قبل المؤسسات الاغاثية سواء المحلية او الدولية أو الأممية، كما يقول المواطن رأفت سالم الذي اصطف لأكثر من ساعة أمام مخبز في شارع النصر بمدينة غزة.
وعزى وقوفه لمدة طويلة لعدم وجود الحد الأدنى من الخبز لأسرته وعدم وجود جدية من قبل المؤسسات في توفير الاغاثة اللازمة.
وقال سالم وهو نازح من منطقة غرب بيت لاهيا، إنه لا يستطيع انتظار المؤسسات الاغاثية والتي لم تقم بالدور المنوط بها.
واستهجن تدني دور المؤسسات في ظل هذا الواقع المتردي الذي يعيشه المواطنون، معرباً عن مخاوفه من عدم مقدرة المخابز على العمل خلال الأيام القادمة إذا ما استمر تصاعدت وتيرة العدوان.
وانتقد المواطن ايهاب الحلو من حي التفاح تراجع عمل المؤسسات الاغاثية وعدم قيامها بالواجب الملقى على عاتقها في مثل هذه الظروف.
وقال الحلو إنه ورغم نزوحه وعدد من العوائل من منطقة الشعف إلى أنه يضطر الى شراء الخبز بنفسه من المخابز لعدم تأمينه من قبل المؤسسات الاغاثية.
واشتكى من عدم قدرة المخابز على توفير الحد الأدنى من طلبات المواطنين من الخبز، مشيراً إلى أنه يحتاج الوقوف أكثر من ساعتين حتى يحصل على ربطة خبز تكفي اسرته ليوم واحد فقط.
ويقول عبد الجواد هارون رئيس مجلس ادارة الرأفة للتنمية الاجتماعية إن حاجة المواطنين في القطاع تفوق اضعاف اضعاف قدرات وامكانات المؤسسات الاغاثية سيما المحلية.
وقال هارون خلال حديث لـ"سوا" إن الوضع الكارثي في القطاع يتطلب جهداً دولياً واسعاً تشارك فيه كبرى المؤسسات الدولية والأممية عبر تخصيص مئات ملايين الدولارات لارسال المواد التموينية والاغاثية العاجلة.
وأوضح هارون أن القطاع بحاجة ماسة إلى مائة مليون دولار خلال ايام لتوفير الخبز والمواد الغذائية الضرورية وحليب الاطفال.
وانتقد هارون بطئ الاستجابة الدولية لحاجات القطاع رغم تزايد اعداد المحتاجين بسبب عمليات النزوح المتواصل من المناطق الشرقية. 
وقال إن الاوضاع الان تختلف عما كانت عليه خلال حرب الفرقان حيث كان اداء المؤسسات الاغاثية افضل بكثير وتمكنت من القيام بواجبها وادائها بشكل مقبول.
ودعا دول الخليج ورجال الاعمال الى توجيه الدعم الى قطاع غزة لتجنيب سكانه الكارثة و النكبة .
158
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد