ما تقوم به السلطة هو العمل على إستمرارية وتمتين العلاقة بالإحتلال، وهو ليس مرتبطاً بزمان ومكان، أو الذهاب بوفد رسمي رفيع للتعزية في رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية الجنرال منير عمار والإدعاء هو تعزية الطائفة الدرزية العربية الفلسطينية وكسب الطائفة والعشيرة التي ينتمي اليها الضابط عمار لصالح القضية الفلسطينية.
أو التهرب من المسؤولية كما ذكر عضو اللجنة التنفيذية غسان الشكعة وقال إنه لا يمثل المنظمة والتعزية جاءت بشكل شخصي لعلاقات مع العائلة، وربما تهنئة لمسؤول اسرائيلي كبير بعرس بنته او ابنه، او لقاء وزير المالية في حكومة نتانياهو للبحث في زيادة عدد العمال في اسرائيل، او الافراج عن اموال الضرائب، او التنسيق الامني او لقاء مسؤول كبير في الليكود او حزب كولانا او بيتنا وغيرهم لمد جسور السلام ومخاطبة الاسرائيليين، وهذه لا تتم بهذه الطريقة من اللقاءات الفاشلة والمبتذلة والرخيصة في استجلاب عطف وود الاسرائيليين، وترك بعض القوى والشخصيات التقدمية والمناهضة للاحتلال وعدم التواصل معها.
أو القول من البعض أن الشهداء في هبة القدس يتساقطون والاحتلال مستمر بجرائمه وانتهاكاته وهذا لا يجوز وطنيا وليس وقته. ما تقوم به السلطة هو سلوك مستمر منذ قيامها وهو تعبير حقيقي عن طبيعة السلطة ودورها المناط بها القيام به وتنفيذه من اتفاقيات مجحفة ومهينة وعدم الاستجابة لقرارات المجلس المركزي بوقف التنسيق الامني مع الاحتلال.
الاهم أن ما جرى ويجري هو تعبير حقيقي عن مصالح النخبة الحاكمة في السلطة و فتح وكل هذا الاستبداد والطغيان والفساد والتغول وفرض مزيد من القوانين التي تخدم مصالحها.
وايضاً هذا تعبير عن مصلحة إسرائيلية بإمتياز وهو بالمناسبة مصلحة جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من ما يسمى يسار أو يمين وسط أو متطرف فلا فرق بينهم ومصلحتهم الأساس هي الحفاظ على السلطة كما هي عليه من ضعف وهوان وفساد وأفول شرعيتها وافتقارها الى الشعبية، لعدم ايمانها بالديمقراطية والتعددية وقبول الاخر وفتح حوار مع جميع مكونات المجتمع الفلسطيني.
حتى التهديد من بعض المسؤولين الإسرائيليين بانهيار السلطة يستخدم لابتزاز قيادة السلطة المرتعشة أكثر في الإستمرار في الاذعان للشروط الإسرائيلية للحفاظ على السلطة ومصالح النخبة الحاكمة فيها.
بدل البحث في كيفية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل ووضح حد للانقسام وللانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون والقتل اليومي والمعاناة المزدوجة من الإحتلال والسلطة، وغياب الحريات والإعتداء على كرامة الناس، تذهب وفود يومية لترسيخ العلاقة مع الإحتلال وادامته بحجج وذرائع مختلفة.
ومع كل هذه الاهوال التي يمر بها الفلسطينيين ستبقى القيادة الفلسطينية والفلسطينيين جميعهم في تخبطهم واسمرار المعاناة اللاإنسانية وتحمل الآلام وجرائم الإحتلال المستمرة بحصار قطاع غزة بسرقة الأرض والموارد وتهويد ما تبقى من القدس والضفة الغربية بزرع المستوطنات بشكل يومي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية