ماذا قال تشافيز وهو على فراش الموت للرئيس عباس؟

الرئيس اثناء وضع حجر الاساس لمستشفى العيون في ترمسعيا

رام الله /سوا/ وضع رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، اليوم الاثنين، حجر الأساس لمستشفى "هوغو تشافيز" لجراحة وطب العيون في بلدة ترمسعيا بمحافظة رام الله والبيرة، بحضور السفير الفنزويلي ماهر طه، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وشخصيات سياسية وعسكرية.

وشكر سيادته فنزويلا على دعمها السخي والمتواصل للشعب الفلسطيني، في سبيل الأفضل وفي سبيل إحقاق حقوقنا الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد الرئيس أن الوقت لإقامة الدولة سيأتي، وأن الدول التي تقف عائقا في وجه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ستقتنع.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

بسم الله الرحمن الرحيم

"الأرض جاهزة، المخططات جاهزة، الأموال جاهزة، ماذا ينقص؟، أن نرى هذا المستشفى، ليس كما قال لي الأخ محمد اشتية خلال سنة ونصف، وإنما أهل ترمسعيا يريدونه أن ينتهي خلال سنة على الأكثر، لأنهم يريدون أن يروا هذا الصرح الطبي الصحي يعمل في كل الاتجاهات ومن كل الجهات، يريد هذا المستشفى أن يستقبل كل من يحتاج أو كل من تحتاج عيونه لعلاج، سواء في قلب الوطن، أو حتى من خارج الوطن، حلمنا أن نستقبل الناس، من الخارج إلى الداخل للعلاج، حلمنا أن تتوقف التحويلات الطبية كلها، وأن يصبح العلاج هنا في أرض الوطن، وما الذي ينقصنا؟، لا ينقصنا شيء، لا تنقصنا الكفاءات ولا الهمة ولا العزيمة ولا الأمل".

"ففي خلال هذا الأسبوع، رأينا أن همة هذا الشعب أدت إلى وضع حجر الأساس لمستشفى معالجة السرطان، هذا المرض الشرس، الذي نتمنى الشفاء لكل الناس منه، ولكن في نفس الوقت سنعالج كل الناس منه، ثم زرنا المستشفى العربي الاستشاري، وهو صرح طبي هائل وعظيم، ولديه كل الإمكانات وكل الكفاءات، بالمناسبة موجودة فيه".

"واليوم هذا هو مستشفى العيون، الذي قدمه لنا صديقنا العزيز المرحوم القائد البوليفاري هوغو تشافير، هذا الرجل هو الذي قدمه لنا، قال ماذا تحتاجون، ماذا تريدون؟ وهو بالمناسبة صديق حميم للمرحوم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وعندما زرته شعرت كأننا أصدقاء لأننا نتوارث الصداقة أيضا من كادر إلى كادر ومن جيل إلى جيل، فقال لي ماذا تريدون، قلت له مستشفى للعيون، بعد أسبوعين كانت الأموال قد أرسلت، وبدأت المخططات، وبدأنا، الأرض كانت معروفة هنا، واخترنا هذه الأرض أن تكون هنا لكي تكون في قلب الوطن في الوسط".

"والآن هذا المستشفى يجب أن يبدأ العمل في بنائه غدا، وينتهي في يوم الواحد والعشرين من آذار 2017، هذا طلب أهل ترمسعيا".

"إخوتنا الأعزاء، لا يكفي أن نذهب الى الأمم المتحدة لنحصل على دولة مراقب، وإن كان أمرا ليس سهلا وليس بسيطا، هناك بعض الدول التي تقف أمامنا في مجلس الأمن، وقدمنا الطلب، وأخذنا دولة مراقب، واستفدنا من هذا، بأننا ذهبنا الى جنيف وأصبحنا أعضاء في اتفاقية جنيف وعدد من المنظمات الدولية لأننا كدولة مراقب، وإن كنا مراقب يحق لنا أن ننتمي الى 520 منظمة ومؤسسة دولية وبدأنا وحصلنا، والآن نحن في طريقنا، أخذنا قبل أيام التحكيم، أعضاء في منظمة التحكيم، صرنا نحكم في العالم، أي خلاف عالمي نحن سنحكم، لكن نتمنى أن يحكموا في قضيتنا، نتمنى أن يبادروا في الحكم في قضيتنا تلك الدول العظمى على الأقل ليقولوا كلمة حق، هل الاحتلال حق؟ هل الاستيطان حق كلمة واحدة، نريد منهم أأن يقولوا هل رؤية الدولتين صحيح أو غير صحيح لا نريد أكثر، نحن لدينا الصبر، ولدينا الصمود، ولدينا الأمل، ولدينا العمل".

"لا يكفي أن نصبر، لا يكفي أن نصمد، لا يكفي ان نتأمل، وإنما يجب أن نعمل وهذا هو ما يبرر عملنا وهذا هو ما يبرر وجودنا اليوم هنا، مؤسساتنا جاهزة كلها، ولكن هذا لا يمنع أن تكون لدينا أرقى الجامعات، وأرقى المدارس، وأرقى المؤسسات، وأرقى المستشفيات، والآن عندنا هذا، أنا أحلم باليوم الذي تتوقف به التحويلات وتأتي التحويلات من الخارج، ممكن؟، ممكن نعم. نحن كلنا لدينا هذا الأمل ولدينا هذه الثقة بأننا سنصل إلى الاستقلال، قد لا يحصل اليوم قد لا يحصل غدا، لا نيأس المهم أن لا يتسرب اليأس إلى قلوبنا، نحن أصحاب حق، أصحاب قضية، ونناضل من أجل هذه القضية على كل المستويات الدولية والعالمية والإقليمية، والحمد لله سمعة فلسطين في العالم محترمة، والكل يحترمنا والكل أصبح يقدرنا باستثناء البعض الذين سيقتنعون لاحقا، وسيأتي الوقت الذي يقبلون فيه أن هذه البلد بلدنا، هنا ولدنا، وهنا حضارتنا، وهنا سنبقى، نحن هنا في هذا البلد قبل سيدنا إبراهيم، كما تقول التوراة التي تؤكد أن الفلسطينيين هنا قبل سيدنا ابراهيم، المهم أن لا نيأس وأن نصبر وأن نتحمل، متأكد سيأتي الوقت الذي نقيم فيه دولتنا".

"تشافيز وهو على فراش الموت زرته في أيامه الأخيرة قال لي أين أصبح المستشفى؟، ثم جاء خلفه مادورو، وآخر مرة رأيته فيها في نيويورك أيضا سألني عن المستشفى، هم قدموا كل شيء، الخبرات موجودة الأموال موجودة".

"يجب أن يكون بجانب هذا المستشفى نزل للعائلات التي ترافق أبناءها، وهذا أمر يجب على المستثمرين العمل فيه، ونحن نشجع الاستثمار فكل الظروف مهيأة لنجاحه، وهنا أتوجه إلى المستثمرين ليقوموا بهذا العمل، لأننا نريد القطاع الخاص أيضا أن يعمل كما عمل في المستشفى الاستشاري، ونحن نشجع الاستثمار في أي منحى من مناحي الحياة، ونهيئ له كل الظروف القانونية والإدارية واللوجستية اللازمة لكي يأتي وينجح ويعمل، لا نريد فقط أن الحكومة هي التي تعمل، الحكومة غير قادرة ولا تستطيع ان تحيط بكل احتياجات الشعب، وإنما على القطاع الخاص أن يأتي الى هنا ليمارس عمله ويكسب ويربح، لا نقول له تعال جمعية خيرية، لا. تعال اكسب تعال اربح بس بمنتهى الشفافية، وبمنتهى الوضوح، وحسب القانون".

"نحن نحيي فنزويلا البوليفارية الصديقة التي قدمت لنا هذا ونحيي أخونا ماهر طه سفيرها الفنزويلي الفلسطيني، ونحيي الرئيس مادورو، وأرسل عبرك تحية لابنتي وزيرة الخارجية وشكرا لكم".

وقال سفير دولة فنزويلا في فلسطين ماهر طه، جئت اليوم نيابة عن رئيس الجهورية البوليفارية نيكولاس مادورو، ووزيرة خارجية فنزويلا دلسي رودريغيس التي تصف دائما الرئيس محمود عباس بالقول "والدي الرئيس"، حاملا أحر التحيات والأمنيات، واصفا الرئيس بأنه البطل صانع السلام".

وأشار طه إلى التواصل الدائم مع القيادة الفلسطينية ووزير الخارجية رياض المالكي لإنجاز مشاريع وبرامج تهدف الى خدمة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الاتصالات دائمة ومستمرة لإنجاح هذا المشروع لبناء مستشفى تشافز.

وأضاف أن هذا المشروع وغيره من المشاريع هي نتاج جهودكم يا سيادة الرئيس، ونتيجة علاقاتكم المتميزة والوطيدة مع فنزويلا وقيادتها، لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

ولفت طه الى انه يحمل رسالة من وزيرة خارجيته بدعوة وزير الخارجية رياض المالكي لزيارة بلاده، للتباحث في المصالح المشتركة، وقال، "وأنا احدثكم باللغة العربية، في هذا الصرح الذي سيكون مثاليا وعلى أعلى المستويات الطبية والتقنية".

وأكد حرص بلاده على سرعة إتمام المشروع وعلى تشكيل لجنة إشراف برئاسة وزير الخارجية والصحة الفلسطينيين، مع السفير الفنزويلي لإتمام المشروع في أسرع وقت.

وتمنى أن يتحقق للشعب الفلسطيني الحرية والعدل وأن يقيم دولته المستقلة، التي كانت دائما في قلب الرئيس الراحل تشافيز، الذي رسخ حب فلسطين في قلب كل أميركا اللاتينية .

بدوره، قال وزير الصحة جواد عواد إن هذا الحدث التاريخي والمتمثل ببناء أول مستشفى تخصصي للعيون، هي ليست اولى مبادرات السيد الرئيس الذي يقدم دائما على المشاريع ذات الرؤية الوطنية، لتوطين الخدمات الصحية حتى ينعم بها شعبنا وترتقي بها مؤسساتنا الوطنية.

وأضاف ان الدعم الممنوح من قبلكم يا سيادة الرئيس ومن قبل رئيس الوزراء رامي الحمد الله هو سر نجاحنا في وزارة الصحة، مشيرا إلى أن مستشفى تشافيز للعيون سيعمل على توفير أفضل الخدمات الصحية وتحسين الخدمات المقدمة، لتكون الأفضل عالميا.

وأكد عواد أن استكمال مثل هذه المشاريع سيعمل على تخفيض التحويلات الخارجية وتوفير المال المستنفذ، وتوظيفه في تحقيق أفضل الخدمات المقدمة محليا ووطنيا، وتسهيل الخدمات لشعبنا على أساس تكامل الأدوار، مشيرا إلى أن الوضع الصحي في فلسطين قد تحسن كثيرا بفضل الدعم المقدم من القيادة والحكومة، فاستطعنا توفير الخدمات الطبية في المناطق النائية والبعيدة.

بدوره، قال رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" محمد اشتية، إن هذا المشروع الجديد والمتميز هو لبنة في استكمال بناء المؤسسات، لإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا الذي يريد الاستمرار في استيطانية.

وأضاف أن هذا المشروع المتمثل بمستشفى العيون، سيتبعه مشاريع أخرى كثيرة للاستفادة من مياهنا ومن أرضنا وكهربائنا، لنكون على أتم الجاهزية في كل المجالات لهذا الشعب الاكثر تعلما في المنطقة، وهو ما سيحسم الصراع لصالحنا في أرضنا.

وتابع إن هذا المشروع هو المشروع رقم 5113 الذي تتمه بكدار في عهدكم وبتوجيهاتكم في مجالات البنية التحية والفوقية، وهو مشروع يكتسب أهميته بأنه خارج المدينة في إطار تنمية الريف، وأنه متخصص للعيون، وفي هذا الموقع وهذه البلدة التي شهدت ارتقاء الكثير من الشهداء والذين كان آخرهم الشهيد زياد أبو عين.

وأشار إلى أن المشروع يقام على أرض مساحتها 15 دونما، تبرعت دولة فنزويلا بمبلغ 15 مليون دولار أميركي لبنائه وتجهيزه بكامل الاحتياجات، وبمساحة 8100 متر مربع موزعة على أربعة طوابق.

وقال رئيس بلدية ترمسعيا ربحي أبو الهموم، نحن فخورون جدا بان يفتتح هذا الصرح الطبي الكبير، اليوم، ليعالج ويداوي كل أبناء الوطن، الذي هو جزء بسيط من عمل القيادة الفلسطينية بانتزاع اعتراف العالم بدولة فلسطين، في ظل هجوم الاحتلال على المشروع الوطني.

وأضاف أن الكل الفلسطيني ملتف حول جهودكم يا سيادة الرئيس ومساعيكم لإحقاق حقوق شعبنا.

وشكر أبو الهموم فنزويلا شعبا وقيادة على دعمهم المستمر والمتواصل لنضال شعبنا في إقامة دولته وإحقاق حقوقه المشروعة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد