على الرغم من التعزية التي أبرقها الرئيس التركي طيب رجب إردوغان للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، إثر انفجار إسطنبول وقتل خلاله 3 إسرائيليين، وقال فيها إن "هذا الهجوم الشرس أثبت مجدداً أن على المجتمع الدولي التوحد في الصّراع ضد الإرهاب الذي يهدد الإنسانية كلها، كما ويهدد قيمنا الأساسية".

إلا أن الصحافة الاسرائيلية هاجمت إردوغان وحملته مسؤولية العمليات الإرهابية التي ضربت تركيا. وكما هو معروف عن الصحافيين الاسرائيليين انهم يتلقوا معلوماتهم من الجيش الاسرائيلي والاجهزة الامنية التي تلقنهم المعلومات باستمرار، ومقاربة بعضهم ما يجري في تركيا خاصة التفجيرات التي قام بها أكراد بالعمليات الفدائية التي نفذها الفلسطينيين في انتفاضة الاقصى، ولم تنته الا بعد الانفصال عن قطاع غزة واجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين، وكان المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أفضت لحل سياسي، وفي إشارة الى تفضيل إردوغان الحل الامني بدل السياسي مع الأكراد. الكيس فيشمان قال ان أردوغان "زرع ريحا وحصد عاصفة"، وسماحه لعبور عناصر من داعش لتركيا ومن ثم لسورية وخروجهم الى أوروبا، واستبعد فيشمان أن تؤدي الاعتداءات الإرهابية في أنقرة واسطنبول إلى تعاون بين تركيا وإسرائيل، واضاف، فإنه "طالما يرأس أجهزة الاستخبارات في تركيا جهات مؤيدة لإيران، وطالما أن سياسة الحكومة حيال تعاون مع إسرائيل هي سياسة معادية لإسرائيل فإنه ليس ثمة ما يمكن التحدث عنه".

اسرائيل ترى في تركيا الدولة السنية الكبيرة والمؤثرة في المنطقة العربية، وتقول عن إردوغان أنه السلطان العثماني الإخواني وهو يدافع عن حماس في غزة لأنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليها إردوغان.

وفي الوقت ذاته يعادي مصر الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، ويدير حوار مع اسرائيل لعودة العلاقات معها، ولم تتضح بعد معالم التوصل الى اتفاق جدي برغم التصريحات الإسرائيلية بان المفاوضات قطعت شوطا طويلا.

إسرائيل تتناول هذا الملف مع تركيا بهدوء مع انها بحاجة لها كما ان اسرائيل تعتبر نفسها وكأنها دولة سنية مسلمة وعضو أصيل في التحالف السني الاسلامي العربي ضد الإرهاب الذي كان حزب الله أول ضحاياه، وهذا أسعد إسرائيل التي تريد من تركيا السنية أن تقلص من علاقتها بحركة حماس، وربما قبول حماس وتركيا بان تكونا ضمن التحالف السني الجديد حسب مصالح إسرائيل، خاصة وأن حماس تعيش أوضاعا صعبة والحصار يضرب اطنابه من جميع الجهات.

كما هو مطلوب من تركيا أن تبقى دولة سنية خالصة لا علاقة لها بإيران او حتى بحماس المطلوب تهذيبها وجلبها لبيت الطاعة العربي السعودي وهذا مرتبط ربما بزيارتها لمصر لتحسين علاقتها بعا ومطلوب منها أن تكون ضمن التحالف السني حسب الشروط الجديدة في المنطقة وإسرائيل جزء أصيل منها وفي وضعها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد