129-TRIAL- في إسرائيل المعركة ليست في الميدان فقط إنما المعركة على الصورة، الكل في إسرائيل تجند للحرب على غزة ، هناك إجماع صهيوني ومن يخالف هذا الإجماع فهو خائن ويتم مقاطعته، و الإعلام الاسرائيلي هو رأس الحربة في العدوان على غزة، ويشعر المستمع أو المشاهد بالتقزز والإجرام الذي يسيطر على غالبية الصحافيين الإسرائيليين الذين يتحدثون وكأنهم يقودون الدبابات ويطلقون النار على الرؤوس.
و ما تقوم به اسرائيل هو القتل وكل المفاجآت التي قدمتها هي استهداف الناس، و كل ما يروج له الاعلام الاسرائيلي عن إنجازات قام بها الجيش في العملية البرية هي لإرضاء الإسرائيليين، والقول انهم حققوا الكثير في تدمير الانفاق سواء ما أعلن عنه اليوم من مفاجئة عن مشروع قائم من ثلاث سنوات لمحاربة الانفاق وتدميرها وقد أنجز الكثير في ذلك وساعد في الكشف عن الانفاق وسيكون بمثابة القبة الحديدية ووضعت له ميزانية مفتوحة.
ويركز الإعلام الحديث عن المئات من معتقلين من المقاومة من كتائب القسام و سرايا القدس و قتل ما بين ٣٠٠ الى ٥٠٠ من أفراد المقاومة، لذا هم نشروا صور المعتقلين وهم عراة حفاة بما فيه من اهانة لكرامة البشر و هو للدعاية والحرب النفسية ضد الفلسطينيين والمقاومة، بما في ذلك التحريض على خالد مشعل و الحديث عن اعتراض مكالمة هاتفية بين مشعل ومحمد الضيف، و عن الخلافات الدائرة بين حماس غزة التي تريد تهدئة وخالد مشعل الذي لا يريدها، والجهاد الاسلامي يريد تهدئة.
هذا ما يقدمه الاعلام الاسرائيلي عن العدوان و الذي يؤيد العملية البرية في حدودها القائمة، وهي العمل على تدمير الانفاق الذي لم يحقق شيئ حتى الان. اسرائيل تسعى للتهدئة وتحاول القول انها أنجزت وهي مستمرة في العدوان ومع ذلك تقود المعركة على الصورة كي تثبت روايتها، وتحاول وضع شروطها وتحسينها للضغط على المقاومة. المقاومة هي التي قدمت المفاجآت وأرهقت الاحتلال وأدمت جيشه. اسرائيل لم تكتف بتنفيذ مذابح وجرائم ترتكبها منذ 18 يوماً على قطاع غزة، وحملات الكذب والتشويه والتعتيم الإعلامي على الجرائم التي نفذها جنودها من قتل للمدنيين، واستهداف المنازل والمنشآت الصناعية والزراعية والوزارات والمؤسسات الوطنية الفلسطينية.
فهي تقوم الآن وعبر وسائل الإعلام التابعة لها، وبعض وسائل الإعلام والصحافيين الأجانب المرتزقة الذين حضروا إلى غزة من أجل تغيير الصورة الحقيقية لهذه الدولة، وهذا هو الهدف، الذي يعملون من خلال توجيهات دولة القتل ووسائل الإعلام المؤيدة لها بتزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، وتشويه نضال المقاومة الفلسطينية باستغلال المدنيين الفلسطينيين باستخدامهم دروعاً بشرية في داخل منازلهم خوفا من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال، واستخدام المنازل والأحياء السكنية في المقاومة، واستخدام سيارات الإسعاف في نقل عناصر من المقاومة والسلاح والمقاتلين من مكان إلى أخر، وذلك تحت تهديد السلاح، واستغلال المستشفيات كمخابئ.
مع أن معظم الصحافيين العالميين وممثلي مؤسسات حقوق الإنسان الدولية المتواجدين في القطاع لتوثيق تلك الجرائم، ووصلوا إلى قطاع غزة لتغطية المذبحة وآثار الدمار والخراب الذي حل بالقطاع، كذبوا تلك الرواية ولم يستغربوا تلك الأخبار.
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد فقد ادعت أيضا بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والمؤسسات الإسرائيلية التي تراقب ما تنشره وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة بحدوث تلك الأمور، والقيام بدحض الروايات الفلسطينية حول أعمال قوات الجيش لنفي التهم الموجهة للجنود الإسرائيليين بارتكابهم جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين.
دولة الاحتلال تقوم ينشر الأكاذيب من أجل تغيير الصورة عن الجرائم التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين، ومن أجل الدفاع عن جنودها بعد الاستعدادات التي تقوم بها جهات حقوقية فلسطينية وعربية ودولية من أجل رفع دعاوى قضائية ضد قادة دولة الاحتلال الذين أصدروا أوامر بشن العدوان على غزة وتنفيذ جرائم ضد الفلسطينيين، وبعد حملات التضامن الشعبية في العديد من دول العالم وحملات الاستنكار للجرائم التي نفذتها دولة الإرهاب.
وسائل الإعلام الإسرائيلية مجتمعة من صحافيين ومحللين وكتاب وشعراء وأدباء من ما يسموا يساريون ويمينيون تجندوا جميعا، باستثناء نفر قليل، من اجل دعم الجيش الإسرائيلي والوقوف خلفه في عدوانه على القطاع، وهم مستمرون في الدفاع عن العدوان وتبريره والتحريض ضد الفلسطينيين جميعا ولم يكتفوا بذلك، بل نفذوا الأوامر والتعليمات الصادرة عن الجيش بفرض رقابة ذاتية على أنفسهم من اجل إنجاح العدوان. 269

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد