الفلسطينيون يغيرون بعض عاداتهم لتفادي الاعدامات الميدانية

الاحتلال يعدم فلسطينيا

القدس / سوا / قُد سيارتك بحذر، وإذا أوقفتك الشرطة لا تجادل معها. إرتد ملابس خفيفة حتى لو كان الطقس باردا. لا تُخرج هاتفك المحمول من جيبك أبداً وفكر مرتين قبل أن تصيح "الله أكبر".

بالنسبة للفلسطينيين الذين يحاولون تفادي الاشتباه في ضلوعهم في موجة مستمرة منذ أشهر من الهجمات ضد الإسرائيليين فإن التغييرات البسيطة في مسلكهم قد تعني الفارق بين الموت والحياة.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول العام قتل 28 إسرائيليا ومواطنان أمريكيان طعنا أو بالرصاص أو دهسا بسيارات، في موجة المواجهات بين الفلسطينيين واسرائيل. ولا ينتمي معظم المهاجمين إلى جماعات فلسطينية نشطة لكنهم رجال ونساء عاديون معظمهم تقل اعمارهم عن 25 عاما.

ونتيجة لذلك فقد وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجوم قد ينفذه أي شخص تقريبا، ولا سيما في المناطق المتوترة حول المدينة القديمة في القدس.

ومنذ بدء الهبة الشعبية مطلع تشرين الاول استشد 190 فلسطينيا إما بأيدي الشرطة والجيش والمستوطنين الاسرائيليين، بينهم 124 تقول إسرائيل "إنهم مهاجمون أو يحتمل أن يكونوا مهاجمين".

وفي الوقت الذي يعيش فيه الإسرائيليون في توتر فإن كثيرا من الفلسطينيين في وضع مشابه، فهم لا يريدون أن يعتقد الإسرائيليون خطأ أنهم مهاجمون.

وقال فلسطيني يدعى سامي "الشرطة في كل مكان وتحرر مخالفات بشكل مكثف وقدر ما تستطيع ، ومن يتحدث مع الشرطة يمكن انهم يطخوه.. بدك تمشي بحذر وتسوق سيارتك بحذر."

وتقول قوات الاحتلال الإسرائيلي إنها "لا تتحرك إلا عندما يكون هناك سبب يدفعها لذلك". لكن الفلسطينيين يغيرون عاداتهم في جميع الأحوال.

وقال سامي " لما بيرن تلفوني، اذا كنت امشي قرب الجيش فانني امتنع عن مد يدي لأتناول تلفوني من جيبي للرد لانني اخاف من ان يقولوا بانه كان يريد ان يخرج سكينا او شيئا من جيبه".

ويقول البعض إنهم الآن يحملون هواتفهم المحمولة في جيوب قمصانهم حيث تكون على مرأى البصر. ويلجأ آخرون لارتداء ملابس خفيفة لتفادي اجتذاب أنظار الشرطة الإسرائيلية التي تفتش عن أشخاص يحملون أسلحة. وينأى الناس بأنفسهم عن أفراد الجيش.

وقال محمد (36 عاما) وهو بائع في منطقة باب العامود بالبلدة القديمة من القدس "الحذر كثير .. الحياة أهم من كل المخالفات. صار الواحد لو الدنيا برد ما يلبس كثير ملابس لأنهم بدهم يوقفوك ويقولولك ارفع ملابسك ويفتشوك قدام الناس وفي كاميرات بتصور."

ويقف كثير من الفلسطينيين بعيدا عن الإسرائيليين في مناطق عبور الطرق.

وهناك حالة من التربص باحتمال خلط الهويات أو الدوافع حتى بالكلام.

واتهمت إسرائيل الفلسطينية إسراء جعابيص (31 عاما) بإشعال قنبلة غاز في سيارتها بعد أن أوقفتها الشرطة في الضفة الغربية في أكتوبر تشرين الأول.

واستندت التهم التي وجهت لها إلى أسباب منها ما رواه شرطي من أنها صاحت "الله أكبر".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد