على اثر كشف صحيفة هآرتس ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية تديران مفاوضات سرية بدأت الشهر الماضي ولا تزال مستمرة حول تسليم السلطة المسؤولية الأمنية بشكل تدريجي تبدا بالمدن الكبيرة كـ "اريحا رام الله " على غرار " غزة اريحا" او ما يسمى المناطق أ.

في اسرائيل يثار جدل من بعض وزراء الحكومة ورفضوا أي مفاوضات او تنازل اسرائيلي للفلسطينيين حتى لو كان امني، وفي الساحة الفلسطينية كالعادة المفاجأة والصمت ولم يصدر أي تعليق الفصائل او حتى منظمة التحرير.

الحديث المعلن حسب هآرتس ولم تنفيه السلطة هو البحث في أفق سياسي والعودة الى مبادئ اوسلو المتعلقة بالسيطرة الامنية الاسرائيلية على المدن الفلسطينية بعد اجتياحها في عملية السور الواقي 2002. وما تبحث عنه اسرائيل هو الاستقرار الامني وكعادة السلطة التفاوض في القنوات السرية والبحث عن استقرار امني برائحة سياسية، والحقيقة بدون تجميل هو أمني بحت، وخشية اسرائيل كما تدعي بعض اوساطها التملص من الخطوات الدولية التي تحضر لها فرنسا من خلال مبادرتها والمؤتمر الدولي المزعوم التي تروج له السلطة ولا تقدم شيء جديد عن سابقاتها من مبادرات وفشل السلطة في مشروعها في العام 2014 الذي قدمته لمجلس الامن ورفض امريكا لها.

البحث يتركز من وجهة نظر اسرائيل لوقف الهبة وانقاذ اسرائيل من ازمتها السياسية والامنية الداخلية وفشلها في وقف الهبة او مواجهتها بشكل يحد من تصاعدها. والحقيقة أيضا ان السلطة تبحث في انقاذ نفسها من ازمتها، صحيح انها رفضت العرض الاسرائيلي كما تدعي هآرتس، لكن هي موافقة من حيث المبدأ للبحث والتفاوض الامني وفي القنوات السرية والعودة الى اوسلو سبب البلاء الذي نحن فيه الان.

فالسلطة لم تتحرر بعد من عقدة المفاوضات سواء العلنية او السرية، والتنسيق الامني والتعاون الامني والحفاظ على مصالح الطبقة السياسية المتنفذة فيها وتبحث منفردة من دون اجماع وطني فلسطيني. العرض الاسرائيلي يتلخص في تسليم الاجهزة الامنية المسؤولية الامنية في بعض المدن واشترطت ان تقى لها بعض من المسؤولية الامنية فيما يسمى "قنبلة موقوتة".

وبالرجوع لمبادئ اوسلو كانت قوات الجيش الاسرائيلي تدخل الاراضي الفلسطينية تحت مسمى "المطاردة الساخنة" الان ستصبح المصطلح "قنبلة موقوتة"، مع بعض التعديلات في الاوامر وطبيعة ومسمى "القنبلة الموقوتة"، ما يعني ان الحل امني مؤقت وتنكر اسرائيل لحقوق الفلسطينيين، وبرغم عدم التوصل لتفاهم نهائي الا ان المشكلة قائمة لدى السلطة وتعاطيها مع الحلول الفردية وهروبها من الاستحقاق الوطني وما نعيشه من ازمات وتغول الاحتلال.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد