هل تنجح زيارة وفد حماس لمصر بكسر جمود العلاقات الثنائية؟
غزة / خاص سوا/ يبدو أن شيئاً جديداً طرأ على العلاقة المصرية الحمساوية، لا سيما مع سفر وفد من قيادة حماس إلى القاهرة يوم أمس السبت؛ للقاء رئيس المخابرات المصري وبحث العلاقات الثنائية بين الطرفين، وتطورات القضية الفلسطينية وملفات غزة، خاصةً ملف معبر رفح ، وفق ما صرح به المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري.
وتسعى حركة حماس في الآونة الأخيرة إلى تحسين علاقتها مع مصر بعد سنوات القطيعة وحالة الجفاء التي سادت عقب الاطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي.
ومن الواضح أن الحركة أدركت مؤخراً أن المخرج الوحيد من الأزمات التي تعصف في قطاع غزة هو تحسين العلاقة مع الجانب المصري، خاص مع تزايد الحصار الاسرائيلي على القطاع وفشل تحقيق أي اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية .
وكانت حماس قد أعلنت في وقت سابق أن اتصالات تجري بينها وبين مصر لجسر الهوة وإعادة العلاقة مجدداً، إلا أن اتهام وزير الداخلية المصري للحركة بالضلوع في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، فجرت تلك الجهود وأعادت الأمور إلى نقطة الصفر.
لكن من اللافت أن تغيراً قد حدث؛ بعد سفر وفد حماس إلى القاهرة ولقائه بمسؤولين مصريين، ما يدفع إلى التساؤل عن مدى إمكانية أن ينجح الوفد في تحسن العلاقة وعودتها بين الجانبين؟.
وتوقع الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن يتمخض عن هذا اللقاء نتائج "ايجابية"، سيما وأن حركة حماس باتت تدرك ما الذي تريده مصر منها، ولم يعد هناك أي مخرج أمامها سوى تحسين العلاقة مع الأخيرة، وفق قوله.
وأوضح عوكل في حديثه لوكالة "سوا" الإخبارية أن هناك أهداف سياسية للزيارة ولن تقتصر على تبرئة حركة حماس نفسها من الاتهامات المصرية الأخيرة لها.
وعلى خلاف سابقه، فإن الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، يرى أن هناك صعوبات كبيرة أمام عودة العلاقة بين الجانبين، خاصة بعد الاتهامات الأخيرة لحماس باغتيال النائب العام المصري.
وتوقع عبدو في حديثه لـ"سوا" أن يكون الهدف من الزيارة تحذير حركة حماس واطلاعها على الأدلة والإثباتات التي تستند إليها مصر لإدانة الحركة، آملاً في الوقت ذاته أن يكون لهذه الزيارة جانبا إيجابيا على كل الملفات الفلسطينية المرتبطة بمصر كملف المصالحة و فتح المعبر وصولاً لتحسين العلاقة.
وقال " نامل أن تكون الزيارة فاتحة خير للعلاقات بين حركة حماس ومصر ولكن هناك كثير من المحاذير تدفعنا لعدم التفاؤل ورفع سقف التوقعات في العلاقة بين الجانبين والسبب هي الاتهامات المصرية للحركة مؤخراً".
وبالعودة إلى عوكل فإنه يرى أنه من الممكن أن تبدي حركة حماس مرونة في التعامل مع مصر في ظل انغلاق الأفق أمامها، ومع ادراكها أنه ما زال لدى مصر أوراق قوة ممكن أن تضغط عليها من خلالها، لا سيما بعد قرار وزراء الخارجية العرب اعتبار حزب الله جماعة ارهابية.
وفي النهاية، فإن الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عما ستتمخض عنه تلك الزيارة، سواء بتحسن العلاقة أو بقاء حالة القطيعة.