تل أبيب: حماس والجهاد يُطوّران وسائلهما لاختطاف الجنود

حماس والجهاد

القدس / سوا / لم يتورّع الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) عن استخدام الأساليب المُبتكرة لاغتيال الشخصيات الفلسطينيّة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قام الموساد باغتيال الشهيد وديع حداد، من مؤسسي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، عن طريق إرسال شوكولاته له إلى بغداد، عن طريق أحد العملاء، والتي أدخلوا إليها مادّة سامّة قاتلة، وبعد أنْ تناولها أُصيب بمرض غريب، ومات في ألمانيا الشرقيّة، عام 1978 حيث اعتقد الأطبّاء أنّه تُوفيّ جراء إصابته بمرض السرطان، حتى جاء الموساد قبل عقدٍ من الزمن واعترف بقصةٍ اغتياله.

واليوم، بحسب المصادر في تل أبيب، كما جاء في موقع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، فإنّ التنظيمات الـ”إرهابيّة” في قطاع غزة تُواصل التخطيط لاختطاف الجنود بأساليب لم نشهدها من قبل: استخدام المواد المخدرة، والتعاون مع مواطنين إسرائيليين من سكان البلدات البدوية، وغيرها. ونُقل عن مسؤول أمنيّ رفيع في تل أبيب قوله إنّ أساليب التنظيمات الإرهابية في غزة، وسيما حماس ، ما تزال تتطور.

كما زعمت المصادر عينها أنّه في السنوات الأخيرة، شكّل رجال حماس والجهاد الإسلاميّ عشرات الخلايا التي وصفتها بالتخريبية العاملة في البلاد، وسيما من داخل السجون الأمنية، وكذلك في داخل غزة، خلايا هدفها الأساسيّ هو خطف الجنود، وهذه الخلايا بدورها خططت للقيام باختطاف الجنود بأساليب أكثر تطورًا بهدف إطلاق سراح الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أوردت المصادر أنّه في الأسبوع المُنصرم كُشف أنّه وقبل عامين جندّ التنظيم إلى صفوفه سامي أحمد حبيب، وهو شاب غزي في الـ 31 من عمره، يقيم في أوكرانيا في السنوات الأخيرة، ويدير هناك سلسلة من المطاعم، سالم شقيق الشاب حبيب هو ناشط معروف في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكريّ لحماس، حبيب تلقى أمرًا بتجنيد فتاة إغراء أوكرانية تسافر إلى إسرائيل وتغري جنديًا إسرائيليًا ليسافر معها إلى طابا أوْ سيناء، وهناك ينتظر رجال الذراع العسكري ويختطفون الجندي إلى داخل غزة.

خيار آخر مطروح على الطاولة، أكّدت المصادر في تل أبيب، هو أنْ تُغري فتاة الهوى الجندي الإسرائيليّ ليعيش معها حكاية عشق وتطير معه إلى أوكرانيا، وهناك يُختطف أوْ يُقتل لداعي التفاوض على إطلاق سراح الأسرى، وفي النهاية أفشل المخطط عندما وصل حبيب قبل حوالي شهر ونصف إلى معبر اللنبي، لكي يتلقّى تأشيرة الدخول إلى إسرائيل بهدف زيارة أمه المريضة في غزة، وتبينّ أنّ الوثائق كانت مزيفة، وألقى “الشاباك” القبض على حبيب، واعترف أثناء التحقيق معه بالتهم المنسوبة إليه، وفي نهاية الأسبوع المنصرم قدمت نيابة لواء الجنوب بحقّه لائحة اتهام خطيرة جدًا.

وتابعت المصادر إنّ أكثر من مائة “مخرب”، نشطاء في حماس والجهاد الإسلاميّ ومواطنين إسرائيليين اعتقلهم “الشاباك” في السنوات الأخيرة، ولكن من ظنوا أنّ هذا الأمر يحبطهم فهو مخطئ، فقد اتضح أنّهم يطورون أساليبهم لاختطاف الجنود.

وقال مسؤول أمنيّ إسرائيليّ كبير إنّ أساليب التنظيمات الـ”إرهابية” في غزة، وسيما أساليب حماس في التخطيط لاختطاف الجنود تتطور يومًا بعد يوم، ومنذ إطلاق سراح الجنديّ الإسرائيليّ، غلعاد شاليط هناك ارتفاع في عدد محاولات القيام باختطاف جنود، وأضاف: يعلمون أنّ هذا الجندي المختطف هو ورقة مساومة مهمة لتحرير الأسرى من السجون، أمّا نحن فقبضتنا على الزناد، على حدّ تعبيره. وتابع: حماس والجهاد الإسلامي ليس لديهما ما يخسرانه، هناك ضغط كبير على قادة هذين التنظيمين من قبل عائلات الأسرى للقيام بما يؤدي إلى إطلاق سراحهم، وسيما أولئك الذين تأخروا ولم يطلق سراحهم إلى اليوم، ولذا فهما سيستمران في تشكيل خلايا وتخطيط الاختطاف، ولن يكلوا حتى ينجحوا، حسب ما ذكر.

وقالت المصادر نفسها أيضًا إنّ مسؤولين في حركة الجهاد الإسلاميّ، أجروا قبل عدة أشهر اتصالًا مع عدد من سكان البلدة البدوية تل السبع في النقب،شقيقتا القياديّ في حماس، إسماعيل هنية تقطنان في البلدة، وفي الوقت الذي قامت هاتين بزيارة عائلية إلى غزة، اقترح رجال حماس على مواطنين من تل السبع أنْ يختطفوا جنودًا لقاء 150 ألف شيكل، لكنّ تحقيقات “الشاباك” قادت إلى اعتقالهم، قالت المصادر.

وفي خلية أخرى شكلتها حماس قبل عام ونيف، تجند مقاول من الخليل ومواطن من البلدة البدوية تل السبع، وتلقوا أمرًا بنصب كمين لبعض الجنود عن طريق محطات الحافلات القريبة من القواعد العسكريّة في النقب، وتعقب جندي منفرد وعرض توصيلة مجانية عليه ومن ثم اختطافه. وفي حالة أخرى شكلت خلية “مخدرين” كان فيها أعضاء من عناصر حماس والجهاد الإسلامي، وكان هدفها اجتياز الحدود من غزة إلى إسرائيل وتعقب الجنود الذين يشاركون في الدوريات وحقنهم بعقار مخدر في الوريد وتهريبهم إلى داخل القطاع من خلال أنفاق تحت الجدار الفاصل، لكنّ الخلية اعتقلت وبالتالي تمّ إحباط عملية الأسر، أكّدت المصادر.

يُشار إلى أنّ حركة حماس كانت قد أصدرت لعناصرها كُتيبًا خاصًّا يشمل تعليمات حول كيفية التصرّف قبل وخلال وبعد عملية أسر الجنود الإسرائيليين، ويشمل الكُتيب تعليمات واضحة للعناصر للتملّص من قوات الأمن الإسرائيليّة بعد إتمام عملية الأسر والهرب من المكان لإخفاء الجنديّ المأسور في مكانٍ لا تصل إليه القوّات الأمنيّة الإسرائيليّة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد