حماس ومصر .. اتصالات دافئة قد تذيب الجليد بينهما

الحدود المصرية مع قطاع غزة

غزة / خاص سوا/ يبدو أن الجليد المتجمد حول العلاقة بين حركة ( حماس ) ومصر بدأ بالذوبان فعلياً، في ظل الحديث عن اتصالات "دافئة" جرت خلال الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة بين الجانبين.

وأكد ذلك عضو المكتب السياسي لحركة حماس زيادة الظاظا، في تصريح لوكالة "سوا" الاخبارية قبل أيام، مشدداً على سعي حركته لتحسين العلاقة مع مصر وكل الدول العربية، على أساس مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي لتلك الدول.

وترى "حماس" في تحسن علاقتها مع مصر انعكاساً إيجابياً وكبيراً على تغيير الواقع الانساني الصعب في قطاع غزة، والذي بدأ ينحدر نحو الهاوية، سيما مع بقاء الحصار الاسرائيلي المفروض منذ عقد، وإغلاق جميع معابر القطاع.

لكن الحركة ترفض الخوض في تفاصيل ما يدور بينها وبين القاهرة مكتفية، بالإشارة لوجود اتصالات "دافئة" فقط، حيث أشار الظاظا إلى أن إرسال وفد من حركته لمصر، سابق لأوانه في الوقت الراهن.

ما سبق دفع وكالة "سوا" الاخبارية إلى البحث في ما وراء الاتصالات التي تجري بين الجانبين – حماس ومصر- ومحاولة الإجابة على سؤال مصير تلك العلاقة ومستقبلها؟.

ومن المهم ذكره أن مصر تعتبر الراعي الرئيس لملف المصالحة الفلسطينية ، واستضافت عدة لقاءات بين حركتي فتح وحماس، كما لعبت دورا أساسيا في رعاية صفقة تبادل الأسرى بين حماس واسرائيل عام 2011، إلى جانب رعايتها اتفاقات وقف اطلاق النار على مدار السنوات الماضية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن تطور الأحداث دفع حركة حماس لإدراك أهمية مصر التاريخية وقيمتها الاستراتيجية بغض النظر عن النظام الحاكم فيها.

وأكد أبو شمالة في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، أن تغير الخطاب السياسي للحركة أملته الظروف والمعطيات على الارض، لاسيما مع بقاء الحصار الاسرائيلي على غزة الذي أثبت أن مصر تمتلك أوراق قوية مؤثرة على الساحة الفلسطينية ككل وتحديداً قطاع غزة.

واستبعد أبو شمالة عودة العلاقات بين الجانبين كعهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، معتبراً إياها مرحلة "استثنائية" مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عودة العلاقة ستكون كما كانت في عهد الرئيس المصري حسني مبارك، "ولن تتعدى أكثر من ذلك"، وفق قوله.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن التعامل مع مصر يأخذ طابع الاتصالات مع الأجهزة الأمنية منذ وقت طويل، لافتاً إلى أن آلية التعامل تلك قائمة منذ عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث أودعت السلطات المصرية العهدة لجهاز المخابرات.

وأشار عوكل لـ "سوا" إلى أن أي تطور في العلاقة مع مصر سيُبنى على تقديرات الأجهزة الأمنية المصرية، مبيناً أن الاتصالات مع الأجهزة ستبقى لفترة طويلة، قبل الانتقال للمستوى السياسي.

وقال إن تصريحات حركة حماس المتلاحقة بشأن العلاقة مع مصر تؤكد أن مصر الراعي الاساسي للمصالحة وان دورها مركزي بالمنطقة، وهو ما دفع الأولى لتحسين العلاقة معها.

وعن تأثير تحسن العلاقة على قطاع غزة، أوضح عوكل أن تحسنها يعني حل أزمة معبر رفح وملف المصالحة وتفكيك جميع الأزمات في القطاع.

وبالعودة إلى أبو شمالة فإنه يتفق مع عوكل في هذه النقطة مؤكداً أن تحسن العلاقة ينهي أزمة معبر رفح ويحمي قطاع غزة من التهديدات الخارجية.

ولفت إلى أنه من مصلحة مصر استقرار غزة، وعدم فقدان الورقة الفلسطينية المتمثلة بملف المصالحة، إلى جانب منع تركيا من الدخول على خط فك الحصار والاستئثار بمنافع القطاع كلها عبر الميناء، واستثناء مصر من ذلك.

وأشار أبو شمالة إلى أن جميع الاعتبارات السابقة تصب في مصلحة حركة حماس، وتدفع الحكومة المصرية للتحرك لإيجاد شكل من العلاقة والتفاهم والتقارب يضمن لمصر مصالحها ولا يعطي لحركة حماس امتيازات خارجة عن المعقول، وفق قوله.

وأخيراً لا يمكن الجزم أن العلاقة بين حركة حماس ومصر تحسنت بشكل كبير إلا عند رؤية نتائج الاتصالات التي سيبقى يحيطها الدفىء في الوقت الراهن.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد