شغلتنا السياسة والساسة والاحتلال والدُنيا وأخبارهُا، عن أمرٍ وخطب جلل، هو أقرب لنا من حبل الوريد؛ لقد تحسست وعشت سكرات الموت، وذهبت عني الفكرة وسكنت في قلبي العبرة، وجاءت السكرة؛ هي دقائق معدودة ولحظة حقيقة عشتها وعايشتُ وقائعها بنفسي وأحداثها عرفتُ معني سكرات الموت؛ وكان ذلك منذُ كنت صغيرًا وأنا أسبح على شاطئ بحر مخيم الشاطئ ب غزة ، ,انا ابن عشر سنين؛ حيث أخذتني دوامة لفت بي مسرعةً كالبرق الخاطف جعلتني أغرق ثم أغرق وأحتسي ماء البحر المالح وشعرتُ بسكرات الموت تحلقُ فوق رأسي بل شعرتُ بأن الروح بلغت منى التراقِّ وظننتُ أنها ساعة الفراق، واقتربت روحي من الفراق للجسد، ليلتف الساقُ بالساق؛ وقتها السؤال إلي أين ترتقون بروحي؟ إلي ربك يومئذٍ المساق  وقد كتبت لي الحياة في ذلك اليوم حينما أخرجني بعض الناس وانقذوني من الغرق؛ ولقد شعرت في هذه الأيام مرتين بسكرات الموت مرفرفة فوق رأسي وشعرت بدقات وضربات قلبي ترتفع وتزداد خفقانًا وبضيقٍ في النفسِ؛ تسلحتُ ليلتها بقراءة القرآن؛ وعلمت أن الدنيا كلُ من عليها فان ويبقي وجه ربط ذو الجلال والإكرام؛ واننا سنرحل عنا؛ وأن الانسان بضعةُ أيام كلما ذهب يومٌ كلما انقضي بِّضعٌ منك؛ وعلمت علم اليقين بأن الدنيا لو تدوم لأهلها لكان سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حيًا وباقيًا؛ ولكنها تفني ويفني نعيمُها، وتبقي الذنوبُ والخطايا كما هي!!!. وأن مردنا كما خرجنا أول مرةً من التراب نعود لأصلنا إلي التراب ولن يُخلد أحد فيها. "قُل إن الموت الذي تفرون منهُ فإنهُ ملاقيكم" ولقد كثر موت الفجأة وهو من علامات اقتراب الساعة والناس في غفلةٍ معرضون؛ وللموت لحظة تخرج فيها الروح، وهي من أشد اللحظات التي يمر بها الإنسان، وتسمى بسكرات الموت وهي لحظة خروج الروح من الإنسان، فمن دونها يصبح الإنسان جسدا غير قابل للعمل ولا فائدة منه، فيشعر الإنسان في تلك اللحظة بألم يهد الجبال، وتذوب أمامه الشم الثقال، إنه ألم مفارقة الدنيا والذهاب الى الحياة الأخرى، حياة البرزخ هناك حيث حياة الظلمة والوحشة والخوف، حياة القبر عندما يوارى الإنسان بالتراب. ولقد قال تعالى في كتابه الكريم عن الموت: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" فسكرة الموت هي من أشد العواقب التي يواجهها الإنسان قبل رحيله عن هذه الدنيا، فهي تحمل الكثير من الآلام والمواجع التي تلف الإنسان من كل جانب ومن كل مكان، فمن جهة يشعر الإنسان بالمرض والذي قد يكون السبب في موته، ومن جهة أخرى يشعر الإنسان بالضعف وقلة الحيلة وعدم القدرة على التحرك بسبب هذا الألم الشديد الذي يتملكه، ومن جهة أخرى يشعر الإنسان بصعوبة بالغة جدا في نطق الكلمات وإخراجها من الفم، وحتى أنه من جهة أخرى يواجه حزن الأهل والأحبة والأصدقاء وبكائهم عليه مما يزيد من حالته سوءا ويزيده خوفا وهلعا، ومن جهة أخرى يواجهه ألم مفارقة المال الذي تعب في سبيل جمعه في الدنيا، وكذلك يحزن لفراق بيته الذي ما بناه بالسهولة، ويواجهه ألم مفارقة كل شيء قد تعب من أجله لأنه سيتركه الآن، فهذا يسبب له الألم الشديد الذي يهد الجبال وتذوب منه الشم الثقال. ويمر الإنسان بتلك المرحلة وهي مرحلة سكرات الموت بأصعب وأقسى المراحل فيكشف الغطاء عن بصره كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد"، فيرى الإنسان حوله ملائكة الرحمة وملائكة العذاب يتناقشون في حاله، فنظره إليهم وهو ينتظر من الحكم وكيف سيكون ذلك هل سيكون من أهل الرحمة فتقبضه ملائكة الرحمة، أم أنه سيكون والعياذ بالله من أهل النار فتقبضه ملائكة العذاب بكل قسوة. أما عن الأمور التي قد تخفف سكرات الموت عن الإنسان المسلم فهي صلته لقرابته ورحمه، وبره بوالديه، كما قال صلى الله عليه وسلـم: " من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابـته وصـولاً وبوالـديه بـارًا، فإذا كان كذلـك هون الله عليه سكرات الـموت ولم يصـبه في حيـاته فقـر أبدًا".  إن سكرة الموت شديده وموجعه جدا على الكفار الذين نسوا ربهم والذين عصوه وظلوا الطريق المستقيم فكانوا يزنون ويسكرون ويأكلون ما حرم الله من الربى ومال اليتيم والمسكين ولا يحج ولا يزكي ولا يصوم ولا يصلي ولا حتي يعرف من ربه فيشرك بعباده الله وينسى أن الله هو ربي وربكم أجمعين فهذه الدنيا هي دار العبادة والطاعة وتكون سكره الموت علي المؤمنين الاتقياء سهله ويسيره لانهم عرفوا ربهم وأطاعوه فيكافئهم الله بجنات النعيم وتشتد سكره الموت على بعض المؤمنين في بعض الحالات وذلك ليكفر الله ذنوبهم ويغفر سيئاتهم ولرفع درجاتهم وعلى ذلك فكل من يموت يناله من سكرات الموت وآلامها ما قدره الله تعالى عليه أن الأغلب خفتها على المؤمنين وشدتها على الكفار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه في سهولة خروج نفس المؤمن وصعوبة خروج نفس الكافر: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا فيستفتحون له في فتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوا عبدي إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ; فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ; وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ {لاتُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ.. فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا فتعاد روحه في جسده ; ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فيقولان له ما دينك؟ فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر؟ فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة . رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني صحيح الجامع؛ ومن أعراض اقتراب لحظة الموت هناك مجموعة من التغيرات الفيزيائية التي تحدث للإنسان قبيل الموت، وهي برودة أطراف الجسم، الإحساس بالنعس وفقدان الوعي، ولا يكاد يميز بين الأشياء، وبسبب قلة الأكسجين والدم الواصل إلى الدماغ فإن الإنسان يصبح مشوشاً ويمر بحالة من الهذيان، يصبح ابتلاع اللعاب أكثر صعوبة، يتباطأ التنفس... هبوط الضغط يؤدي إلى فقدان الوعي.. يشعر المرء بالتعب والإعياء؛ فسكرات الموت قريبة لكل إنسان فهل فكرت يا ابن ادم ان الموت كل يوم يناديك ان الموت قريب سيحل أجله هل جهزت شيئا لرؤيه وجه ربك العزيز الرحيم الذي إن تُبت يغفر الذنوب حتى لو بلغت عنان؛ ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم، سكرات الموت في أكثر من آية، منها: قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ [ الأنعام: 93]. قال الطبري في تفسير هذه الآية: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولو ترى يا محمد حين يغمر الموت بسكراته هؤلاء الظالمين...، فتعاينهم وقد غشيتهم سكرات الموت، ونزل بهم أمر الله، وحان فناء آجالهم...، والغمرات جمع غمرة، وغمرة كل شيء كثرته ومعظمه، ثم روى عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ. أنه قال: سكرات الموت؛ وفي  قوله تعالى: ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ ق: 19]. والمراد بسكرة الموت شدته وغمرته وغلبته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله، ومعنى (بالحق) أي من أمر الآخرة، فتبينه الإنسان حتى تثبته وعرفه، بمعنى أنه عند الموت يتضح له الحق، ويظهر له صدق ما جاءت به الرسل من الإخبار بالبعث، والوعد والوعيد، وقيل الحق هو الموت، فيكون المعنى: وجاءت سكرة الموت بحقيقة الموت، كما قرأ أبو بكر الصديق وابن مسعود؛ وفي قوله تعالى: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ الواقعة: 83-87] هذا دليل على سكرات الموت  (8) ؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: مهلاً إذا بلغت النفوس عند خروجها من أجسادكم، أيها الناس، حلاقيكم، ومن حضرهم منكم من أهليهم حينئذ إليهم ينظر، ونحن أقرب إليه بالعلم والقدرة والرؤية منكم، ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون، فلولا إن كنتم غير مربوبين ومملوكين وغير مجزيين ترجعون تلك النفوس التي بلغت الحلقوم عند سكرات الموت إلى مقرها الذي كانت فيه، إن كنتم صادقين بأنكم غير مربوبين ولا مجزيين، ولن ترجعونها فبطل زعمكم؛ قال ابن كثير ت774هـ في تفسير هذه الآيات: يقول تعالى فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ أي الروح الْحُلْقُومَ أي الحلق، وذلك حين الاحتضار، كما قال تعالى: كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ [القيامة: 26-30]؛ ولهذا قال هاهنا وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ أي: إلى المحتضر، وما يكابده من سكرات الموت وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ أي بملائكتنا وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ أي: ولكن لا ترونهم، كما قال تعالى في الآية الأخرى وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام: 61، 62]، وقوله تعالى: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول، ومقرها من الجسد، إن كنتم غير مدينين) وقد روى ابن كثير ت774هـ عن جماعة من السلف أن المراد بقوله تعالى وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا [ النازعات: 1، 2]: الملائكة حين تنْزع أرواح بني آدم، فمنهم من تؤخذ روحه بعسر، فتغرق في نزعها، ومنهم من تؤخذ روحه بسهولة، وكأنما حلته من نشاط   وقال ابن تيمية ت728هـ: (وأما وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا فهي الملائكة القابضة للأرواح، وهذا يتضمن الجزاء، وهو من أعظم المقسم عليه)  قوله تعالى كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ) دلت هذه الآية على سكرة الموت؛ فقوله كَلا إِذَا بَلَغَتِ أي النفس التَّرَاقِيَ فحشرج بها عند سكرات الموت، والتراقي جمع الترقوة، وهي العظام بين ثغرة النحر والعاتق، فدل ذلك على الإشراف على الموت، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ أي: قال من حضره هل من طبيب يرقيه ويداويه، فيشفيه برقيته أو دوائه، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ أي أيقن الذي بلغت روحه التراقي أنه مفارق الدنيا، حيث تتابعت عليه الشدائد، فلا يخرج من كرب إلا جاءه أشد منه، واجتمع فيه الحياة والموت، والتفت ساقاه ؛ ومن الأدلة على سكرات الموت من السنة والأثر فقد ثبتت أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أن للموت سكرات، ومن ذلك: ما أخرجه البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها: ((أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه رَكْوَة، أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قبض ومالت يده"؛ وعن أنس رضي الله عنه قال: ((لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة: وا كرب أباه، فقال لها: ليس على أبيك كرب بعد اليوم، فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة –رضي الله عنها- : يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب)، و عن عائشة رضي الله عنها قالت:((مات النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبداً بعد النبي صلى الله عليه وسلم)وعن عائشة رضي الله عنها قالت((ما أغبط أحداً بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ويقول أبو حامد الغزالي اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت بمجردها لكان جديراً بأن يتنغص عليه عيشه، ويتكدر عليه سروره ويفارقه سهوه وغفلته، وحقيقاً بأن يطول فيه فكره، ويعظم له استعداده، لا سيما وهو في كل نفس بصدده...، واعلم أن شدة الألم في سكرات الموت لا يعرفها بالحقيقة إلا من ذاقها، ومن لم يذقها فإنما يعرفها إما بالقياس إلى الآلام التي أدركها، وإما بالاستدلال بأحوال الناس في النَزع على شدة ما هم فيه؛ وأخرج ابن أبي الدنيا عن شداد ابن أوس رضي الله عنه قال: ((الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمنين، والموت أشد من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، وغلي في القدور، ولو أن الميت نُشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت، ما انتفعوا بعيش، ولا لذوا بنوم؛ ولقد كان عمرو بن العاص يقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه، فلما نزل به قال له ابنه عبد الله: يا أبتِ إنك كنت تقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه؟ فصف لنا الموت قال: يا بنيّ الموت أجل من أن يوصف، ولكن سأصف لك منه شيئاً، أجدني كأن على عنقي جبال رضوى، وأجدني كأن في جوفي الشوك، وأجدني كأن نفسي تخرج من ثقب إبرة؛ فكفى بالموت واعظاً وزاجراً عن المعاصي والشهوات لمن تذكره وتدبر فيه.

من منا يفكر بالموت وسكراتهُ؟ من منا يذكر الموت؟ من منا يستعد للموت؟ من منا عمل لهذا اللقاء؟ من منا عمل للقاء الله جل وعلا؟ من منا استعد لسؤال الملكين في دار الحقيقة دار البرزخ، دار الصدق، دار الحق؟ من منا استعد؟ ما من يوم يمر علينا إلا ونشيع فقيداً، ما من يوم يمر علينا إلا ويموت بيننا ميتاً أو ميتة، ولكن ربما ذهبنا معه إلى القبور، وربما رأينا الموت حقيقة أمام أعيننا وبين أيدينا؛ ولكن إذا نظرت إلى الناس وجدتهم ينسون الموت، ويتكلمون في أمور الدنيا! لا مفر لنا من الموت، وحتى تعلم أنه لا يمكن لأي قوة على ظهر هذه الأرض أن تحول بين الإنسان وبين هذه الحقيقة الكبرى مهما كانت تلك القوة، مهما كان منصبه، ومهما كان جاهه، ومهما كانت أموالك، ومهما كان غناك، فلن تستطيع قوة على ظهر الأرض أن تحول بينك وبين هذه الحقيقة، إنها حقيقة الموت. انظر حينما تأتي ساعة الصفر ويقترب الأجل، وتتلاشى اللحظات الأخيرة من عمرك، وتنام على فراش الموت، وحولك أولادك وأحبابك يبكون، والأطباء من حولك يحاولون؛ بذلوا لك كل رقية، وقدموا لك كل دواء، وقدموا لك كل علاج. فأنت من أنت؟ أنت صاحب الأفعال، وأنت صاحب الجاه، وأنت صاحب السلطان، وأنت صاحب المنصب، وأنت الغني، بذل الأطباء لك كل رقية، وقدموا لك دواء، وبذلوا لك كل علاج، ولكن انظر إليه قد اصفر وجهه، وشحب لونه، وتصبب جبينه بالعرق، وتجعد جلده، وبدأ يحس بزمهرير قارس يزحف إلى أنامل يديه وقدميه، ويريد أن يحرك شفتيه بكلمة التوحيد، فيحس أن الشفة كالجبل لا يزحزح، وينظر إلى من حوله من أحبابه، إلى أهله، إلى أقاربه، فيراهم تارة يبتعدون، وتارة يقتربون، ومرة يسمعهم ومرة لا يسمعهم، ويرى الغرفة التي هو فيها والفراش الذي هو ممتد عليه، يرى هذه الغرفة تتسع مرة كالفضاء الموحش، ومرة تضيق فتصير كخرم إبرة، وهو بين هذه السكرات، وبين هذه الكربات، وفي هذا الحزن الشديد. فلقد فاتته الآمال ولم يحققها، بنى داره وجهد واجتهد وكنز الأموال، فهو بين حزن شديد على ما فات وبين غم شديد على أنه لا يدري ما الذي سيلاقيه بين يديه من هذا العالم الجديد، عالم البرزخ الذي سيترك عالم الدنيا ويدخل إلى هذا العالم بعد الموت. هو في هذه السكرات، وفي هذه الكربات، وبين هذا الغم والهم، ينظر فجأة فيرى ملائكة من بعيد تقترب، يا ترى أهذه الملائكة التي أراها هي ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟! يا ترى هذا الذي جلس عند رأسي ملك الموت ينتظر الأجل أن يوفى من الله كما قدر الله جل وعلا؛ هل سينادي على روحي ويقول: يا أيتها الروح الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، ورب راض غير غضبان، أم سينادي ويقول: يا أيتها الروح الخبيثة أخرجي إلى سخط الله وعذابه؟ يا ترى هل ستكون حفرتي روضة من رياض الجنة أم ستكون حفرة من حفر النيران؟ بين حزن شديد على ما فات، وبين غم شديد؛ لأنه لا يدري ما الذي سيلاقيه، ما الذي سيكون بين يديه. ينظر إلى أولاده وإلى أحبابه وإلى أهله الذين التفوا من حوله يبكون، فينظر إليهم حينما يفيق بين السكرات والكربات نظرة كلها استعطاف، نظرة كلها شفقة، نظرة كلها رجاء، نظرة كلها رحمة، نظرة كلها سؤال، ويقول لهم: يا أولادي، يا أحبابي- فدوني بأعماركم، لا تتركوني وحدي، ولا تفردوني في لحدي، من منكم يزيد في عمري ساعة أو ساعتين، أنا صاحب الأموال، أنا الذي بنيت الدور، وأنا الذي بنيت القصور، وأنا الذي جمعت المال، وأنا الذي جهدت واجتهدت، فافدوني بأعماركم، زيدوا في عمري ساعة أو ساعتين، أريد أن أستمتع بالأموال، أريد أن أستمتع بالسيارات، أريد أن أستمتع بالعمارات، ولكنه في واد والناس في واد آخر! وقد يعاني من سكرات الموت الأنبياء والصالحون؛ فلا تستطيع قوة على ظهر الأرض أن تحول بينك وبين هذه الحقيقة مهما كان جاهك، ومهما كان منصبك، ومهما كانت قوتك، لا يمكن بأي حال وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78]؛ لأن الذي أصدر الأوامر لملك الموت هو من يقول للشيء كن فيكون، وهكذا لما احتضر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن ضربه ابن ملجم عليه لعنة الله، كان لا يقول إلا هذه الكلمة: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله أخلو بها وحدي، لا إله إلا الله يغفر بها ذنبي، لا إله إلا الله يجبر بها كسري، لا إله إلا الله يقبل بها عملي، لا إله إلا الله ألقى بها ربي. هكذا كان يقول علي إلى أن لقيت روحه ربها جل وعلاولما احتضر هارون الرشيد ونام على فراش الموت طلب أن يرى كفنه، ونظر إلى كفنه بعينيه قبل أن يموت، وبكى وبكي وبكي، ثم قال: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ، أين المال؟ وأين منصبي؟ وأين جاهي وأين سلطاني؟ وأين ملكي؟ وأين خدمي وأين حشمي؟ وأين عماراتي؟ ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانية! ولما احتضر المأمون أمرهم إذا أفاق من سكرات الموت أن يحملوه فيرى قبره بعينيه قبل أن يموت، فحملوه إلى قبره، فنظر إلى قبره وقبض على لحيته، وأخذ يبكي ويبكي ويبكي، ثم رفع رأسه إلى الله وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه. ويروى أن أحد الصالحين قام فجعل لنفسه في بيته قبراً، وكلما سيطرت عليه الشهوات، وسيطرت عليه الدنيا، وسيطرت عليه الفتن؛ نزل إلى هذا القبر الذي حفره بيديه، ويغلقه على نفسه بخشبة أعدها لذلك، ويظل يصرخ في قبره ويصيح ويقول: رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، ويظل يصرخ ويصيح بأعلى صوته حتى تنقطع أنفاسه، ويغرق في عرقه، فيقلع الخشبة ويخرج إلى النور والهواء، ويبكي ويقول: ها أنت يا نفس قد عدت؛ ولما حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه دخل عليه عبد الله بن سلام ليزوره في هذا الحصار الشديد، فقال عثمان : يا عبد الله بن سلام والله لقد كنت مع رسول الله في الليلة الماضية، لقد جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة وقال لي: (يا عثمان ! حاصروك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: يا عثمان : منعوا عنك الماء؟ قلت: نعم يا رسول الله، فقال عثمان : فأدلى لي النبي دلواً فشربت من دلو النبي صلى الله عليه وسلم حتى إني أجد برد هذا الماء على ثديي وعلى كتفي الساعة، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عثمان إن شئت أن ينصرك الله نصرك عليهم، وإن شئت أن تفطر عندنا اليوم فلك ما شئت، فقال عثمان : بل أفطر معك الليلة يا رسول الله). أترك هذا العالم عالم الشقاء وعالم الهم والغم وأفطر معك اليوم يا رسول الله! فقتل من يومها، واحتضر عثمان في يومها، وما كان يتكلم إلا بهذه الكلمة: اللهم اجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قالها عثمان ثلاثاً، ثم لقيت روحه ربها تبارك وتعالى؛ وها هو ابن الخطاب فاروق الأمة يعاني سكرات الموت فيُقال له: يا أعدل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا من قال النبي في حقه: (لو كان نبي بعدي لكان عمر)! يا ابن الخطاب، يا عمر، يا فاروق هذه الأمة، يا من قال في حقك ابن مسعود (أكثروا من ذكر عمر، فإنكم إذا ذكرتم عمر ذكرتم العدل، وإذا ذكرتم العدل ذكرتم الله) يا عمر ، كيف وجدت الموت؟ لما احتضر عمر بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعنةُ الله، سأل الفاروق أول ما حملوه إلى داره: من الذي قتلني؟ طمئنوني وأخبروني، فقالوا: اطمئن يا أمير المؤمنين، إن الذي قتلك مجوسي كافر، فسجد عمر بن الخطاب شاكراً لله، ثم قال: الحمد لله الذي جعل قتلي على يد رجل ما سجد لله سجدة فيحتج بهذه السجدة علي أمام الله يوم القيامة! فنظر وغشي عليه، وبعدما أفاق من سكرات وضربات الموت، نظر إلى ولده عبد الله وقال: يا عبد الله ! أين أنا؟ فوجد رأسه على فخذ ولده عبد الله ، فنظر عمر وبكى وقال: ما هذا يا عبد الله ! ما هذا! قال: ماذا تريد يا أبتي؟! قال: ضع رأسي على التراب، ضع هذا الرأس على التراب يا عبد الله ، قال: وما ضرك يا والدي، وما ضرك يا أبتي ورأسك بين فخذي؟! فبكى عمر الفاروق وقال: ويحك يا عبد الله ! ضع رأسي على التراب، حتى ينظر الله إلي بعين رحمته، فيخفف علي سكرات الموت. هذا هو عمر؛ وها هو الصديق رضي الله عنه وأرضاه، لما نام على فراش الموت جاءت ابنته عائشة تبكي وتصرخ، وتقول: يا أبتاه، يا أبتاه، وتقول في حقه شعراً لـحاتم الطائي، فكشف الصديق الغطاء عن وجهه وقال: لا تقولي شعراً، وإنما قولي قول الحق جل وعلا، قولي: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ، فقالوا: يا أبا بكر ، و يا خليفة المسلمين، نستدعي لك الطبيب، فقال الصديق: لقد جاءني الطبيب ونظر إليَّ، فقالوا: وماذا قال لك؟ قال: قال لي: إني فعال لما أريد؛ وها هو سيد وخاتم الأنبياء يعاني سكرات الموت؛ فيسأل كيف وجدت الموت يا رسول الله، يا خير خلق الله، يا من غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ انظروا إلى احتضار النبي صلى الله عليه وسلم، احتضر النبي ونام على فراش الموت، وتألم للموت وأحس بسكرات الموت، ورشح جبينه الأنور بالعرق، ووضع يده في إناء به ماء كانت تحمله عائشة فمسح جبينه الأنور ثم قال: (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات) حتى أنت يا حبيبي يا رسول الله، حتى أنت يا رسول الله: (إن للموت لسكرات، اللهم هون علي سكرات الموت). هذا هو حال نبينا، هذا هو حال رسولنا صلى الله عليه وسلم، وظل هكذا يقول: ( إن للموت لسكرات ) إلى أن نزل عليه جبريل فقال: السلام عليك يا رسول الله، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال جبريل: يا رسول الله! ها هو ملك الموت قد أرسله الله إليك، ولكنه لن يدخل عليك إلا بعد أن تأذن له يا رسول الله! لقد أمره الله ألا يدخل عليك إلا بعد أن تأذن له، والله ما استأذن ملك الموت على أحد من قبلك، ولن يستأذن ملك الموت على أحد من بعدك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ائذن له يا جبريل). ودخل ملك الموت فقال: السلام عليك يا رسول الله، لقد أمرني الله أن أخيرك، إن أمرتني أن أقبض روحك قبضت، وإن أمرتني أن أترك تركت، فمرني بما شئت يا رسول الله! فنظر النبي إلى جبريل، فقال جبريل: يا رسول الله! إن ربك مشتاق إليك، إن الله مشتاق إليك يا رسول الله! فنظر الحبيب المصطفى إلى جبريل وقال: وأنا قد اشتقت إلى لقاء ربي عز وجل، وأنا قد اشتقت إلى لقاء الله جل وعلا، انصرف يا جبريل، أقبل يا ملك الموت، فقال جبريل: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليكم أهل البيت ورحمة منه وبركاته. وانصرف جبريل عليه السلام، وأقبل ملك الموت، وجلس عند أشرف رأس، وعند أطهر روح، جلس عند رأس المصطفى وقال: يا أيتها الروح الطيبة، روح محمد بن عبد الله، روح خير خلق الله، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، ورب راض عنك غير غضبان، يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ راضيةً مرضية فّدخُلِي في عبادي و ودّخُليِ جنتي- وكان يقول: إن للموت لسكرات، اللهم هون على أمتي سكرات الموت)؛ إنه الموت، إنها الحقيقة الكبرى، وانتبهوا أيها الموحدون، انتبهوا أيها المسلمون، أذكركم ونفسي أولاً بهذه الحقيقة، سأل الله إبراهيم الخليل عن الموت، فقال له: كيف وجدت الموت يا إبراهيم؟ ومن هو إبراهيم؟ إنه خليل الرحمن! كيف وجدت الموت يا إبراهيم؟ فقال إبراهيم: يا رب! وجدت الموت كسفود موضوع بين صوف مبلول- أي: كقطعة حديد شديدة الصلابة، وضعت في وسط صوف مبلول- وجذبت هذه الحديدة بشدة. فقال الله لإبراهيم: أما إنا قد هونا عليك الموت يا إبراهيم. كيف وجدت الموت يا موسى بن عمران؟ فقال موسى: وجدت الموت كعصفور وضع على مقلاة يقلى على النار! هكذا وجد موسى الكليم الموت، وجدت الموت كعصفور وضع على مقلاة، لا يستطيع أن يطير فينجو، ولا هو يموت فيستريح؛ اللهم هون علينا سكرات الموت؛ ولا تأخذنا بموت الفجأة ولا تأخذنا على غفلة؛ ولا تتوفانا إلا وأنت راضٍ عنا، اللهم هون علينا سكرات الموت واختم بالصالحات أعمالنا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد