نقل الجريحين نخلة ومحمود إلى مركز للتأهيل الطبي في الأردن
القدس /سوا/ ثمنت إدارة مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية الاستجابة الفورية التي بادرت بها الحكومة الأردنية؛ من أجل نقل الجريحين بلال نخلة وخليل محمود للبدء بالعلاج التأهيلي المتقدم في مركز فرح للتأهيل التابع لمدينة الحسين الطبية وعلى نفقتها.
وكان الجريحان بلال (24 عاما) من مخيم الجلزون ومحمود (17 عاما) من بلدة العيسوية، قد مكثا في مستشفى المقاصد لمدة تزيد عن 120 يوما، حيث تم إجراء جميع العمليات الجراحية اللازمة لهما بنجاح، بعد تعرضهما للإصابة بالرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس والدماغ.
وقالت الإدارة في بيان لها: "بعد استكمال علاج كل من بلال ومحمود في مستشفى المقاصد والنجاح في إنقاذ حياة الجريحين، واستقرار حالتهما الصحية، بذلت المقاصد كافة الجهود المستطاعة من أجل المساعدة في إيجاد مركز تأهيلي متقدم للبدء في تقديم العلاج التأهيلي لهما، حيث عملت الإدارة على التواصل مع أطراف مختلفة وتوجيه الرسائل إلى الجهات المعنية والرسمية، من أجل نقلهما للعلاج خارج البلاد، إلى أن تم تأمين علاجهما على نفقة الحكومة الأردنية وبقرار من رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور في مدينة الحسين الطبية".
كما أشاد البيان بدور إدارة مدينة الحسين الطبية، وبالدور الطبي المعروف الذي يقوم به هذا الصرح الطبي الكبير على مستوى المنطقة، ولا سيما ما يقدمه من علاج طبي متقدم لصالح أبناء الشعب الأردني والفلسطيني على حد سواء.
وذكرت الإدارة أن بلال ومحمود قد وصلا إلى مدينة الحسين الطبية في عمان يوم الخميس الماضي، وبدءا في الحصول على العلاج التأهيلي الذي انتظراه قرابة الشهرين، حيث أن هذا النوع من العلاج المتقدم يعد غير متوفر في المشافي والمراكز الطبية الفلسطينية، فيما رفض ذوو الجريحين علاج أبنائهم في مراكز إسرائيلية.
ووجهت عائلتا المصابين الشكر والتقدير والامتنان لجلالة الملك عبد الله الثاني والحكومة الأردنية ومجلس النواب الأردني الذين لم يترددوا في تقديم الدعم والاهتمام اللازم لجرحى الانتفاضة، مضيفاً أن الأردن كان دوما وفيا وملتزما تجاه أبناء شعب فلسطين، وسباقا في مبادراته لعلاج مصابي المواجهات والانتفاضة وتحمل التكاليف الباهظة بتوجيهات ملكية سامية.
بدوره، أثنى والد الجريح بلال، السيد عبد الله نخلة على ما قامت به إدارة المستشفى بإرسال كافة التقارير الطبية حول حالة الجريحين، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لنقلهما إلى الأراضي الأردنية، كما شكر كافة الطواقم الطبية والفنية العاملة في مستشفى المقاصد على ما قدمته من جهود لتقديم علاج بمستوى عال لابنه، إضافة إلى طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني التي ساعدت في عملية النقل.
ويشار إلى أن الجريح بلال نخلة قد أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط أطلقها الجيش الإسرائيلي، واستقرت في دماغه إثر مواجهات في منطقة البالوع بداية شهر أكتوبر الماضي، حيث وصل إلى مستشفى المقاصد بعد عشرة أيام من إصابته في وضع صحي بالغ الخطورة، وقد نجح الأطباء في مستشفى المقاصد بإزالة الرصاصة من الرأس وإجراء خمسة عمليات جراحية في الجزء السفلي من الدماغ.
كما أجرى المستشفى عددا من العمليات للجريح خليل محمود الذي كان قد أصيب أثناء المواجهات التي شهدتها بلدته العيسوية مع قوات الاحتلال في بداية الهبة الشعبية، حيث عمد الأطباء إلى عدم تحريك الرصاصة التي استقرت في دماغه، وذلك نظرا لتواجدها في منطقة حرجة من الدماغ.
والجدير بالذكر أن مستشفى المقاصد قد تحمل تكاليف علاج الجريحين بالكامل والتي بلغت مئات الآف الشواكل.