حوارات الدوحة السرية بيد الرئيس ومركزية فتح تبحث التفاصيل بما فيها رأي القاهرة
رام الله / سوا / قريبا تعقد اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعا برئاسة الرئيس محمود عباس “أبو مازن” لمناقشة الأفكار الجديدة التي تم تداولها مع حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، لحل مشاكل الانقسام الكبيرة، بعد أن أطلع عزام الأحمد رئيس وفد الحركة مسؤولي جهاز المخابرات لمصرية على نتائج اللقاءات، لكن ما يرشح يؤكد صعوبة حل الخلافات الداخلية بين الطرفين في المرحلة القريبة المقبلة.
صحيفة رأي اليوم تواصلت مع أكثر من مسؤول في حركة فتح لمعرفة ما جرى بحثه من أفكار جديدة تحتاج لنقاشات من كلا الطرفين لحل أزمة الانقسام القائمة، غير أنها لم تحصل على إجابات محددة، وتحدث بعضهم عن عموميات في مجال الحل.
ما أكده أحدهم أشار إلى أن عزام الأحمد لم يعط أي من قادة الحركة تفاصيل عن الاجتماعات التي عقدت في الدوحة، وأنه أودع ملف الحوار ونتائجه بشكل كامل بيد أبو مازن، تمهيدا لعقد لقاء قيادي للجنة المركزية لبحث ما جرى من أفكار جديدة، وإعطاء الرأي النهائي حولها، أو إضافة تفاصيل متعلقة بالحل، تمهيدا لنقلها من جديد من قبل الأحمد إلى المسؤولين القطريين، كما ستفعل حماس حسب الاتفاق الذي جرى مؤخرا في قطر، وقبلها سيكون مسؤول حركة فتح قد نقل أفكار الحركة الجديدة إلى المسؤولين المصريين.
وتدل التفاصيل حول هذا الملف، أن عزام الأحمد الذي عقد لقاء مطول مع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية بعد انتهاء مباحثات قطر مباشرة، أخذ رأي هؤلاء المسؤولين، وضمه إلى نتائج لقاءات الدوحة التي وضعها بين يدي أبو مازن.
واللقاء الذي عقده الأحمد مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، جاء مباشرة بعد انتهاء لقاءت الدوحة الاثنين الماضي، وهو لقاء حرصت حركة فتح على عقده قبل وبعد اجتماعات الدوحة، للتأكيد على دور مصر في رعاية المصالحة
وكانت صحيفة رأي اليوم قد كشفت عن عقد هذه اللقاءات قبل عقدها، وقبل انطلاق مباحثات الدوحة الجديدة.
حركة حماس من جهتها، وفي حديثها عن المصالحة بعد لقاءات الدوحة، تحدثت في عموميات دون تفاصيل، ولم تدل تصريحات القيادي الكبير فيها الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي عن حدوث تقدم، حيث تحدث في العاصمة اللبنانية بيروت قبل أيام بذات الطريقة السابقة، حين قال طالب حركة فتح بـ”تنحية الضغوط الخارجية لإنجاح المصالحة الفلسطينية ”، دون أن يشر إلى نوعية هذه الضغوط.
وقال أبو مرزوق في ندوة عقدة في بيروت ان قرار المصالحة بيد أبو مازن، الذي يفترض أن يكون رئيساً لكل الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هناك توافقا على طرح موضوع تبني المقاومة الشعبية كحد أدنى على طاولة الحوار التي تمت بالدوحة.
وفي تصريحات مماثلة قال الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حماس في قطاع غزة ، ان حركته تريد مصالحة وطنية فلسطينية عنوانها المقاومة، وليس التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وبالعودة مجددا لما جرى في الدوحة، فانه رغم هذه التصريحات لا زال مسؤولي حركة حماس يبحثون التفاصيل حول ما جرى، كما تفعل حركة فتح، وهو ما يدل على ان الأمر له علاقة بطلب قطري رسمي من طرفي المعادلة الفلسطينية، على أن يكون الكشف عنه بعد انتهاء مداولات الحركتين في الأطر القيادية، ومع بدء عرضه علي باقي الفصائل.
ولم يحدد الموعد الرسمي لبدء عرض نتائج الحوارات على الفصائل، لكن هناك العديد من قيادات هذه الفصائل سواء التابعة لمنظمة التحرير أو من خارجها، لم تبد ارتياح للحوارات الجديدة، كما لم يخف مسؤوليها رغبتهم في أن تبقى مصر هي الراعي الأساسي للمصالحة والمكان الذي يستضيف اللقاءات المهمة لحل الخلافات القائمة.