مسؤول إسرائيلي: لا حل عسكرياً لانتفاضة السكاكين

عملية طعن بالقدس

القدس / سوا / بخلاف ما يعلن رسميا عادة اعترف عضو الكنيست الإسرائيلي الجنرال (احتياط) أيال بن رؤوبين أنه ليس هناك حل عسكري لانتفاضة السكاكين.

وفي حديث لصحيفة يسرائيل هيوم اليمينية، قال بن رؤوفين إنه استجاب لدعوة تسيبي ليفني بالانضمام إلى قائمتها عشية انتخابات الكنيست الأخيرة بسبب رغبته بتغيير الوضع في الدولة، عبر الحلبة السياسية، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية.

ويضيف: اعتقد أن إسرائيل تمضي في اتجاه سيىء جدا، يقودنا نحو الدولة الواحدة غير الديمقراطية وغير اليهودية، وهذا الأمر يجب تغييره، ولا يوجد أي خيار آخر.


يشار إلى ان بن رؤوبين 61) عاما) شارك بحرب أكتوبر1973 وخدم في سيناء. وبالقرب من موقع «مفريكت» علقت الدبابة التي كان يقودها، لكن طاقمها واصل محاربة القوات المصرية التي اجتازت القنال. وخلال المعركة أصيبت الدبابة، فقتل قائدها والمدفعي، فيما تمكن بن رؤوبين ورجل الاتصال من تخليص نفسيهما من الدبابة المشتعلة.


وخلال حرب لبنان الأولى، قاد كتيبة مدرعات وحارب في القطاع الشرقي، وبعد ذلك شارك في احتلال مدينة صيدا. وخلال حرب لبنان الثانية تم تعيينه قائدا للجبهة الشمالية، ونائبا لقائد المنطقة الشمالية اودي آدم. وكان لديه في حينه الكثير من الانتقاد لسلوك رئيس الأركان دان حالوتس، ولا يزال يتمسك بموقفه حتى اليوم.


وحول قراره الانضمام إلى الكنيست في هذا الجيل المتقدم، يقول «بعد تسريحي من الجيش في 2007، ترأست طوال اربع سنوات منظمة «ولد للحرية» التي حاولت جمع معلومات في العالم كله حول مصير الطيار رون أراد، وضحايا معركة « السلطان يعقوب». وبعد ذلك انشأ شركة للاستشارة التنظيمية والأمنية، لكنه ظل مسكونا بسؤال يؤرقه إلى أين تمضي إسرائيل؟


وفي 2014 انضم إلى حركة ميرتس، لكنه لم يبق فيها إلا لعدة أشهر، وتركها بشعور قاس لأن خطها بدا له مؤيدا للفلسطينيين أكثر من اللزوم، والموضوع الأمني لا يحظى بالاهتمام المناسب عندها. وردا على سؤال لماذا ينضم الضباط الكبار مثله إلى السياسة بعد خلع البزة العسكرية قال إنه ليس مفاجئا ان الناس الذين وصلوا إلى رئاسة الحكومة ووزارة الأمن، جاؤوا من الجهاز العسكري. لافتا إلى أن الاختبارات التي يمر بها رجال الجيش في طريقهم إلى القمة، هي اختبارات صعبة في العمل والقيم وتشكيل نموذج للاقتداء به. 


في 2010 قال إنه يمكن الانسحاب من هضبة الجولان في إطار اتفاق سلام مع سورية، ولكنه يأسف على تلك المقولة. وأضاف «بالتأكيد، لأن الواقع يختلف اليوم. هذا الموضوع ليس ذا صلة حاليا. عندما سادت فرصة التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي مع سورية، اعتقدت انه يمكن الحديث عن الموضوع».


ويعلل انتقاداته لقائد جيش الاحتلال الأسبق خلال حرب لبنان الثانية دان حالوتس بالقول إنه رغم الهدوء السائد على امتداد الحدود اللبنانية اليوم، فإنه لا يوجد لدى الجيش ما يجعله يفاخر بنتائج حرب لبنان الثانية. وبرأيه كان يمكن للجيش تحقيق نتائج أفضل بكثير في تلك الحرب التي كان يجب إدارتها بشكل مختلف تماما. وتابع «كان يجب على الجيش أن يتلقى أمرا بالتقدم إلى الأمام، لكنهم أمروه بالمحاربة على الجوانب والى الوراء. للأسف، لم نحقق أي انتصار حقيقي في أي حرب منذ عام 1982، ربما باستثناء عملية السور الواقي عام 2002». 


ويمضي بن رؤوفين بالتغريد خارج السرب الإسرائيلي بأجوبة صريحة فيقول ردا على سؤال «ألم نحقق الانتصار في الجرف الصامد أيضا؟: «عملية الجرف الصامد أبعد ما تكون عن الانتصار. كانت حرباً طويلة استمرت 52 يوما، والجيش لم ينفذ ما خطط له، وإسرائيل لم تقم بتفعيل كامل قوتها. في الاستراتيجية أمام الإرهاب يجب الحسم والانتصار، ومن ثم إخلاء المنطقة بأسرع ما يمكن والتوصل إلى اتفاق».


وعن فشل السلطات الإسرائيلية في مواجهة انتفاضة الطعن والدهس الفلسطينية يقر بن رؤوفين أنه لا يوجد حل عسكري. ويضيف» هذه الأعمال تنبع من التحريض. يصعب مواجهة هذه الحالات لأنه لا يوجد أي تنظيم يقف من خلفها. حسب رأيي فإن الحل لذلك هو حل سياسي فقط».


وردا على سؤال حول نقاشات اللجنة المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن، للوضع في الجبهة الداخلية وما إذا كان يرى ان الجبهة الداخلية مستعدة لمواجهة إطلاق الصواريخ من غزة او لبنان، قال «للأسف، لم نخرج بتاتا بانطباع يقول إن الجيش يستعد لمثل هذا التهديد. رئيس الأركان وضع استراتيجية، لكن القيادة المدنية فشلت بشكل قاطع في مسألة حماية السكان. إنها تهمل البلدات. إذا ما بادر الجيش إلى عملية عسكرية أمام التهديد الشمالي فإننا سنواجه مشكلة كبيرة في الجبهة الداخلية، لأن30 % فقط من سكان الشمال يملكون غرفا آمنة».

في المقابل يقول إن الوضع أفضل في مستوطنات غلاف غزة وإنه عندما سقطت القذائف فيها، قامت الحكومة بتحصينها بشكل جيد. وأضاف «أما بالنسبة للشمال، فأنا اطلق مثل هذه الصرخة الآن. في الأسبوع الماضي بعثت برسالة في هذا الشأن إلى رئيس الحكومة. الميزانيات المعدة اليوم لهذا الهدف مثيرة للسخرية وآمل ان يقوم رئيس الحكومة بالمطلوب عاجلا».

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد