حكومة وحدة برعاية قطرية.. هل ترى النور؟

الرئيس عباس وخالد مشعل

غزة / خاص سوا/ مجدداً.. عاد الحديث عن عقد لقاءات بين حركتي حماس وفتح، من أجل الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ بعدما فتحت دولة قطر بوابتها لمصالحة الطرفين مرة ثانية.

فبات واضحاً أن هناك رغبة لدى الطرفين بضرورة تحسين الحالة الفلسطينية، وهو ما كشفت عنه وسائل الاعلام مؤخراً عن عقد لقاءات كبيرة بين فتح وحماس لتفعيل المصالحة وإنهاء الانقسام، بهدف إزالة العقبات التي تحول دون تطبيقها.

وما يميز تلك اللقاءات أنها تفتقد عنصر العلانية عبر وسائل الاعلام بشكل مستمر، على خلاف اتفاقيات المصالحة التي عُقدت سابقاً في عدة دول عربية، ابرزها مصر و السعودية، وربما يكون ذلك كخطوة أولى لنجاح تلك التحركات.

وفي الحديث عن تفاصيل أكثر حول اللقاءات، فإن د. صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كشف لـ "سوا" عن أن حركة فتح تلقت دعوة رسمية من دولة قطر لزيارة الدوحة للقاء حركة حماس.

ومع ذلك فإن حركة فتح تؤكد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، في حين أن حماس تريد تطبيق اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه في القاهرة عام 2011.

وعُقد قبل ايام لقاء في الدوحة، جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بنائب أمين سر اللجنة المركزية لفتح، اللواء جبريل الرجوب، الذي سافر للدوحة سراً بعد لقاء "مغلق" أجراه مع الرئيس محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، توّقع أن يتم تشكيل حكومة وحدة خلال المرحلة القريبة المقبلة، بعد اللقاءات التي جمعت قيادتي حماس و فتح في الدوحة مؤخرا.

وقال مجدلاني في حديث خاص لوكالة "سوا": "حكومة الوحدة المنوي الاتفاق عليها ستلتزم في برنامج منظمة التحرير الفلسطينية أو على الأقل ببرنامج التوافق الوطني الذي تم تشكيل حكومة الوحدة السابقة عام2007 على أساسه".

وأضاف أن الأمر بات متروكاً لمدى الجدية التي من الممكن أن تبديها حركة حماس للاستجابة لهذه الدعوة السابقة، داعياً إياها إلى ضرورة تلبية تشكيل حكومة وحدة لوضع آليات لتطبيقها و تنفيذها.

وأشار إلى أنهم يبذلون محاولات حثيثة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية ، من أجل انهاء معاناة المواطنين في قطاع غزة.

ودعا إلى ضرورة تلبية دعوة تشكيل حكومة وحدة فوراً؛ لوضع آليات لتطبيقها وتنفيذها، منوهاً إلى أن لقاءات حركتي فتح وحماس كانت تتم بعلم القيادة الفلسطينية برام الله.

حركة حماس أكدت أنها تبذل جهودا حثيثة لعقد لقاء قريب مع "فتح" لوضع آليات تطبيق اتفاق المصالحة.

وأوضح عضو المكتب السياسي للحركة زياد الظاظا، إن برنامج حكومة الوحدة التي يجري الاتفاق على تشكيلها في لقاءات الدوحة سيكون على أساس وثيقة الوفاق الوطني وليس وفق برنامج الرئيس محمود عباس القائم على التنسيق الأمني، وفق قوله.

واعتبر الظاظا في حديث مع وكالة "سوا"،  تصريحات الرئيس عباس حول تشكيل حكومة الوحدة على أساس برنامج منظمة التحرير "غير مسؤولة وترسخ الانقسام".

وشدد على ضرورة تنفيذ اتفاق الوفاق الوطني الموقع بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة عام 2011، "رزمة واحدة" لتحقيق الوحدة الوطنية.

وعلى المدى البعيد، فإن المحلل السياسي تيسير محيسن قال إن المعطيات القائمة لا تشير إلى احتمالية الاتفاق بشكل نهائي على تشكيل حكومة، أو انتقال الحالة الفلسطينية للأفضل.

وأضاف محيسن لـ "سوا" أن الحالة الفلسطينية تراوح في الانتقال من وضع سياسي إلى استقرار و رؤية استراتيجة، "لا يوجد مؤشر إيجابي حتى اللحظة"، على حد تعبيره.

و بالإشارة إلى أن ثمة خلافات بين الطرفين ظهرت قبيل اللقاءات تمثلت في أن فتح اعتبرت الزيارة "غير رسمية"، لا سيما أن حماس معنية بإنهاء الانقسام وتطبيق بنود المصالحة الفلسطينية رزمة واحدة.

وبحسب محيسن، فإن نتائج اللقاء الأول للطرفين سيكون الحاسم، ومن ثم الحكم على مدى جديتهما في إنهاء الخلافات الراهنة، والتوجه لحل جميع القضايا العالقة.

ورغم كل المحاولات المبذولة من طرفي الانقسام لإنهاء الخلافات، إلا أن الفلسطينيين ما زالوا ينتظرون من دولة قطر تحقيق المصالحة التي عجزت منها بعض الدول على مدار أكثر من تسع سنوات.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد