خلافة أبو مازن وخلافات فتح تعود إلى الواجهة

الرئيس محمود عباس

رام الله / سوا / عادت إلى الواجهة من جديد قضية خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وعدم وجود نائب له. وتصدرت الخلافات داخل حركة فتح أحاديث الشارع الفلسطيني خلال الأيام الماضية، وذلك لما يجري في بعض المدن الفلسطينية وبعد حملة التحريض التي طالت اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية.


وطرح الإعلامي الفلسطيني فتحي برقاوي تساؤلات عدة على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حول «من سيخلف أبو مازن بعد شغور منصب الرئاسة لسبب ما». وتساءل «لماذا أبو مازن لا يعمل على تعيين نائب له؟.. من هم المرشحون لخلافته؟. واعتبر برقاوي أن هذه الاسئلة هي اسئلة ناشئة عن أجواء محمومة قد تشعل النار في هشيم لا يحتمل الشرر.


وقد يكون الرئيس عباس قد أجاب بالفعل يوم الأحد الماضي على تساؤلات حول مرحلة ما بعده. ورد أمام عشرات الصحافيين خلال اللقاء معهم في مقر الرئاسة أن الأصح هو ان نتحدث بلسان واحد وليس بعشرة السن. وان هذا الموضوع مهم وسيتم بحثه في مؤتمر فتح المقبل واجتماع المجلس الوطني الفلسطيني المؤجل.


لكن الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات ذهب إلى أبعد من ذلك. فوجه عبر صفحته نداء تساءل فيه: أين دور رجال الفكر والثقافة والإعلام والكتاب والشباب؟. واعتبر عبيدات «أن ما يجري في مجتمعنا الفلسطيني من حالة تجييش وتحريض ومناكفات واستعراضات ميليشياتية ومبايعات وغيرها تتطلب من كل رجال الفكر والثقافة والإعلام والكتاب ومؤسسات المجتمع المدني والاتحادات الشعبية بضرورة التدخل الفعال والجدي، من أجل حماية نسيجنا المجتمعي والوطني من التفكك والضياع على مذبح تلك الصراعات والخلافات في وقت تطل فيه الفتن برأسها عالياً، وتجند من يحتضنها ويغذيها ولنصل إلى حالة من الانتحار والتدمير الذاتي».


ورأى عبيدات أنه «منعاً ودرءاً لوصولنا إلى مرحلة التدمير الذاتي والانتحار «أن يتم توجيه نداء يوقع عليه آلاف الكتاب والمفكرين والصحافيين والإعلاميين والكتاب والشباب والمرأة ومؤسسات المجتمع المدني للرئيس ولسلطتي رام الله و غزة واللجنة التنفيذية وقادة الأحزاب والفصائل لحماية نسيجنا المجتمعي والوطني من مخاطر التفكيك والضياع وسيادة الميليشيات والمافيات بمسمياتها المختلفة في وطننا.»


وأضاف أن المشهد السياسي الفلسطيني دخل في أزمة عميقة ليس بفعل التحريض والتراشقات الإعلامية المستمرة بين طرفي الانقسام «فتح و حماس »بل تدحرجت كرة الثلج إلى داخل بيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح وبقية الفصائل. تم التحشيد والتجييش بين مجموعة من المحاور والأطراف سواء داخل فتح او منظمة التحرير ولتبلغ الحرب ذروتها والأزمة مداياتها عبر حملات المبياعة والتضامن ولتصل حد اعتبار التنسيق الأمني منجزا «وطنيا « يستوجب التخوين والتحريض لمن يطالب بوقفه او إعادة النظر في أشكاله. فمن مطلب وطني شعبي ومؤسسات رسمية، مجلس مركزي ولجنة تنفيذية، في ظل «تغول» و»توحش» الاحتلال على شعبنا وأرضنا وممارسة كل أشكال القمع والتنكيل بحقه، من أجل وقفة وإعادة النظر فيه ومراجعة الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والسياسية معه إلى اعتباره «منجزا» وطنيا لا يجوز توجيه سهام النقد للقائلين به فهو مس بوطنيتهم وتاريخهم النضالي».


واستحضر الكاتب مثالاً شبيهاً بعد ان اعلن رامي ليفي عن نيته إقامة «مول تجاري» على مساحة عشرين دونماً من أراضي الرام الفلسطينية وبمشاركة رأسماليين ومستثمرين فلسطينيين ومقدسيين سيخرج عليك من يقوم بحملات تضامن لمن مارسوا التطبيع مع رجل الأعمال الصهيوني هذا وليقولوا لك هؤلاء قدموا مساعدات ودعما للعديد من المؤسسات المقدسية والفلسطينية فلماذا القول عنهم إنهم مطبعون؟.. وهم من يوفرون فرص عمل لعمالنا وأعمالهم الخيرية تتحدث عنهم؟. نعم هذا منطق المبايعات والتجييش القبلي والجهوي. فالمصالح الخاصة والمناصب والعلاقات والمراكز والسلطة تبيح أي شيء».


بدوره كتب القيادي في الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم (أبو ليلى) على صفحته يقول «كلنا أمل في أن تنجح اللقاءات بين حركتي فتح وحماس في حل خلافات الطرفين وإنهاء القضايا العالقة بينهما بما يفتح الطريق أمام المصالحة الوطنية الشاملة. وكذلك نأمل في الابتعاد عن الاتفاقيات الثنائية التي تقوم على تقاسم النفوذ والسلطة وبلورة اتفاق وطني شامل يقوم على أساس وثيقة الوفاق الوطني، وعلى قاعدة استراتيجية وكفاحية جديدة».


ولا يبدو المشهد مريحاً بالنسبة للشارع الفلسطيني في ظل الأحاديث الإسرائيلية عن التصعيد خلال الفترة القادمة، ما يضع الشارع بين فكي كماشة قد يؤديان به إلى الطحن بينما هو مطحون اقتصادياً قبل كل شيء ويتساءل كيف يمكنه الصمود في وجه الاحتلال؟.وفقا لتقرير لصحيفة القدس العربي

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد