الشارع الأكبر يحصد أرواح الابرياء بغزة
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ رغم الاحتياطات التي اتخذتها شرطة المرور في قطاع غزة منذ بداية العام الجاري؛ لتفادي حوادث الطرق في شارع صلاح الدين، والتي لم تأتِ أكلها حتى الآن.
فقد لقيت الطفلة ياسمين عياد (7 سنوات) مصرعها، وأصيب 11 آخرين، قبل يومين، جراء انقلاب السيارة التي كانت تقلهم، بعد اصطدامها بسيارةٍ أخرى، قرب مدخل مخيم بلدة الزوايدة على طريق صلاح الدين وسط قطاع غزة.
وأعلنت شرطة المرور عن استخدام أجهزة الرادارات منذ بداية 2016؛ لرصد المركبات التي تسير بسرعةٍ غير قانونية على مسافة معينة؛ إضافة إلى إعادة تعبيد الجزء المتضرر من شارع صلاح الدين عبر تقسيمه إلى 4 مسارات لتسهيل حركة السيارات في جميع الاتجاهات، لكن هذه الإجراءات لم تساهم في وضع حد للمشكلة.
وحاولت وكالة "سوا" الإخبارية الوقوف على الحيثيات التي تعيق السلامة المرورية في هذا الشارع الذي أطلق عليه مؤخراً "شارع الموت".
نبيل أحمد (61 عاما) يعمل سائقا ، قال إن السرعة هي السبب الأول والأخير لوقوع حوادث السير في الطريق.
وأشار أحمد في حديثه لوكالة "سوا"، إلى أن السائقين الجدد "المتهورين" هم من يتسببون فيها؛ كونهم يمتلكون سيارات حديثة وسريعة، "ولا يعنيهم حياة الركاب، بقدر اهتمامهم بجمع أكبر قدر من المال"، على حد قوله.
وذكر أحمد أنه عايش عشرات الحوادث خلال 25 عاما قضاها في العمل كسائق في المنطقة الجنوبية، موضحا أن غالبيتها تقع في وقت دوام الموظفين وطلبة الجامعات.
وعن عمله في ساعات المساء، أضاف أنه يفضل العمل من الساعة السابعة صباحا حتى الخامسة مساءً "فقط"؛ حتى يتجنب الحوادث نظرا لعدم وجود اضاءة في الشارع .
وألقى السائق الستيني اللوم، على دوريات شرطة المرور الذين لا يتواجدون في الشارع طيلة اليوم، مشيراً إلى أنهم يتواجدون لمدة ساعتين فقط في الصباح.
ولفت إلى أن الطريق المعبد حديثا ضمن شارع صلاح الدين، يعدّ من أكثر الطرق التي تشهد حوادث سير "مروعة"؛ بسبب احتواءه على أربعة مسارات سير للسيارات، مما يجعله خطا سريعا، وأكثر عرضة لصدام المركبات.
أما السائق محمود صالح (25 عاما)، فاشتكى من انعدام الإضاءة في أوقات المساء على طول شارع صلاح الدين، مستثنيا الشارع الذي جرى تعبيده مؤخرا ضمن المنحة القطرية ؛ "كونه يضئ بين الحين والآخر، في أيامٍ متفرقة، حسب جدول الكهرباء المعمول به في المنطقة".
وخصصت دولة قطر 60 مليون دولار لمشروع إعادة تأهيل طريق صلاح الدين، الطريق الرئيسي بغزة، بطول 28 كيلومتر ونصف، ضمن المنحة القطرية المقدمة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأوضح صالح، أن أحد أبرز أسباب وقوع حوادث السير في شارع صلاح الدين، يتمثل في انعكاس أضواء السيارات الحديثة والقديمة على بعضها البعض، مما يعدم الرؤية لدى السائقين، وبالتالي تكون الفرصة مهيأة لاصطدام السيارات ببعضها.
وحمّل صالح الذي قضى 8 سنوات في العمل كسائق أجرة، مسئولية وقوع الحوادث لجهتين، الأولى للجهة المسئولة عن إضاءته ليلا، والأخرى للسائقين "الجدد المتهورين"، مبينا أن جُل حوادث السير تقع إما في ساعات الصباح الباكر أو بعد الساعة الخامسة مساءً.
وطالب صالح، الجهات المختصة بضرورة العمل على اضاءة الشارع في أقرب وقت، داعيا السائقين إلى التروي أثناء القيادة، من خلال عدم زيادة سرعة مركباتهم عن 80 كيلو متر/ساعة، مخصصا حديثة لسائقي مركبات الأربع ركاب.
بدوره، أكد العقيد عائد حمادة مدير الإدارة العامة لشرطة المرور بغزة، أن الحادث الذي جرى أمس وراح ضحيته الطفلة عياد، و11 إصابة، هو الأول منذ زمن بعيد الذي لا يكون سببه السرعة.
وكشف حمادة في حديث لـ "سوا"، عن قيام الشرطة الفلسطينية بضبط السائق المخالف إثر هروبه بعد الحادث الذي أدى لانقلاب سيارة المصابين، مشيرا إلى أن خطورة الحدث تكمن في أن السائق شاب لا يمتلك رخصة قيادة.
وبين أن المرور، أنجزت قرابة 70% من مهمة تعليق الإشارات المرورية على امتداد شارع صلاح الدين، لافتا إلى أن مكان الحادث كان يتضمن اشارات جديدة.
وفي ذات السياق، فنّد حمادة أقوال السائقين، بعدم وجود دوريات للمرور بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا، بأنها تبقى من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساءً، واعدا بتكثيف الدوريات طوال اليوم خلال الفترة المقبلة.
وفيما يخص إضاءة الشارع، قال إن المرور ستبذل جهدها في التواصل مع الجهات المختصة؛ من أجل تركيب أضواء في المناطق الخالية منها، مبينا أنها التقت مع وزارتي الأشغال والمواصلات والبلدية؛ لاستكمال إضاءة الطرق، عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية.
وأضاف حمادة، أن الشارع المعبد حديثا، والذي يحتوي على أربعة مسارات، يعدّ من أجود الطرق في قطاع غزة، لكن "السائقين لم يتأقلموا معه بعد، لأنهم اعتادوا على الطريق ذي المسارين".
ويعتبر شارع صلاح الدين أحد الشوارع الرئيسية والمهمة في قطاع غزة، باعتباره الخط الرئيس الذي يتنقل خلاله السكان من شمال القطاع حتى جنوبه.