ما هدف اسرائيل من الحديث عن قدرات حماس العسكرية؟

عناصر كتائب القسام

غزة / خاص سوا/ بات جلياً في الآونة الأخيرة كثرة حديث الاعلام الاسرائيلي، عن التطور العسكري في قدرات حركة حماس العسكرية والاستعدادات التي تُجريها لصد أي حرب اسرائيلية محتملة في الأيام المُقبلة.

ويبدو أن التوجه الاسرائيلي في الوقت الراهن يأتي في إطار تهيئة الأجواء الاعلامية لتسخين جبهة غزة، لا سيما وأن اسرائيل لم تتردد ولو للحظة في استهداف مجموعة للمقاومة على الحدود الشمالية للقطاع؛ ما أدى لارتقاء شهيد وعدة اصابات.

وكانت صحيفة معاريف العبرية أوردت خبراً مفاده أن أنفاق حماس العسكرية في قطاع غزة تشهد تطورا غير مسبوق وباتت تمتد إلى داخل الأراضي الاسرائيلية، مما يٌسبب قلقاً كبيراً للاحتلال.

وفي المقابل، فإن الاعلام الاسرائيلي لا يكُف يومياً على نشر خبر اطلاق حركة حماس صواريخ تجريبية اتجاه البحر، محذراً من التطور المستمر للقدرات العسكرية لدى الحركة في القطاع.

وفي ذات السياق، يقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، عاموس هرئيل، إن قطاع غزة لا يزال يُشكّل مكمنَ القلقِ الإسرائيلي كنقطة الانطلاق الرئيسية المحتملة للتصعيد المقبل بوجه الاحتلال.

وبحسب هرئيل، فإنه رغم أن خطر اندلاع المواجهة المقبلة، قد يأتي كشرارة أولى من التنظيمات والفصائل الصغيرة العاملة في قطاع غزة، وبعضها من المنظمات الجهادية والسلفية، التي كانت مسؤولة أخيراً عن عمليات مختلفة مثل إطلاق قذائف من منطقة السياج الحدودي مع الاحتلال في رسائل لحركة "حماس"، إلا أن الاحتلال يولي اهتماماً بتحركات "حماس" في الفترة الأخيرة، ورصد تصريحات قادتها ونشاطها في إعادة بناء قوتها العسكرية.

ومن المهم ذكره أن السؤال الذي بات يدور في خُلد كل شخص، هو هدف إسرائيل من الحديث عن قدرات حماس العسكرية بشكل كبير في الفترة الأخير؟.

ويبدو أن اسرائيل باتت تشعر انه من مصلحتها اشعال جبهة غزة، بحديثها عن الانفاق وتزايد شعورها ان حركة حماس تجاوزت ما يمكن ان يشكل تهديدا لها، سيما وأنها تراقب عن كثب ما يحدث في قطاع غزة، وفق ما يرى المختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله.

ويؤكد عطا الله لوكالة "سوا" الاخبارية أن الهدف الآخر من اشعال الحرب تجريب اسرائيل للتطور التكنولوجي الذي أدخلته الخدمة كاستحداث جهاز "الاي باد" الذي اعلنت عنه منذ حوالي شهر، بحيث يجعل من كل جندي بالمعركة لوحده غرفة عمليات.

وبيّن أن الحرب الماضية لم تحقق أي شيء للحكومة الاسرائيلية ما يدفع اسرائيل إلى الاستثمار السياسي على جبهة غزة مجدداً.

ويستدل عطا الله على ذلك في تصريحات عضو الكنيست عوفر شيلح رئيس كتلة حزب هناك مستقبل المعارض، اتهامه الحكومة الإسرائيلية بأنها لا تعمل بما فيه الكفاية لإرجاء الحرب القادمة مع غزة، مع ضرورة بذل مزيد من الجهود لتوفير الحماية لسكان غلاف غزة الإسرائيليين.

بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن إسرائيل تهدف من خلال تضخيمها لقدرات حماس اسرائيل ارباك الوضع الفلسطيني الداخلي وخلط الاوراق لاستنساخ النموذج الذي حصل قبل حرب 2014.

وأوضح أبو رمضان في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، أن ارهاصات تصاعد الانتفاضة تدفع اسرائيل لمحاولة حرف الصراع من طابعه الشعبي في الضفة الغربية الى طابع العنف المتبادل بغزة؛ لتحصل على فرمان امريكي واوروبي عنوانه الدفاع عن النفس وتفك عزلتها الدولية والداخلية.

واستبعد أن تهدف تلك التصريحات إلى شن حرب جديدة على قطاع غزة في الوقت الراهن، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هدفها توفير مناخات وانضاج الظرف المناسب للقيام بعدوان على قطاع غزة وفق استراتيجيتها ومصالحتها.

وبالعودة إلى عطا الله فقد استبعد هو الآخر في أن ت فتح اسرائيل جبهتين في الشمال والجنوب في ذات الوقت، مبيناً أن أعين اسرائيل في الوقت الحالي على الصواريخ الروسية "ياخونت" التي وصلت حزب الله مؤخراً.

وأشار إلى أن اسرائيل تحاول تهيئة قطاع غزة اعلامياً وداخلياً لحرب جديدة لكن مع وقف التنفيذ حتى تحين الفرصة لذلك.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد