غزة ضحية المتغيرات الإقليمية عنوةً!
غزة / خاص سوا / في ظل رقص العلاقات السياسية في الوطن العربي على صفيح التحولات الساخنة ، خاصة بعد تأزم العلاقة بين المملكة السعودية وإيران ، تضع غزة يدها على قلبها من أي متغير إقليمي، باعتبارها بؤرة خصبة لأصحاب النفوذ في المنطقة، نظراً لاسمها الدارج في العقود الأخيرة من الكفاح ضد الاحتلال إسرائيلي.
هنا .. تنتظر غزة التي تشهد تهالكاً في جميع مناحي حياتها، السلب والإيجاب من تلك المتغيرات، الجميع له مصالحه في القضية الفلسطينية، وبهذا فأي متغير قد يطرأ على صاحب النفوذ بالمنطقة، سينعكس تلقائياً على القضية وتحديداً غزة.
ويرى المحلل السياسي حسام الدجني أن غزة تعيش حالة استقطاب من الطرفين تستهدف الفصائل الفلسطينية بمقدمتهم حماس باعتبارها لها مكان في الوعي العربي.
يقول الدجني لـ"سوا" إنه لا يمكن لحماس أو لغزة أن تحالف أحد الطرفين ، ففي حال احتضان أحدهما ستقف غزة على شفا حفرة من النار؛ مضيفاً: "العلاقة مع السعودية أمر مهم جداً، خاصة أنها ذات وزن وثقل سياسي كبيرين في المنطقة، كذلك الأمر لإيران فهي منبع للأسلحة بدعم الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حماس".
وتوقع رفض حماس للاصطفاف في الحضن الإيراني مستنداً حديثه أن حماس منشغلة بتحدياتها الداخلية.
فيما يدعم حديثه المحلل السياسي أكرم عطا الله قائلاً: "على حماس وغزة أن لا تقع في فخ الاستقطاب، فالحالة الأضمن إزاء الوضع الراهن هي الحياد الإيجابي".
في ذلك قد يضمن "الحياد الإيجابي" تدخل سعودي في إعادة العلاقة بين مصر وغزة، سيما أن الأحداث المصرية قد انعكست سلباً على القطاع، وخاصة في ظل إغلاقاتها المتكررة ل معبر رفح البري الذي يعتبر شريان الحياة . كما يراه المراقبون.
وحول إمكانية أن تؤثر السعودية في علاقة مصر بغزة ؛ يقول الخبير الدولي علاء أبو طه :"قد تسعى السعودية جاهدة في إعادة العلاقة مع مصر وغزة، وقد تتحسن تجاه الواقع الإنساني كالسماح ب فتح معبر رفح وحرية تنقل الأفراد، فيما ستبقى العلاقة السياسية على حالها".
ويوافق الدجني حديث الخبير الدولي أبو طه، مردفاً: "في حال صدق بعض الروايات، سيكون هناك أثر إيجابي في غمرة هذه المتغيرات، فبعد استحواذ مصر على مقعد في الامم المتحدة ، ستضغط السعودية على مصر للتخفيف عن أهالي غزة".
وبالعودة للمحلل عطا الله يقول: "الكل يتأمل أن يكسب موقفاً من القضية الفلسطينية وخاصة غزة، باعتبارها وجبة دسمه تدعم وتقوي المواقف، سيما أنها بؤرة للمقاومة الفلسطينية التي تكافح الاحتلال في العقود الأخيرة."
ملف عودة العلاقات بين تركيا واسرائيل والتي جمدت بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على سفينة مرمرة في المياه الإقليمية في 31 مايو 2010.
هذه الاتصالات المفاجئة، تدخل غزة في معترك إقليمي بطابع آخر، سيما أن حماس تخشى من أن تفقد الحليف الأهم لها في منطقة الشرق الأوسط وهو تركيا من خلال الاتفاق الجديد مع إسرائيل.
يقول الدجني: "من مصلحة تركيا أن تبقي علاقاتها بحركة حماس لعدة أسباب، أولاً البعد الداخلي التركي بمعني أن الحاضنة الشعبية للسيد أردوغان وحزب العدالة والتنمية هي إسلامية بامتياز وتنظر لحماس نظرة احترام، وفي حال تخلي الرئيس التركي عنها، فإن حاضنته الشعبية في الداخل التركي ستضعف بالتأكيد وربما يسقط".
ويجمع المحللون أن الحل الأوحد للخروج بأقل الخسائر من هذه المتغيرات الإقليمية والدولية "التوزان في العلاقة"، فغزة رغما عن أنفها ستبقى ضحية المتغيرات الإقليمية.