قررت محكمة حزب الليكود بالإجماع أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، هو الرئيس المنتخب للحزب، بعد أن ألغت مساء اليوم الأربعاء، الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب، التي كانت مقررة يوم 23/ فبراير/ شباط القادم، قرار محكمة الليكود جاء في غياب أي مرشح ينافسه على رئاسة الحزب، مع أن الانتخابات لو جرت لكانت بين نتانياهو والبطاقة البيضاء، حسب دستور الليكود الذي ينص على أنه في حال عدم وجود أكثر من مرشح لرئاسة الحزب فإنه لا حاجة لانتخابات داخلية.

وبهذه الخطوة سيرسخ نتانياهو نفسه ملكاً ديكتاتورياً لسنوات قادمة وزعيماً لليكود واليمين القومي واليمين الديني والصهيوني، نتانياهو استطاع اللعب على مزاج الإسرائيليين وبروز ظواهر الميل نحو اليمين والتدين، وحسب وصف الصحافي آري شبيط لنتانياهو بأنه عبقري سياسي يعرف كيف يستغل العمليات الاجتماعية من اجل تعزيز سلطته.

وستكون هذه المرة السابعة التي يكون فيها نتانياهو زعيماً لليكود، وبرغم الإنتقادات الموجه له بان بقاءه في رئاسة الحزب كل السنوات الماضية من شأنه أن يضر بالحزب، وهو الذي يتفاخر بالإجراءات الديمقراطية في الليكود. ويرى معارضين في الليكود أن عدم إجراء انتخابات داخلية في الليكود سيفسح المجال أمام نتانياهو للسيطرة أكثر في فرض قراراته على مؤسسات الحزب، ويقوم بعملية تدوير مناصب وزارية منها تعيين عضو الكنيست ورئيس لجنة الخارجية والأمن فيها تساحي هنغبي وزيرا.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى نتانياهو لإصراره على التوجه إلى ولاية أخرى في رئاسة الحكومة، مع العلم عدم وجود موعد لإجراء انتخابات عامة في إسرائيل، خصوصاً أن الأخيرة جرت فقط قبل عشرة أشهر، إلا أن نتانياهو فاجأ الساحة الحزبية عندما قرر قبل شهر إجراء انتخابات داخلية مبكرة لزعامة الليكود يكون الفائز هو فيها وبالطبع مرشح الحزب لتشكيل الحكومة المقبلة في حال إجراء انتخابات عامة جديدة. بعض الوزراء في الليكود قالوا إن إجراء انتخابات داخلية، بعدم وجود مرشحين منافسين لنتانياهو يعتبر تبذير لأموال الحزب خاصة وأن تكلفة الانتخابات ستكون أربعة ملايين شيكل، وان نتنياهو قرر تقديم موعد الانتخابات الداخلية على رئاسة الحزب من أجل عدم الانشغال بقضايا حزبية داخلية عشية الانتخابات العامة، لكن خطوة نتنياهو هدفها منع ترشح منافسين أقوياء ضده ومنع منحهم الوقت الكافي لخوض حملة انتخابات داخلية.

ترسيخ نتانياهو نفسه زعيما لليمين جاء في ظل حمى سيطرة اليمين على مقاليد الحكم في إسرائيل وفرض رؤيته، ما يعتبره بعض الصحافيين من اليسار انه الانقلاب على الدولة المتنورة وأصبحت الآن قومية، متطرفة، دينية وظلامية، حيث سيطرت الصهيونية الدينية على مؤسساتها، وتصدر قرارات وقوانين عنصرية وبطابع قومي وديني ومواقف غير ديمقراطية ومفاهيم غير ليبرالية تتجذر لدى الجمهور. ويحرضون ضد الأقلية العربية ويغلقون تل أبيب في يوم السبت.

وما كان يسمي نفسه في يوم من الأيام يسار لم تعد مواقفه بعيدة عن مواقف الليكود اليميني الذي يعرف نفسه أنه يمين الوسط مع انه أكثر تطرفا من الأحزاب اليمينية الأخرى شريكة نتانياهو في الحكم، ولم تعد هناك أي فوارق بين الأحزاب الإسرائيلية فهي تتلون حسب المزاج السائد في إسرائيل وتتماهى مع اليمين وحسب المزاج القومي ومراكز النفوذ السلطوية. في إسرائيل تتعمق العنصرية والفاشية ولم يعد مكان لمن كانوا يطلقون على أنفسهم معسكر السلام وفقد الإسرائيليين الثقة بهم، ونحن لم يتبقى لنا إلا الأمل في وحدتنا وإنهاء الإنقسام وعدم الرهان على وهم السلام مع نتانياهو.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد