كاتب اسرائيلي: حماس وحزب الله يلعبان بالنار

حماس وحزب الله

القدس / سوا /  قال كاتب اسرائيلي ان خط مستقيم يربط بين ضبط خلية لحركة ( حماس ) نهاية الاسبوع الماضي ومحاولة حزب الله اللبناني القيام بعملية على الحدود الشمالية والتى استهدفت دورية للجيش الاسرائيلي في منطقة جبل دوف.

وأضاف الكاتب إيال زيسر في مقال نشره في صحيفة اسرائيل اليوم الصادرة اليوم الاثنين:" في  الحادثين أحبطت محاولات القيام بعملية أو انتهت دون إصابات، ولكن الأهم هو حقيقة كون المتحدث عنه في الواقع تنظيمين مردوعين ليس لهما أي مصلحة في الانجرار الى التصعيد على طول الحدود، ورغم ذلك لم يرتدع التنظيمان عن اللعب بالنار والأخذ بمخاطرة اندلاع حريق شامل".

 

الى نص المقال

خط مستقيم يربط بين ضبط خلية حماس التي بشرنا بها نهاية الأسبوع المنصرم وبين محاولة حزب الله القيام بعملية على الحدود الشمالية، والتي استهدفت دورية للجيش الاسرائيلي في منطقة جبل دوف؛ في الحادثتين أحبطت محاولات القيام بعملية أو انتهت دون إصابات، ولكن الأهم هو حقيقة كون المتحدث عنه في الواقع تنظيمين مردوعين ليس لهما أي مصلحة في الانجرار الى التصعيد على طول الحدود، ورغم ذلك لم يرتدع التنظيمان عن اللعب بالنار والأخذ بمخاطرة اندلاع حريق شامل.

لا حماس ولا حزب الله أيضًا لهما أي مصلحة في المواجهة مع إسرائيل، فحماس ما تزال تلعق جراح جولات المواجهة السابقة، ورغم محاولاتها إعمار الدمار الذي لحق ب غزة ما تزال هناك موجة من الخراب والدمار، حماس أيضًا معزولة على الساحة الإقليمية بطريقة لا سابق لها منذ سنوات طوال، وحتى حليفتها تركيا تعيش اليوم ذروة مجهود يؤدي الى المصالحة مع إسرائيل.

وضع حزب الله ليس أفضل بكثير، فالتنظيم غارق في السنوات الأخيرة في الحرب السورية التي كلفته الى الآن حياة آلاف المقاتلين إجمالًا، الحرب كلفته أيضًا ثمنًا اقتصاديًا باهظًا، وأكثر من ذلك جلبت الإرهاب الإسلامي الراديكالي الى شوارع المدن والقرى اللبنانية.

الأمر الأخير الذي يريده التنظيمان على حد سواء أو يحتاجانه هو المواجهة الشاملة مع إسرائيل؛ رغم هذا فالتنظيمان لا يرعويان عن اللعب بالنار، ولا يتوقفان عند الخطوط الحمراء، حتى وإن كان واضحًا لهما ان الألهبة التي يشعلانها قد تخرج عن السيطرة.

حزب الله يحاول إيجاد مصداقية له على الحدود الإسرائيلية السورية في الجولان، في الظاهر فهو يفعل ذلك لكي لا يتورط في مواجهة مع إسرائيل على الحدود اللبنانية، ولكن في الحقيقة انه وقبل سنة، وفي أعقاب اغتيال جهاد مغنية، وفي الأسبوع الماضي في أعقاب اغتيال سمير القنطار رد بطريقة كان بإمكانها ان تشعل المنطقة كلها، ولحسن الحظ انتهت الحادثة دون أي اصابات وبفشل كبير بالنسبة لحزب الله، ولكن لم نكن بعيدين عن انتهاء الحدث بطريقة أخرى وبإصابات في صفوف قواتنا. إسرائيل هضمت في الحقيقة في العام الماضي، وقبلها أيضًا مثل هذه الأحداث،

وبذلك فقد أرسلت رسالة خاطئة الى حزب الله بأنها مستعدة لأن تبتلع هذه الأحداث وتسلم باستفزازاته على طول الحدود في منطقة جبل دوف ولكن قدرة إسرائيل على الهضم لها حدود.

حماس من ناحيتها تحافظ هي الأخرى على الهدوء على طول حدود قطاع غزة، بل وتعمل على مواجهة عناصر إسلامية راديكالية تحاول التأسيس لتواجدها في قطاع غزة، وسيما ان هؤلاء يمثلون أولًا وقبل كل شيء خطرًا عليها، لا تعمل بشكل صارم ضد هؤلاء العناصر الفلسطينيين الذين يعيشون معها حالة من التعاون، ويحاولون من حين لآخر وبشكل مستقل إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، ولكن حماس أيضًا تسمح لرجالها في الضفة، سواءً وفق الارشادات والتوجيهات من القيادة العليا أو من خلال التشجيع أو إعطاء الدفعة القوية للاستعداد للقيام بعمليات إرهابية ضد إسرائيل.

ولا يدور الحديث هنا عن أولئك المهاجمين المنفردين الذين خبرناهم في الأشهر الأخيرة؛ وإنما المقصود خلايا منظمة، والتي تخطط مسبقًا لأعمالها، ولذلك فإنها قد تكون دموية أكثر بكثير، قبل حوالي عامين أدى اختطاف من هذا النوع، والذي انتهى بمقتل الفتيان الثلاثة، وقاد الى عملية "الجرف الصامد".

بيت القصيد في محاولات القيام بعمليات، سواء من قبل حماس أو حزب الله، واضح. رغم الافتراض المقبول في أوساطنا بأن التنظيمين مردوعان وسيفعلان أي شيء لكي لا يصلا للمواجهة مع إسرائيل، إلا ان الحقائق تقول غير ذلك، كلاهما مستعد للعب بالنار ومستعدان أيضًا لدفع ثمن اللعب بالنار، التدهور الى وضع المواجهة الذي ربما كانا يفضلان عدم الوصول إليها، ولكنهما غير خائفين منها الى الحد الذي نظنه نحن. وبالتالي يبدو ان لكل ردع فاعل تاريخ انتهاء صلاحية.

في ظل واقع كهذا؛ فإن محولات القيام بعمليات أخرى هي مسألة وقت، وكل ما يمكن فعله هو أن نتمنى ان يفشلوا هم أيضًا، ولا يجرون المنطقة الى جولة مواجهة جديدة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد