شاهد الصور.. حكاية شعب على أشواك الصبار

الفنان أحمد ياسين يرسم على الصبار

نابلس / خاص سوا/ يجثو الشاب الفلسطيني الفنان أحمد ياسين على ركبتيه بين جذوع نبتة "الصبار" ممتلئة الأشواك، ويخط بريشته الفنية وجه امرأة فلسطينية تصرخ قهراً من ظلم الاحتلال الاسرائيلي، وعلى لوحة نبتة الصبار الأُخرى يداً تتحدى الشوك وتقبض على مفتاح العودة في مشهد يحاكي قصة صمود الفلسطيني المتمسك في حق العودة رغم ما يعيشه من ضنك الحياة والمعاناة اليومية التي يفرضها عليه الاحتلال الاسرائيلي.

على ألواح "الصبار" المنتشرة في بلدة "عصيرة الشمالية"، شمالي مدينة نابلس بالضفة الغربية يجسّد الفنان ياسين الذي لم يتجاوز عمره الواحد والعشرين عاماً برسوماته البسيطة، حكاية صمود شعب ذاق التشريد والقهر والألم ولا يزال يتمسك في حقوقه المنزوعة منه.

ياسين الذي اختار أن يخرج عن المألوف وجد ضالته في لوحات نبتة "الصبار" كبديل عن الورق الذي اعتاد جميع الفنانين الرسم عليه، من أجل أن يمزج الألم بالأمل ويخلط الشوك بالصمود ويبرز بعض المعاناة الفلسطينية.

 

 

الفنان ياسين الذي يدرس الفن والتصوير في كلية الفنون بجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، سرد لوكالة "سوا" الاخبارية، قصة إلهامه منذ الطفولة في الرسم قائلاً:" منذ طفولتي وانا اهوى الرسم بقلم الرصاص على الورق وكنت أخشى استخدام الألوان في بداية الأمر، ومع مرور السنوات وتشجيع الأهل والأقارب أصبحت أُدخل العديد من الألوان وأزين بها الرسومات كي تصبح أكثر جمالاً".

ويكمل الشاب الذي شارف على التخرج من قسم الفنون، أن الصعوبات التي واجهّا بداية مشواره الفني لم تثنيه عن ترك هذا المجال، لا سيما وأنه حصل على معدل عالي (94% ) في الثانوية العامة ، الأمر الذي دفع عائلته وأقاربه محاولة اقناعه بالالتحاق في أي تخصص آخر (كالطب أو الهندسة)، لكنه سرعان ما رفض ذلك وأصرَ على دراسة الفنون من أجل سقل مهارته الفنية بأساليب علمية.

ويؤكد ياسين لـ"سوا" أن اختياره للرسم على نبتة "الصبار" كونها تعبر عن رمز الصمود وتتأقلم مع شدة الحرارة وقسوة الطبيعة، محاولاً من خلال رسوماته جذب المواطنين ولفت أنظارهم لأشياء مميزة لم يسبق لأي رسام القيام بها.

وتُعتبر نبتة الصبار، من أنواع النباتات الذي ينمو في الأماكن الجافة، وهي نبتة معمرة، لها القدرة على مقاومة الجفاف وتقلبات الطقس.

وبرغم أشواك النبتة التي أصابت جسد الفنان ياسين بداية رسمه على ألواحها، إلا أنه واصل الرسم عليها كي يُوصل رسالة للآخرين أن الابداع لا حدود له، كما يقول.

وينوي الشاب ياسين بأدواته البسيطة المكونة من الريشة وألوان "الكلنيك" والألوان "المائية"، أن يصنع إبداعاً من الطبيعة، قائلاً:" أشعر وكأن شجرة الصبر تشدني إليها وتحكي أن لديها ما يمكن ابرازه بصورة أكثر جمالاً وسط هذه الأشواك".

 

 

ويسعى الفنان ياسين خلال المرحلة المُقبلة إلى الرسم على جذوع شجرة الزيتون وعلى الحجارة والصخور وأشجار عملاقة أخرى يرى فيها فرصة لإخراج ما بداخله من إبداع.

الفنان الشاب ياسين الذي شارك في إحدى معارض الرسم المحلية، يطمح بريشته المتواضعة أن يتخرج من جامعته العام المٌقبل، وأن يصل برسوماته إلى العالمية ويشارك في معارض دولية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد