بالصور..سموم الاحتلال تقتل آمال مزارعي حدود غزة
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ 3500 هي عدد دونمات المحاصيل الزراعية التي أبادها الاحتلال بطائراته المروحية التي رشت الأراضي على طول الحدود الشرقية لمحافظتي خانيونس والوسطى، بمبيدٍ حشري قاتل للنبات.
ويضرب المبيد الحشري الذي رشته طائرات الاحتلال، بجذع النبتة، فيقتلها بعد حرقها مباشرةً، دون سببٍ واضح.
مليون ونصف شيكل
جبر أبو رجيلة أحد المزارعين المتضررين من سكان بلدة عبسان شرق خانيونس، قال لـ "سوا"، إن طائرات الاحتلال رشت مادة "غريبة" على المحاصيل على طول الحدود الشرقية قبيل سقوط الأمطار يوم الأحد الماضي، مما أدى إلى هلاكها.
وقدّر أبو رجيلة الخسائر التي لحقت به نتيجة ذلك بـ "50 دونم قمح، و20 آخرين فجل وبازيلاء" بما يزيد عن 40 ألف شيكل، متوقعا أن تزيد إجمالي خسائر المتضررين من منطقة القرارة وصولا إلى عبسان، عن مليون ونصف شيكل.
ولفت إلى أن موسم الزراعة البعلية قد انتهى بالنسبة للمتضررين الذين زرعوا المحاصيل مطلع شهر ديسمبر المنصرم، التي كان من المقرر أن تحصد في مايو المقبل.
وبين أن المزارعين المتضررين قدموا شكاوي لوزارة الزراعة؛ للقدوم من أجل إحاطتهم بما جرى للنباتات بعد فحصها، مشيرا إلى أنها أرسلت مهندس بـ"ورقة وقلم"؛ لتسجيل أسماء المتضررين، دون أن يأخذ عينات.
منع بيعها بالأسواق
أما ضرر المزارعين الصديقين يوسف شاهين وعلاء الشامي اللذين كانا يعاينان الأضرار خلال اتصال مراسل "سوا" بهما، فجاء جسيما؛ كون الاحتلال احرق 110 دونمات يمتلكانها، بخسارة مالية تجاوزت 100 ألف دولار.
وقال شاهين إن وزارتي الصحة والزراعة عاينتا المحاصيل التالفة، وأوصتهما بعدم بيعها في الأسواق، وطالبتهما بضرورة إتلافها على الفور؛ لأنها باتت غير صالحة للأكل.
فيما دعا الشامي، الجهات المعنية إلى مساعدة المزارعين الفلسطينيين على الحدود مع الاحتلال، مناشدا الزراعة بضرورة إعطاءهم نقط أخرى للزراعة فيها، في حال لم تتوفر الحماية والضمانات الدولية.
مبيد قاتل
من جهته، أكد وائل ثابت مدير عام النبات في وزارة الزراعة، أن المادة التي رشتها طائرات الاحتلال على محاصيل المزارعين كانت "مجهولة" بالنسبة لوزارته، مشيرا إلى أن طواقم الزراعة حللت المادة، واكتشفت أنها مبيد "رواند أب".
"رواند أب" هو الاسم التجاري لمبيد أعشاب من إنتاج شركة مونسانتو، وهو مبيد جهازي واسع الطيف، يقضي على معظم النباتات التي تتعرض له، باستثناء بعض الأنواع المقاومة، ويكثر استخدامه في الولايات المتحدة.
وأوضح ثابت لـ "سوا" أن المبيدين يحتويان على مادة قاتلة أدت إلى حرق آلاف الدونمات شرق محافظتي خانيونس والوسطى، مبينا أن الرشاشات الإسرائيلية أتلفت 3500 دونما "2000 بخانيونس، و1500 في الوسطى"، دون الكشف عن القيمة المالية للأضرار.
ونوه إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يرتكبها الاحتلال بحق مزارعي غزة على طول الحدود، لافتا إلى أن المحاصيل التي أُهلكت كانت مزروعة بـ"البازيلا، والسبانخ، والفجل، والقمح، والشعير، والجرادة، والفول، والبقدونس".
الوزارة لا تعوض
وفيما يتعلق بآلية تعويض المتضررين، قال ثابت إن وزارته ليس لها علاقة بتعويض المزارعين، إنما الاحتلال هو من يتوجب عليه تعويضهم، لافتاً إلى أن دور وزارته يقتصر على التواصل مع الجمعيات والمؤسسات الداعمة؛ من أجل طلب دعم لأصحاب الضرر.
وأشار إلى أن عملية الدعم المادي للقطاع الزراعي تتم بالتدريج، واعدا المتضررين أن تكون أسماؤهم على رأس أولوية الوزارة في حال حصلت على دعم من المؤسسات.